2018-06-11 الساعة 06:25م
الازمة الانسانية المتفاقمة التي يعاني منها الشعب اليمني تتطلب معالجات جريئة وحاسمة وفي مقدمتها تحرير مدينة الحديدة من عصابة الحوثي الكهنوتية ، خاصة وان التدخلات الدولية التي بذلها الاشقاء والاصدقاء للتخفيف من تداعيات هذه الازمة على حياة اليمنيين لم تحقق النجاح المطلوب ، بسبب استمرار استيلاء مليشيات الحوثة على تلك المساعدات والمعونات وحرمان الملايين من المعوزين من مواد الاغاثة الانسانية الغذائية والدوائية ..
ونود التأكيد هنا على ان قرار تحرير الحديدة قرار انساني مائة بالمائة ، وكان لابد ان يتخذ قرارا كهذا في وقت مبكرا كونه ، يراعي مصالح اكثر 80% من سكان اليمن ممن يعانون من وضع انساني حرج جدا ، جراء انتشار المجاعة بشكل يثير مخاوف العالم ، اضافة الى تفشي الامراض ومنها الكوليرا والتي تودي بحياة الاف ا للعام الرابع بسبب استمرار احتلال عصابة الحوثي للميناء والتي تسببت بانهيار الأوضاع الاقتصادية في البلاد ، بشكل فضيع ، وانعكست بصورة مخيفة على الحياة المعيشية لملايين اليمنيين.
ان تحرير مدينة الحديدة ومينائها والذي يحتل المرتبة الثانية بالأهمية على مستوى مونئ اليمن سيمثل انتصار انسانيا بدرجة اساسية ، حيث ستتدفق اليه مباشرة مختلف السلع والبضائع القادمة من مختلف دول العالم وخصوصا السلع الرئيسية التي ستلبي المتطلبات والاحتياجات الملحة لأكثر من عشرين مليون يمني يعانون من الفاقة وسوء التغذية والامراض الفتاكة ..
دعونا من المتباكين اليوم باسم ( التكلفة الانسانية لتحرير الحديدة )..! اين كانت السن وقلوب هؤلاء عندما اجتاح الحوثي العاصمة صنعاء وعدن وتعز وبقية المحافظات اليمنية ؟؟..ولماذا لانسمع صوتا لهؤلاء الامراض الذين يتلذذون بموت الالاف من اليمنيين شهريا قتلا وجوعا وامراضا وداخل سجون عصابة الحوثي وفي حروبه العبثية ..؟ .
وكيف صمت هؤلاء المتباكون اربع سنوات وهناك اكثر من 21مليون يمني بحاجة الى مساعدات انسانية ، و19 مليون يمني لا يحصلون على مياه شرب نظيفة ، اضافة الى ان هناك اكثر من 10 ملايين يمني يواجهون مجاعة حقيقة ..ليس هذا فحسب بل ان 95 % من سكان اليمن صاروا يعيشون بالظلام .. والأفظع من كل ذلك ان الحوثي نهب مرتبات الموظفين لأكثر من عام ..خلاف لماسي ملايين النازحين الذين اصبحوا يعيشون في العراء بسبب السياسات الاجرامية الحوثية .؟ . فلو كانت هناك ضمائر حية فعلا وتستشعر مسؤولياتها الانسانية والدينية لما ترك الحوثة يبيدون الشعب اليمني ، وكان هؤلاء المتباكون صامتون.. ان لم يكونوا شامتين !!
لذا نقول ان تحرير ميناء الحديدة يمثل ضرورة وطنية وانسانية لابد منها لأنهاء الحصار على الشعب اليمني ، وسيضع المجتمع الدولي ودول التحالف العربي امام مسؤولياتهم الكفيلة بإنهاء معاناة اليمنيين من خلال التحرك لضمان تدفق البضائع والسلع ووصولها للشعب اليمني دون عراقيل ، بعد ان ظلت عصابة الحوثي تحتكر استيراد السلع والوقود وتبيعها باسعار مضاعفة عشرات الاضعاف لانهاك الشعب المظلوم ..
ويعني ايضا تحرير ميناء الحديدة عودة نشاط التجار اليمنيين والموردين وبداية التحرك لمعالجة مشكلة ارتفاع نسبة رسوم التامين على السفن والبواخر التي تحمل بضائع وسلع الى الموانئ اليمنية ، والتي ستخفف من ارتفاع اسعار الواردات ، سيما وان المستهلك اليمني يدفع رغم فقره فارق الزيادة في فاتورة الرسوم التأمينية ..
كما ان تحرير ميناء الحديدة سيضمن تدفق مليارات الريالات الى خزينة الدولة ومنع ذهاب تلك الاموال الباهظة الى جيوب وارصدة عصابة الحوثي ..وسيضمن عودة نشاط الالاف من الصيادين لإعالة اسرهم وتمكين الالاف من المزارعين من الحصول على الديزل بأسعار معقولة لممارسة نشاطهم الزراعي ، خلافا لعودة تدفق الصادرات اليمنية الزراعية والسمكية الى الخارج ..
ان معركة تحرير الحديدة معركة انقاذ انساني ، تفرض المسؤولية الوطنية والانسانية التدخل وحسمها عسكريا ، ولا نتكلم هنا عن اهمية هذه المعركة ببعدها الاستراتيجي ومن ذلك تامين الملاحة البحرية وحماية الامن القومي العربي ووقف العبث الايراني بأمن واستقرار دول المنطقة ، فليس لذلك متسع في هذا الحيز .