2018-05-25 الساعة 01:16م
ما من شك أن العنوان لن يعطي إيحاء بأن الذباب لا يحوم إلا حول الحلوى فقط، و إنما هو أكثر حضورا على النتن و الأقذار . هذه حالة جُبِل عليها الذباب على أية حال، و طُبع عليها سلوكه. إلا أن هذا السلوك غير محمود، إلى جانب أنه يحمل الأدواء و العلل، و ينقل الأمراض الفتاكة و الأوبئة . ونجد النحل على النقيض من ذلك تماما؛ فالنحل لا يحوم إلا على الزهور، و لا يرشف إلا رحيق الأزهار، و فوق ذلك يحمل الشهد و العسل و ما فيه من شفاء للناس.
يتوسع الناس في وصف سلوك بعضهم، فيصفون إنسانا ما رقّ سلوكه، واستقام خلقه، و لطف معشره؛ فيصفونه بأنه أرق من النسيم، و ألطف من الهواء العليل! و قد يصفون تعامله بأنه عسل أو حلاوة .. الخ ، و إذا كان إنسان آخر يتتبع هفوات الناس و أخطائهم فحسب، وصفوه بأنه كالذباب لا يقع إلا على الأقذار .. و هكذا .
الخوف من هذا الإنسان الحلاوة؛ أن يكون في موقع المسؤولية، فهناك ستكثر حوله الذباب بشكل متزايد، و بتدسس خفي، و عمل متواصل تتلوث الحلوى و تفسد جراء فعل الذباب الخبيث الذي لا يتوقف، و لا يكل و لا يمل من نقل الأدواء و الأمراض و الأوبئة (و إن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه).
حماية الحلوى من الذباب مهم بالتخلص منها نهائيا بإبعادها عن مكان الحلوى، و الحذر اليقظ و الداىم من تسللها، و إلا أصبحت الحلوى و قد فسدت و صارت ناقلة للأمراض بالرغم من حلاوتها و طعمها اللذيذ الذي يغدو طعما ناقلا للأمراض.
قد تنأى الحلوى عن النحل، و تبتعد عنها، مع ما فيها من نفع و شفاء، فتحتجب عن النحل لتقع ضحية مكشوفة حين تصبح مرتعا دائما للذباب الذي يحوم عليها آمنا مطمئنا و قد انفرد بها .
هنا تكون مشكلة الحلوى أنها لا تعجب بالنحل، وقد قيل :
تريدين إدراك المعالي رخيصة و لا بددون الشهد من إبر النحل
الحلوى التي تطمئن للذباب - مخدوعة بمكر التدسس الهادئ في طرح السموم - و تحذر مما قد يصيبها من إبر النحل ، مع ما فيها من شفاء، تكون وسطا نشطا من حيث تشعر أو لا تشعر في نقل الأمراض و الأوبئة !