أهم الأخبار
هائل البكالي

هائل البكالي

مارس.. الكابوس الذي بدد أحلام صالح.!

2017-03-21 الساعة 06:50م

في مثل هذا اليوم 21 مارس 2011 أعلن الجنرال علي محسن صالح انضمامه لثورة الشباب وحماية ساحاتها.

بيان تأييد الثورة الذي قرأه محسن كان بمثابة اعلان وفاة لنظام المخلوع، الذي يدرك جيداً عسكرية محسن الوطنية الصادقة.

لا تزال تلك الكلمات التي قرأها محسن في تسجيل مصور صداها في آذان شباب الثورة حتى اليوم، كما لو كانت تراتيل أجبرت محبيها على العشق مع تلك الموسيقى الخاصة التي كان يتلوا بها الجنرال البيان.

كانت مذبحة جمعة الكرامة هي المبدئ التي أقسم عليها ضباط وأفراد الفرقة الأولى مدرع وكافة الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة.

في ذات الشهر نفسه تساقط عرش المخلوع وأعلنت قيادات رفيعة في الدولة انضمامها للثورة بما في ذلك وزراء وسفراء ومحافظين ومشائخ.

ولنا في مارس قصص وعبر منذ 2011 وحتى 2017، إذ ان هذا الشهر شكل كابوساً مؤرقاً على صالح ولا يزال.

ففي مارس 2013 دشن مؤتمر الحوار الوطني الذي شكل ضربة موجعة للمخلوع لأنه يرى أساساً أن مؤتمر الحوار يسعى الى تفكيك الدولة العميقة التي أسسها على أسس ومعايير سيكولوجية بحتة من منظوره الشخصي كشاووش سابق أصبح رئيساً، أو كما يحلو له أن يرى نفسه.!

شعر صالح بالخطر على نظامه وأحس من خلال الاجماع الوطني في مؤتمر الحوار أن هناك بوادر دولة مدنية على أعتاب مستقبل جديد تضع الرئيس خادماً للشعب وأجيراً لديه لا حاكماً بالسوط عليه.

استطاع صالح أن ينقلب على الاجماع الوطني وقاد انقلابا ضد الشرعية في حين كان لا يزال يمسك بزمام الكثير من الأمور السياسية والعسكرية.

تحالف مع الحوثيين أصحاب المشروع الفارسي في اليمن بل استخدمهم كغطاء لاسقاط الشرعية وفتح لهم المعسكرات وأرفدهم بخبراء عسكريين.

وحفاظاً على الهوية الوطنية من الأطماع الفارسية اتخذ الرئيس هادي موقفاً تاريخياً بندائه لأشقائه الخليجيين لتدارك قيام دولة فارسية في اليمن.

في أواخر مارس 2015 وجهت دول التحالف العربي الضربة القاضية على المخلوع صالح وحلفائهم فكانت الكابوس الذي بدد أحلام صالح وقضى على حاضره ومستقبله.

جاء مارس 2016 أي بعد عام من انطلاق عاصفة الحزم.. وقد خسر صالح 80 بالمئة من المناطق التي كان يسيطر عليها.

اليوم وفي مارس 2017 الذي لا نزال نعيش أحداثه.. يقف أنصار الثورة مع شركائهم الوطنيين على بوابة العاصمة صنعاء "فاتحين" بعد عامين فقط من حكم المليشيا الانقلابية الذي تهاوى سريعاً.

فهل سننتظر مارساً آخراً في عام قادم ليطوي صفحة المخلوع وشركائه الى الأبد.؟ أما أن مارس هذا العام سيتنحى لسبتمبر واكتوبر ليُعيد هذان الشهران مكانتهما مجدداً في تاريخ نضال اليمنيين ضد الطغاة.!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص