2018-02-20 الساعة 01:46م
من قلب الحرب استطاع هاشم الأحمر ان يثبت نفسه كرجل شريف ينافح لأجل قضية عادلة يعتنقها البسطاء والحالمون ، قضية تسعى لكسر جماح الفوضى والعصابة وتعيد صياغة التأريخ من جديد لصالح الدولة المدنية، كان مساء الثامن عشر من شهر فبراير ٢٠١٨، يأتي القرار حاسما للجدل ويقضي بتعيين العميد هاشم الأحمر قائدا للمنطقة العسكرية السادسة، يثير على إثره ناشطون أن هاشم الأحمر تاجر حرب ورجل فاسد ولا يختلف كثيرا عن طارق عفاش الرجل القاتل سيء السمعة، متجاهلين بذلك تأريخ حافل بالنضال والتضحيات يحمله هاشم الأحمر .
عودا معي للوراء بضع سنوات، عودي مع لجذر القضية، في الحادي عشر من فبراير شباط ٢٠١١ انتفض الشعب الميني مطالبا بتغيير النظام، نظام صالح الذي حكم الدولة بعقلية العصابة ودستور الفوضى، خرج الشعب معلنا إياها ثورة، ثورة ضد الظلم والفساد والمحسوبية، جاءت الثورة لتضع مبادئ الجميع ومنهم هاشم الأحمر على المحك، امتحان صعب يتجاوزه الاقوياء فقط، هاشم أثبت حينها أنه رجل نبيل وقوي بما فيه الكفاية ليناصر الثورة والشعب والجمهورية، وقف هاشم قائدا لمعارك الحصبة ضد نظام المخلوع، في الوقت نفسه ومع تفاقم غضب الشعب وقطعية مطالبه برحيل النظام، كان طارق عفاش يمارس هوايته بقتل المتظاهرين في جمعة الكرامة بدم بارد، كان طارق المسخ منشغلا بإظهار فنونه الخبيثة في القتل والترهيب والقمع، ووقوعه بشبهة استهداف عمه في مسجد النهدين .
تمر الأيام سريعا وتبدأ أبواق الثورة المضادة بالصراخ، كشر الحوثي عن أنيابه ليتسلم الدولة بدراما مثيرة للتساؤلات والخوف، الحركة الحوثية الزائدة الطولية لأخبث حركة حكمت اليمن عبر التأريخ (الإمامة) التي جعلت الشعب يقيء جوعا وفقرا وعذابا، تأتي مرة أخرى لتستلم الدولة دون عناء، دخل الحوثي صنعاء وتحول طارق إلى خادم مطيع لا أكثر، كان سقوطه كفيلا ليجعله يصمت ويسلم دون مقاومة، في مواقف كهذه تجيد الثقافة والمبادئ فرز معتنقيها بدقة في معسكرات الواقع، ولأن الأشرار يعرفون بعضهم جيدا ، تحالف طارق عفاش مع التمرد الحوثي واعترف بشرعية المجلس الثوري وقام بحشد المقاتلين في صف الإنقلاب، في الطرف الأخر كان هاشم القائد يؤسس اللواء ١٤١ في صحراء الربع الخالي، بعد أن حسم خياراته بمواصلة الكفاح لأجل الوطن والشعب فقط، إختبار أخر يظهر فيه هاشم الأحمر بجبين ناصع وهامة مرفوعه، وفيا لقسمه العسكري وحارسا لأحلام البسطاء والمهمشين، في الطريق إلى الفرضة قدم اللواء ١٤١ خيرة رجاله وفقد هاشم حينها أخلص مرافقيه في معركة العبر، لم تثنه كثافة الألم بالفقد، بل زادته عزما وتصميما، وكعادة الشرفاء الذين يجيدون نقش سيرتهم بصمت على الصخور، راح هاشم الأحمر يثبت نفسه في الميدان لا على شاشات التلفزة والمواقع الإلكترونية .
يقف هاشم في فرضة نهم، يتأمل الأقدار بخشوع، يلاحظ كيف تخط نفسها بجرأة وقسوة، يدرك أن الحياة حرية، والحرية تستحق الموت في سبيلها، كثير من الأحرار سقطوا بجانبه، كانت رائحة دمائهم تحرضه للتقدم أكثر، في اللحظة التي وقف فيها هاشم بضميره ونبله على فرضة نهم، كان طارق عفاش في صنعاء يلمع أحذية الصماد وأبو علي الحاكم والسوط على ظهره، تأملوا كم صورة طارق مخزية مقارنة بصورة هاشم القائد والإنسان، كم هو الفرق شاسع بين الرجلين .
الأن يأتي فاقد البصيرة ليضع البيض في سلة واحدة مساويا بين تضحيات هاشم وعمالة طارق، يقول بوقاحة أن طارق وهاشم لا يختلفان عن بعضهما، ولعمري أن هذا محض جنون وسوء نية، فمن يضع سقوط طارق وورجولة هاشم بدرجة واحده، منافق وحاقد وخال من الوطنية والشرف، من الطبيعي جدا أن يخطئ هاشم في بعض تصرفاته، وهذا ما تقتضيه الطبيعة البشرية، ولو لم يخطئ لكان نبيا، لكن البون شاسع بين من يخطأ دون قصد وبين من يحترف الخطأ ويصر عليه .
من يهاجمون هاشم مأجورين ومعروفين بسفالتهم، لا يعرفون أنهم يقدمون للرجل دعاية مجانية تثبت نزاهته وتضحيته، الشرف الرفيع لا يسلم من الأذى، وحين يتكلم السفهاء حتما سيشتمون الفضيلة .