2020-08-29 الساعة 08:08م
يخادعنا المشروع الصفوي الإيراني بترهات أتباعه الذين يتدفقون في ذكرى عاشوراء بغزارة نحو ساحاتهم وحسينياتهم، ويقدمون مشاهد السخف والاستعراض في لطم الخدود، وجلد الظهور، وتهشيم الجماجم، كما لو أنهم مجاميع من المهلوسين والمحششين الذين يخوضون معركة خاسرة، ويقاتلون طواحين الهواء؛ غير أن الحقيقة غير ذلك تماما؛ ما يجري هو فن التشويش والتستر؛ فالمشروع أكبر من هذا وأبعد من اللطم، ولا علاقة له بهذه البكائيات والخرافات التي تسوق بعناية، ويؤديها شيعة العرب الذين يشكلون خلايا نائمة تنشط في ذكرى الحسين..
ما يؤكد ذلك أنه خلال ١٤٠٠ عام لا تزال المعارك مشتعلة على ذمة خدعة الولاية، وبعد٤٠ عاما من عمر تصدير الثورة الخمينية قضم هؤلاء البكاؤون ٤ عواصم عربية، وتوغل مشروعهم في الخليج العربي، وشاهدنا هذا العام حشودا لهم في عدد من دول الخليج، واليمن ومدن في إفريقيا فضلا عن افغانستان وباكستان..
ولم تكن هذه الخدعة وحدها بل عمد المشروع الشيعي إلى الاستفادة من الغضب الشعبي، الرفض المطلق لإسرائيل فقدم نفسه كخصم لدود لها، موهما إياهم بأنه الخطر الأكبر على الامة العربية، بينما اسرائيل تأتي تاليا، لا سيما إذا ما عدنا إلى مستوى التأثير والهيمنة؛ سنجد أن اسرائيل بعد ٧٠ عاما من الكر والفر لم تتمكن من تجاوز كيلو متر مربع (غزة..)
ومن يتابع الشيطنة المطلقة للأحزاب السياسية المحسوية على ما يسمى بالإسلام السياسي سيدرك أن ذلك ليس من فراغ، لكنه مدروس بعناية، حيث أدرك المشروع الإيراني أن هؤلاء ربما يشكلون عقبة تعترض طريقه، وتهدد مشروعه، فاستعان بحلفائه الذين أوهموا الأنظمة العربية بخطورة مشاريع الاسلام السياسي على كراسيهم؛ فتلقف السذج من العرب هذه الخدعة، وبدأوا في محاكمة أحزاب سياسية لا على ما هي عليه في واقعها ولكن لما يملى عليهم..
وحينما نرجع الأمر هنا إلى قانون الربح والخسارة فإن المشروع الإيراني هو المستفيد الوحيد من كل ما نشاهده اليوم من انشغال بعض الأنظمة بعدو وهمي لا يشكل أي خطر، ولا يمكن أن يكون مهددا لأي مشروع عربي أو إسلامي
ومع استمرار هذا النهج الغبي سنشاهد مسرحيات أخرى للطم الخدود، وسلخ الظهور، والبكاء في مسرحيات، ومهرجانات شيعية؛ لإلهاء السذج من العرب بما يمكن من استعادة إمبراطورية فارس..