2024-09-18 الساعة 07:26م
مبارك على اليمن تفعيل خدمة ستار لينك الخاصة بالإنترنت. يستحق اليمنيون شبكة اتصالات وإنترنت محترمة ترتق ما انقطع بينهم في الداخل او بين الداخل والخارج بسبب هذه الحرب والاعتداء على مكتسبات البلاد التنموية وسياسة الاحتكار وهيمنة الحوثي على قطاع الاتصالات.
هذه خطوة في رصيد الحكومة اليمنية الشرعية الذي يمكنه وصفة بقليل من المبالغة والتذمر بشبه الفارغ من الإيجابيات.
من نافلة القول الحديث عن المكاسب الاقتصادية أو الاجتماعية وفرص التعلم والاتصال بالعالم وانتشار المعلومة وحتى خوض معركة الوعي.
لكن كل خدمة لا تخلو من مخاطر أو تحديات. ربما الأفضل استخدام كلمة تحديات. ومن هذه التحديات المزيد من سيولة الفضاء العام والغرق في التفاصيل والتفاهة والترفيه الجارح وشحذ الانقسامات وانكشاف المجتمع خصوصا الجيل الشاب الذي سيهدر فرصة بناء القدرات والتعليم وتعويض الوقت الضائع والاتصال بمراكز تعليمية وتحسين القدرات وخلق فرص وظيفية ومهنية واجتماعية حميدة.
أولاً وقبل كل شيء، ينبغي أن تترافق مع هذه الخطوة استراتيجية تعليمية تعالج الفجوة أو تردم التراجع الذي حدث خلال سنوات الحرب تتمثل في إعداد برامج تعليمية وفتح قنوات تعليمية وتخصيص موارد واعتماد تعليم إليكتروني ببوابات تعليمية مخصصة لأطفال اليمن وبرامج أخرى مخصصة ليمنيي الخارج.
النقطة الثانية تكمن في تسريع واستكمال الانتقال العاجل إلى حكومة إليكترونية شاملة وتسريع المعاملات بالإضافة إلى الانتقال التدريجي للمعاملات التجارية الإليكترونية ونشر "البنكنة الاليكترونية" والحد من انتشار العملة الورقية لصالح البطاقات البنكية واستخدام الهواتف في المعاملات التجارية اليومية وربما انتشار باركود الدفع على ابسط المستويات.
لكن هناك نقطة أخرى مثيرة للاهتمام من زاوية جيوبوليتيكة. وهي أن استخدامك لمنتج ما يعني انضمامك والتحاقك بمنظومة صانع المنتج. الاتصالات لا تختلف في تخليق الانضمام مثلها مثل منظومة التسلح.
هناك اعتماد تقني بالطبع. هذا يعني أن اليمن ستبقى لسنوات ضمن مدار السوق الحرة الليبرالية. وربما يسهم هذا في ديمومة الاهتمام بالديمقراطية وقيم الليبرالية واقتصاد السوق.
أسبقية اليمن في الالتحاق بهذه المنظومة يعني أيضاً إعادة موضعة للبلاد على رقعة التنافس الدولي الحاصل بين الشرق والغرب.
* (من صفحة الكاتب على تويتر)