أهم الأخبار
صادق ناشر

صادق ناشر

هدنه من أجل اليمن

2015-05-12 الساعة 02:45ص

من المقرر أن تبدأ اليوم (الثلاثاء) هدنة إنسانية في اليمن الذي يعيش حرباً شاملة طالت البشر والحجر، وتحولت معها أوضاع الناس إلى جحيم لا يطاق، فبعد نحو شهرين من المعارك التي افتعلتها جماعة الحوثي وحليفها الجديد الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالهجوم على عدن، والناس يدفعون ثمناباهظا، فضلاً عن تدمير البنية التحتية لليمن، الضعيفة أصلاً.

الجميع يتمنى أن تنجح الجهود العربية والدولية في تطبيق الهدنة الإنسانية ليتمكن الناس من إعادة تزويد حياتهم بما تيسر من مقومات البقاء، فالحرب تتواصل، فيما لم يكلّ المتمردون من ارتكاب القتل كأن روح الإنسان تحولت إلى مجرد رقم لا أهمية له.

يدرك اليمنيون أن آلة الحرب عندما تدور لا تتوقف عند حدود معينة،  وقد جرب اليمنيون العديد من الحروب لم تنته إلا بكوارث، ولعل محطة الحرب الأهلية العام 1994 التي جيّش الرئيس السابق علي عبدالله صالح كل مقومات الدولة العسكرية والاقتصادية، وكذلك القبلية لشنها في الجنوب، خير دليل على ذلك.

في مدن مثل عدن وتعز ولحج والضالع وصعدة وصنعاء العاصمة، يتم تشريد مئات الآلاف من الأسر هرباً وتتمزق روح اليمني البسيط الذي يدفع ثمن أخطاء حكامه وقواه السياسية كافة.

من حق اليمنيين على سياسييه وزعماء القوى القبلية والمجتمعية الأخرى أن يتنادوا إلى حلّ يوقف هذا الجنون الذي يحدث اليوم، وربما يكون مؤتمر الحوار للقوى السياسية في الرياض في السابع عشر من الشهر الجاري مدخلاً لذلك وفرصة لتدارك ما يمكن تداركه والعودة إلى العقل وإلى الحلول السياسية.

يدرك الرئيس السابق علي صالح ومعه جماعة الحوثي أن صناعة السلام أسهل بكثير من صناعة جدران من الكراهية التي يقيمونها اليوم في كل مكان يضعون أقدامهم فيه، فمدن مسالمة مثل عدن وتعز ولحج وصعدة تحولت إلى مدن أشباح نتيجة مطامع الجماعة المتمردة والمخلوع.

ستنتهي الحرب يوماً، ولكن ما لم يمكن أن تنتهي هي تلك الجدران من الكراهية والانتقام الذي ينمو يومياً، بخاصة مع إصرار صالح والحوثيين على رفض الحلول السلمية التي يطالب بها المجتمع اليمني قبل العالم الخارجي، فقد مرت أربع سنوات على احتجاجات 2011 التي دمرت جزءاً من البنية التحتية للبلاد، وأعاقت مهمة إعادة تطبيع الأوضاع في بلد يفتقر إلى بنية تحتية كأي بلد في العالم.

اليوم يبدأ سريان الهدنة الإنسانية، وبإمكان الجميع أن يبرهنوا على حسن نية في إيقاف هذا العبث الذي يحدث اليوم في جبهات القتال كافة، وأن يتأكدوا أن صناعة السلام سيكون بمثابة رد جميل لصبر الشعب الذي اكتوى بخمسة عقود من الحكم لم يجن منها إلا الخراب والدمار.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص