2018-01-16 الساعة 02:28م
المبادئ معالم الطريق ، وضوابط السير ، و منارات الهداية .
من خلالها و في سبيلها ولتحقيقها يتحرك الأحرار، وهؤلاء الأحرار يتحركون بنكران ذات ، و هي صفة لازمة و ضرورية في كل حر ، و لولا هذه المبادئ و المعالم و نكران الذات في الأحرار ؛ لخاضوا مع الخائضين ، و ركنوا إلى دكات المتفرجين الذين يضربون أكفهم ببعضها حسدا من عند أنفسهم ، و هم يرون أرصدتهم النضالية خالية الوفاض ، فيذهبون لتغطية النقص و ستر العجز بنشر الأكاذيب و العيوب و إلصاقها بالبرءاء و الأحرار .
و العاجز ممن يفتقر إلى معالم الأحرار و مبادئهم لا يجد أمامه إلا أن يهدم مآثر الأحرار ، حتى و هو في أشد الحاجة إلى مواقفهم و بطولاتهم، بل إلى جهدهم و جهادهم ، لكن يصل الأمر بالعاجزين أو المفلسين إلى أن يتمنى نصرة العدو ؛ ليجد هذا المفلس مادة للتشفي و وسيلة لهدم صروح الأحرار .
بالتأكيد لا يلتفت الأحرار إلى من ترهلت كروشهم في دكات المتفرجين، كما لا يأبهون لما تسيل به ألسنتهم من كذب و أقلام من افتراءات ، باعتبار أن ما تخفي صدورهم أكبر .
ما يؤلم الأحرار و أصحاب المبادئ أنهم يجدون من فئات أو أطراف تسمع لثرثرة المتفرجين و ربما تشجعهم، بل و تدعمهم استثناء من الأحرار ، فيمضي الأحرار في طريقهم يتحملون أعباء المهام وتكاليفها مع ما يجدون في أنفسهم تجاه من يدعم المتفرجين على حساب من في الميدان ، يمضي الأحرار و لسان حالهم :
و إذا تكون كريهة أدعى لها
و إذا يحاس الحيس يدعى جندب
الأكثر ألما و مرارة من تقريب المتفرجين و دعمهم، ما يقوم به الإعلام من صناعة بطولات وهمية لخصوم، وتحويلهم إلى أبطال بالباطل وعلى حساب الأحرار و الأبطال الحقيقيين .
و يتم عمدا إسدال الستار على بطولات الأحرار و مواقفهم و تضحياتهم ، بل و يتم التقليل من شأنهم إلى حد التشكيك بهم و إنكار أدوارهم ، فيما يذهبون إلى تلميع النكرات و المغمورين و ربما الخصوم و إبرازهم كقيادات فريدة و أبطال ميامين !
إنها حال تذكر بحكاية امرأة كانت تجلس مع نسوة أخريات ينظرن من بعيد إلى عرس كان فيه رجال يرقصون، و يلوحون بسيوفهم الصقيلة، و جنابيهم المصقولة، و خناجرهم اللامعة، فيأتي مطروق زوج تلك المرأة و ليس معه إلا(عطيف) -و هو عبارة عن نوع من أنواع الفؤوس الصغيرة - فنزل يرقص معهم ملوحا بالعطيف في الهواء بين السيوف، فلم تشأ زوجته أن تجعله محل السخرية و إنما سارعت تستلفت أنظار النساء بالقول : ما شاء الله .. ما شاء الله .. كيف يلمع عطيف حمادي !
طبعا ضاع لمعان السيوف و الجنابي و الخناجر ، و لم يعد يلمع إلا عطيف حمادي !!
يحدث أن يصور الإعلام المضلل البالونة و يقدمها كقنبلة ، لكن الحقيقة أن شوكة صغيرة تحولها إلى لا شيئ ، فالغربال لا يحجب الشمس !!