أهم الأخبار
عبدالله الشريمي

عبدالله الشريمي

البديل الثالث لحل الأزمة اليمنية

2015-06-10 الساعة 04:29ص

إن المتتبع للوضع في اليمن منذ بداية التسعينيات يجد هناك أمور ثابته ماتغيرت ولعلى أهمها , وجود نفس الأشخاص سوى على مستوى الدولة والحكم أو الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني .وكذلك يجد نفس السياسات التي تستخدم و يتعامل معها هي نفسها وكلما فشلت عادوا بها من باب آخر.

ولكن الأمر الأهم ان الاوضاع الإقتصادية والمعيشية التي تهم المواطن البسيط تدهورت بشكل كبير  جداً بالرغم من كثرة الموارد  وهنا ذكروني بقصة العالم الذي وعظ في الناس  وكانوا يبكون متأثرين بالوعظ والخوف من الله , ولكن سُرق كتاب الواعظ فقال الناس كلهم يبكون ولكن من سَرق الكتاب وهذا حال اليمن والملاحظ ان هناك إصرار على عدم التعلم من الأخطاء المتكررة في التعامل مع بعض المشكلات التي يعاني منها البلد، أنه أمر يدعو للدهشة، وكأنهم لايعلمون ان بداية الحل تكمن في استبعاد العقليات التي أنتجت هذه المشكلات واعتبارها جزءا من المشكلة.

ولهذا السبب فإنه لا يجوز الاعتماد عليها في البحث عن الحلول. ويبدو أننا لم نصل لهذه القناعة حتى الآن، حيث لا نزال نسير بعكس ناموس الكون  فنطلب من نفس العقول أن تقدم لنا الحلول ونكافئها بالمزيد من الدعم والمزيد من الوقت، ونحن بذلك نطلب المستحيل. وهذا لا يوحي بالجدية في البحث عن الحلول، فالمشكلة لا يمكن أن يتم إصلاحها من خلال العقول التي صنعتها، وهذا مبدأ معروف يدركه طلاب المرحلة الابتدائية. وكما قال أينشتاين: "لا يمكننا حل المشاكل المستعصية إذا ظللنا نفكر بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل".

اليوم الكل يتحدث عن نتائج هذه المشكلات التي حلت بالبلد ولم يلتفت احد الى الاسباب  التي اوجدت هذه المشكلة لان اكثر من يتحدث عن نتائج هذه المشكلات هو جزء اصيل من اسباب المشكلة التي اوجدت هذه النتيجة .

واذا حللنا المشكلة جيداً سوف نتعرف على اسبابها ومسببات الاسباب ونضرب هنا مثال بسيط يوضح ذلك:

ويتضح لنا من خلال التحليل السابق ان المشكلة كانت بسيطة ولكن جراء تعقيدها لوجود الاشخاص انفسهم اللذين صنعوها وجدت بينهم الخصومات الشخصية والحزبية مما افقد الثقة بين الاطراف السياسية المتصارعة وكان الاجدر بهم ان يسلموا الراية لغيرهم لعلهم يأتو بجديد .ومع ان هناك جهود كبيرة بذلت في مؤتمر الحوار الوطني خصوصاً في التحليل الا أنها لم تتجاوز الورق الذي كتبت عليه واكثر  تحليل جذور هذه المشكلات نبع من تصورات حزبية او شخصية وغاب الحياد تجاه القضايا الوطنية .

البديل الثالث

ان اساس البديل الثالث يتمحور في تغيير العقليات التي انتجت هذه المشكلات ولا زالت تتصدر المشهد الوطني في جميع جوانبه,  وقد ينطبق على بعض هذه العقليات ماقاله جون جاردنرJohn Gardner :" بعض الناس يعانون ليس لأنهم عاجزون عن حل مشكلاتهم بل لأنهم لا يرون مشكلاتهم"

وبدون تغيير هذه العقليات فلن ينتج الا  المزيد من المشكلات ،و يجب على العقول المتفتحة المؤمنة بالوطن والتي تمتلك المعرفة ان تتسلم القيادة سوى على مستوى الدولة او الاحزاب او المنظمات المؤثرة في القرار , واذا اصرت هذه العقليات على البقاء فيجب انتزاع القرار منها كفى لعب بالوطن ايها القيادات التاريخية يجب عليكم ان تعتكفوا وتكتبوا مذكراتكم التاريخية حتى نستفيد من تجاربكم الفاشلة في ان نتجنبها ونبني مستقبل لكل الاجيال الطامحة في التقدم والحرية والرفاه الاجتماعي.

 ومن مقومات البديل الثالث كما يقول الكاتب الشهير  ستيفن كوفي احذر التكبر , تحرر من الرغبة فى ان تكون " محقا " على الدوام ، فتصورك للحقيقة جزئى دائما , والحلول الابداعية التى لا يحتمل أبدا ان تحققها اذا كنت تصر على تبنى توجه ان تصبح "محقا". ويقول حتى يتحقق حل البديل الثالث فلابد من وجود الاستعداد للبحث عن حل أفضل من الحلول التي يعتقدها كل منا   فليس المهم أن نحل سبب الصراع بل أن نغير النموذج الذي أدى إلى الصراع من البداية , ولا ننسى أن الطرف الآخر ينظر إلى الأمور من منظور مختلف لذلك ينبغي أن نستمع له مع إشعاره برغبتنا في ذلك.(أنا أحتاج لك حتى أكون أنا ؛ وأنت تحتاج لي حتى تكون أنت ) والفرق بين الحل الوسط والبديل الثالث ان الحل الوسط  يفقد كل طرف شيئا من مطالبه.بينما البديل الثالث نتيجة جديدة تعبر عن  المستقبل المرغوب.

ان خلاصة الامر في حل مشكلاتنا ان ننحي من جاء بها او تسبب بها او كان حاضراً موافق عليها او صامت لتمريرها او جاهل لايعرف كيف يتعامل معها كلهم مشتركون في ذلك  فحتى ينعم الوطن يجب ان يتم التخلص ممن كان سبب في شقاه.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص