2018-05-02 الساعة 05:43م
فجّرت إسرائيل قنبلة سياسية عالمية، حين كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خداع النظام الإيراني للعالم. أول هذا العالم المجموعة الأوروبية وإدارة الآفل باراك أوباما، بخصوص برنامجها النووي العسكري «السري».
على المسرح أظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية أدلة كثيرة على وجود النشاط الإيراني النووي العسكري، وليس المدني، نتنياهو اتهم إيران بتنفيذ برنامج سرّي للأسلحة النووية، عُرف باسم «مشروع عماد»، وقال إنها واصلت متابعة المعلومات الجديدة بشأن الأسلحة النووية بعد إغلاق المشروع في 2003، مضيفاً أن المشروع يهدف إلى إنتاج خمس رؤوس نووية. وتحدث عن «آلاف» الوثائق حول هذا البرنامج الخطير.
طبعاً إيران سارعت بالتكذيب، والسخرية والإنكار، عبر متحدثها بهرام قاسمي، وظريفها وزير الخارجية، ماذا يُنتظر منهم غير هذا؟ لكن الخطير هو أن مجرد وجود هذه الاحتمالية، ولو بنسبة 5% يعني الحذر والاستعداد الشديد، فنحن أمام طغمة مخبولة متوحشة تكفيرية منقوعة بخرافات القرون الغابرة، تريد قتل كل من يرفض مشروعها التكفيري.
الغريب هو إلحاح من ساهموا بالاتفاق الفاسد مع إيران، في مقدمهم فرنسا ومفوضة الاتحاد الأوروبي الإيطالية اليسارية فيدريكا موغيريني، على الحفاظ على هذا الاتفاق رغم كل شيء، والأخيرة علقت على الصدمة الإسرائيلية بأن الوثائق التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا تثير أي تساؤل بشأن التزام إيران بالاتفاق!
الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخولة لها مراقبة برامج إيران النووية لم تعلق على اتهامات نتنياهو مباشرة، لكنها أشارت إلى تقريرها الصادر 2015 والذي وجد أنشطة في 2003، «ذات صلة بتطوير أداة نووية متفجرة».
خطورة الكشف الإسرائيلي بتوقيته، حيث من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي ترمب موقفه النهائي من الاتفاق النووي مع إيران، وهو أعلن دوماً رفضه له لأنه «مبنيّ على الأكاذيب»، كما علق وزير خارجيته مايك بومبيو على الوثائق الجديدة.
امتلاك إيران سلاحاً نووياً يعني بالضرورة امتلاك السعودية، التي تراها إيران العدو الرئيسي، لسلاح مماثل للردع على الأقل، وهذا هو الذي قالها بصراحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حواره مع برنامج (Minutes 60) على قناة «سي بي إس» الأميركية، رغم أن السعودية ليست من الدول التي تعشق امتلاك هذا السلاح، لكن: ما حيلة المضطر إلا ركوبها!
صواريخ إيران «العادية» تصيب المدن السعودية، فهل من الحزم انتظار هؤلاء المخابيل حتى يمتلكوا حقاً القنبلة النووية؟
السؤال المركزي: هل يريد الغرب أن يشتعل سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، بصواريخ عابرة للقارات، يعني تصل أوروبا نفسها؟!
مَن نام على وسائد التخدير يستيقظ على رضّات الصخور.