2018-02-24 الساعة 02:28م
تجارة البشر في معابر صيد الأرواح مأساة يغلفها الصمت والعجز ككل مأسي هذا الوطن..
قُطاع طرقٍ وتجار رقيق بزي رسمي ينهشون أجساد البسطاء من أقصى شمال الوطن وحتى أدنى جنوبه ..
إنهم أفراد النقاط الحوثية الذين يقومون بإيقاف حافلات الركاب في معابر المدن بحجة التفتيش لتصادر بعدها بطائق أو جوازات المسافرين .. ليتم فرز الضحايا واختيار الفرائس لتجارة لا كساد فيها .
يلتقطونهم من الطرقات ليبدأ المزاد المهين من أجل الحصول على الحرية ..
انتهاك فجّ لحق اليمني في التنقل بين أرجاء وطنه وتقسيم للمدن إلى مناطق محرمة أو مناطق خاصة ..
معاملة هي الاستعباد والتنكيل والإذلال مع تجاهل لأشغال الناس ومواعيدهم والتزاماتهم التي سافروا من أجلها .
لتكتظ السجون بالمسافرين بحجة التحقيق والاستجواب كأنما ارتكبوا جرما بالتفكير بالتنقل داخل وطنهم.
الأسوأ حظا هم أولئك الباحثون عن عمل في مدن بعيدة والذين يرمى بهم في سجون النقاط لأيام أو شهور لا يعلم ذويهم مصيرهم أو سببا لاحتجازهم .
يمارس ضدهم صنوف الإهانة والتجاهل والتعذيب بسماع دروس الملازم وتعبئة عقولهم بفكرة الموت حتى يقادوا بعدها إلى الجبهات .
الشباب صغار السن منهم هم الضحية الذين يقادون لرفد ميادين الموت رغما عنهم ..
ولعل المحظوظ من استطاع ذويه دفع مبالغ طائلة لإخراجه كفدية هي ثمن حياته وحريته.
ليرتفع سعر الشخص بمقدار إلحاح أهله لاستعادته .
إنها تجارة رقيق بنسخة محدثة تواكب حقارة المليشيا في وطن لا صوت فيه للمقهورين .
المليشيا التي دمرت الاقتصاد بمتاجرتها بأقوات الناس ونهب مرتباتهم و التضييق على التجار بفرض الجمارك المضاعفة وابتزاز الجميع بلا استثناء حتى وصل بها الأمر إلى المتاجرة بجثث المعتقلين والشهداء كي تسلم لذويهم بعد مقتلهم تعذيبا .
لا يضر هذه المليشيا من اللصوص تجارة الرقيق في المعابر ولا يضرها أن يموت الشعب جوعا وفقرا ولا يهمها سمعتها كعصابة تدعي أنها دولة .
فهي عصابة قامت بسرقة الدولة وتسترت بستارها فقط .
عصابة لصوص تبتز الفقراء والتجار .. تبتز الطلبة والمعلمون ..تسرق المال والأروح
ولم تبلغ أي عصابة في التاريخ مستوى انحطاطها وقذارتها ولا أدميتها ..
فماذا تركتم للناس كي يفتدوا أرواحهم ووطنهم منكم يا لصوص المعابر .
ماذا تبقى في أيدي الناس كي تسرقوه وأنتم تشيعون الآلاف جوعا وقتلا إلى المقابر .
وأي قانون سينصف هذا الشعب منكم ولا قانون تعرفونه سوى قانون الغاب والتوحش ؟!!
هذه العصابة التي أهلكت الشعب في ثلاث سنوات؛ وتصر على إعادته إلى عدمية الإمامة التي عاشها اليمانيون دهرا خارج التاريخ غارقون في الجهل والجوع والخوف والمرض .
يقومون بما فعله أجدادهم حين كانوا يسرقون الشعب ولا يلتفتون لما خلفته سرقاتهم من بؤس وفقر؛ عاجزون عن إقامة دولة بأي شكل ولا يحكمون بأي عرف للحكم أو نظام ..
فمنذ متى كانت العصابات تعرف كيف تحكم ..؟!!
العصابات تعرف كيف تسرق وتسرق .. وتسرق .
* الصحوة نت