2019-09-25 الساعة 09:50م
*الاهداء.. الى الجمهوريين في صنعاء الآن
في كل ذكرى للانتفاشة ينبعث الصوت الجمهوري من قلب صنعاء ابطالنا الباقون في صنعاء ولو عظم الخطر بحسب تعبير الخالد ابو خالد ... صنعاء لاتتنكر لروحها ولذاتها لاتلبس الا ثوبها او تمضي كما خلقت اول الطين.
من يمنح ارواحنا على البوح وتجيد كبرياء صنعاء ابجديات الروح المقالحية هؤلاء الذين يشعرونا بالأمان ويبثوا روح اليمن الى المنافي خلف البحار تقول لنا كلماتهم ان الكلمات العليا للجمهورية لم تهزم لم تمت تتذكر تفاصيلها ومضامينها حتى وهي في العناية المركزة منذ يوم العار كما اسماه مطيع دماج.
ياعزوتي في صنعاء تقول لي كلماتكم في هذا اليوم ان هزيمة صنعاء كانت هزيمة مادية ومؤسساتية لكن صنعاء الفكرة الجمهورية لها اوتاد اعمق من اوتاد نقم وعيبان اقول ذلك بملء الروح ولولاكم لما تمكنت من قول ذلك بملء الروح.
هم شرفنا الجمهوري .. الجمهورية شرف المساكين هكذا قالها زعيم حزب المعارضة في تركيا ليلة الانقلاب الذي هزمته ارادة الجميع هنا .. شعب ونخب.. في اليمن لم تنقصنا ارادة الشعب ارادة النخب السهم الذي جعل قلب الوطنية اليمنية مفطور الى اللحظة وعرضة للنهش الامامي واتذكر ان في جلسة مقيل ردد هائل سلام عبارة " لايوجد شعب خائن هنالك نخب خائنة" رددها ثلاث مرات كنت وقتها اتوسط اثنين هائل واحمد علي عبد اللطيف لحظة تحركاتنا التي كنا نبحث فيها عن امكانية خلق قوة وطنية جديدة ولاتزال الفكرة قائمة التي تاخرت بفعل غياب رأس المال الوطني فقط وفقط.
الشعلة ياصنعاء .. شعلة 26 انطفأت في ميدان التحريركمضمون مادي صحيح.. لكنها اشتعلت في نفوسهم وفي وجدانهم الجريح و ان كل كلمة جمهورية وحرية يقولونها الجمهوريون في صنعاء هي زفرة البراكين التي قال عنها الشهيد الزبيري انها هبت من مضاجعها لتكتسح الطاغي.
هم الجمهوريون في صنعاء الآن رأس مال صنعاء الوطني وروحها الحميرية الخلابة حيث خطوات اسعد الكامل الواثقة الذي كان يمشي في مناكب صنعاء قادماً من قصره المجيد الذي لاتزال آثاره باقية في غيمان بني بهلول وتقول المرويات انه سمي بالكامل لكمال علومه وعبقريته.
صنعاء الأمل التي تستخف باليأس ..الطير الجمهوري الذي يبدي نيوب الليث ويقول للرايات الحمراء والخضراء اعرف كيف يغني الطائر الحبيس كما هو عنوان ديوان شاعرة امريكية.
صنعاء الجريحة دمعة عبد الرقيب عبد الوهاب عند التنحي والنفي ..ضحكته الأخيرة حينما حيكت حوله حبال الغدر ..النفس الأخير بعد الرصاصة الأخيرة.. ما تبقى من رفاته الخالدة على قارعة الطريق لحظة السحل المرير الذي اتحسس مرارته في فمي وفي دمي ..والعصافير في عروقي جياع ياعبد الله البردوني.
صنعاء التي رضعت الأهوال حينما وضعت في حضنها الدامي جنين اسمه الثورة الدستورية وقيل فيها اقسى مما قاله قوم مريم وهم يشاهدون طفلها المطروح في حضنها بلا زواج وكذلك الطير الجمهوري في حضن صنعاء الذي توهم القتلة انهم صلبوه.
صنعاء اخت عدن في القهر والاستلاب واللادولة حيث البطاقة الشخصية لم تعد عنوان المواطنة وان قيل " مابش غريب في صنعاء " صنعاء هي الغريبة اصلاً غريبة عن ذاتها وهويتها اليمنية.
شجرة الجمهورية الباسقة بغصون شهداء الحرية من الثورة الدستورية الى جمعة الكرامة الى شرف الكفاح المسلح لأبطال الجيش والمقاومة في الثلاثة الأيام عند مداخل المدينة التي خانها اولوا القرار من النخب وكلاً يدفع الآن الثمن بحجم فعلته التي فعها بحق اليمن وصنعاء التي باتت رهينة عربة الديناميت.
صنعاء بيان اليمن الكبير اوسع من التضييق ابين من المحو لهويته ومعالمه حيث حيث جبل نقم المعروف قديما بغيمان مكسور يلوح كمتحدث بأسم هزيمة الجبال التي وضعت في احشاءها سلاح الجمهورية ثم فتحت لتقتل الجمهورية بسلاحها المدفوع ثمنه من ضرائب الشعب وسعر اسطوانة الغاز.
صنعاء 26 لا21 ..26 حيث الشعب كل الشعب والجمهورية التي اسست لمساواة قانونية لاتكن بديلاً للمساواة الاجتماعية لكنها مقدمة لها حيث الدولة هي الأبن المادي والمؤسسي لنصوص الدستور وروح القانون حياة المواطنين ويومياتهم.
لا 21 حيث صنعاء هي الكهف والجماعة بديلاً للدولة والسلالة بديلأ للشعب والمشرف بديلاً للقانون والصرخة بديلاً "لله الوطن الثورة " خلاصة المصير السماوي والأرضي للانسان ..وشعار الموت بديلاً لايقونة الحياة" تحيا الجمهوية اليمنية.
صنعاء مسيرة الحياة لا مسيرة الموت واللامركزية الاتحادية التشاركية .. لا المركز المقدس ..اغنية "يافرح ياسلا" لابكائيات كربلاء ..صنعاء شهداء الكرامة .. الساحة ..تمثال الحكمة صوت ايوب ياسماوات بلادي ..ملحمة " وسط صنعاء شفت ذياك الغزال " كلمات والحان محمد سعد عبد لله ..وعبقرية احبة ربا صنعاء بصوت العملاق ابو بكر.
صنعاء هائمة مطهر الارياني ..شجن السمه علي الذي لاحدود له .. صنعاء غنج اللهجة بصوت انثوي .. الوان القمرية ...تجليات الحارثي ونسمة كوكبان لحن السنيدار الذي من دهشته لايتمكن المتذوق من التفريق بينها وبين اللحن التراثي المعتق.
إنها صنعاء الكاشفة لمعضلة الوطنية الحديثة .. جواد بلا فارس.