أهم الأخبار
محمد المياحي

محمد المياحي

توكل وهاشم الأحمر من هو المقاوم ؟

2016-02-10 الساعة 10:35م

من وراء غرفتها الدافئة، وبعد وجبة غداء شهية وباهضة الثمن، تنسمت السيدة توكل قليلاً، وشرعت تكتب: هاشم الأحمر يسرق انتصارات المقاومة! هكذا وبسذاجة شديدة رمت السيدة الرحالة تهمتها الباردة من عل، وذهبت تستمتع بأجواء الشغب التي أثارتها...

 

توكل كرمان، خالد الأنسي، يشبهون تماماً _في مثاليتهم_ الفيلسوف الإيطالي الشهير كامبينللا في روايته "مدينة الشمس" كان الرجل يحلم بمدينة خالية من الحرب والجوع والبطالة ومملوءة بالسكينة، وعلى بابها يقف 24فلكيا يربطونها بالسماء، كانت هذه رؤية مثيرة للضحك، خيالية، وصعبة التحقق. فأنى للبشر بمدينة كهذه؟ واضح ان كامبينيللا ليس أكثر من شخص "يوتوبي" لم يكتوي ولو لجزء يسير من لفح الواقع، ويبدو أيضاً أنه عاش في أجواء سياحية تشبه تماماً من يتحركون اليوم في منتزهات وحدائق اسطنبول..

 

الشجاعة عن بعد توجد لدى الكثيرين، وكثيرون هم من يملكون حشد من العبارات المتمنطقة، ينثرون بعضها في الفضاء الافتراضي، بغية استهداف شخص يفني ذاته ليشق صخور صنعاء الصلدة، ويجترح الألم بهدف تطهير مدينته من المليشا التي تعبث بها..

 

 

في العمل الروائي الشهير تناسى كامبينيللا نزعة الشر المتأصلة في الإنسان وفي واقعنا اليوم تناسى الآنسي وتوكل وأشياعيهم، تناسوا تماماً تضاريس الحرب وأجواء الصراعات الكبرى وما تتطلبه من تلاحم اجتماعي يعضد الحركة التحريرية أكثر...

وسقط من عقولهم، كيف أن صنعاء تحتاج إلى مدفعية هاشم لتعود إلينا لا إلى هذيان توكل في الفضاءات اللامرئية...

 

 

في لحظة المفاصلة الأخلاقية والعسكرية الكبرى بين هزلية الحركة الحوثية وبين مشروع استعادة الدولة ، وبدلا من أن يحتشد كل المثقفين والحقوقين للعمل الحصيف في ترفيد الحركة العسكرية على الأرض، والعصف بما بقى من تماسك لهذه الطغمة، إذا بهم بدل هذا كله، يختلفون معارك هامشية؛ لتفتيت الهدف وخلخلة الوجدان الوطني العام...

 

 

هاشم الأحمر:' يعمل لسرقة الإنتصارات..!! أيتها الأمينة تنزلي من برجك قليلا وتخيلي لدقائق مرارة العمل على الأرض، أنت حقوقية ممتازة ولست بحاجة لإثبات هذا، عبر فهلوتك المثيرة للضحك في هذا التوقيت، قلتم أن الرجل استحوذ على أربع سيارات فارهة صرفت من المملكة، بينما كانت واحدة فقط مخصصة له، والبقية لمشائخ آخرين، أما هاشم فقال: أنه مستعد لإثبات أحقية تصرفه هذا بالوثائق، سيادة الحقوقين هل تريدون شيء أكثر من هذا؟

 

 

أنت ثورية لك صفة ثائر واحد، من بين ملايين الثوار الآخرين، فلست أنت أكثر حرصاً على مشروع المقاومة، من المقاومة ذاتها أو من الثوار ذاتهم، وأحرى بك ألا تزايدين هنا، فأنت مكشوفة على كل حال..

 

 

المقربون من العميد هاشم الأحمر يفصحون عن أفكار مشعة حول ولاء الرجل القوي لمشروع دولة القانون وميلة الشديد للانضباط وفقاً للنظام العسكري الشفاف والحديث، وفي التوضيح الذي كتبه السكرتير الخاص بالعميد هاشم قال أن سبب اختلافه مع بعض المشائخ، اللذين ذهبوا للتشهير به، هو أنه رفض إعطاء أبناء القبائل المنضوين في اللواء141 إمتيازات على حساب غيرهم من الافراد ورفض منحهم اعتمادات كانوا قد طالبوا بها، لمجرد أنهم مشائخ فقط..

 

يميل هاشم الأحمر نحو مشروع الدولة المدنية ، تلك التي تملك نظام عسكري حديث يحرسها ، ولا نشك مطلقاً أن خريج الشريعة والقانون( الآنسي)وتوكل يسعيان للهدف ذاته، إلا أنهم ذهبا يعملان ضدّ ذواتهم، مسكونين بكابوس القبيلة ومتكيئن على معلومات محرفة وصلت إليهم، وكان الأخرى بهم التريث قليلاً بدلاً من استهداف رجل تقول الوقائع أنه يسعى لتأمين واجهة الجمهورية، تلك التي ستحتضن توكل والآنسي مرة أخرى، بعد أن طردتهم الميليشيا من بلدهم...

 

توكل كرمان:

أعلم أن وصفك "بالمقاومة" محبب إليك، ولهذا عليك أن تتذكري أنك توسمين بذلك ليس لأن قدميك مغبرة في أرض المعركة، وليس لأنك انتهيتين للتوء من اقتحام "ميدي" أو أسقطتين معسكر "ماس" فقط توصفين بالمقاومة لأن هناك من هم على شاكلة "هاشم" يغتسلون بالدم، ويجففون جراحهم بالطين؛ كي تعودين رافعة رأسك إلى عاصمتك.! ضعي هذا الأمر في حسبانك أيتها الفتاة الأنيقة، قبل أن تشرودين في متاهات هوائية لا تثمر شيئا !

 

 

لكن لا مشكلة لدينا ، فدعنا نفترض أن هاشم الأحمر شيطانا أسودا، ينسب إليه تنفيذ محرقة الأرمن الشهيرة، ومجازر رواندا الوحشية، وسجل حياته مملوء بكل صنوف الطغيان، من قتل وخطف واختلاس للمال العام، وكل ما يمكن أن تتلذذين بنسبته إليه، ثم فجأة فكر هذا الوحش قليلاً في أمر مدينته وما إن تم استدعاءه ؛ ليسند إليه مهمة استعادتها، أي المدينة التي "على تل ولا يخبو نورها أبدا" ( أورشليم اليمن) ..صنعاء التي صنعتك من اللاشيء.. احتشد بكامل شهامته وقرر منازلة حشود الخراب ،وبينما هو يفعل هذا كله؛ فإذا بك تأتين لتقرري أحقية هذا الرجل من عدمه في تحرير هذه المدينة...

 

مدعية إدانته بما يمكن أن تسميه خدشا في حقوق الإنسان، بوصفك تحتكرين صفة الذود عن الإنسان وحقوقه ولو كان ذلك بديباجة بيانات تنثر في الهواء...

 

 

ضعي في حسبانك، أن من يعمل اليوم لتحرير الإنسان من هزيمته لست أنت وعاملك المدلل، إن من يستحق أن ينعت بالذائد الأكبر عن الإنسان وحقوقه هو من تسيل قدماه دماً، وهو يتسلق الجبال في المدخل الشرقي للعاصمة ،ويحبو تحت الشجر ، كي يؤنس وحشتنا في هذه المدينة الفاجرة..

 

أنا طالب في الجامعة وأحد قراء الكتب والروايات في قريتي، ومع هذا لا اقرأ شيئاً مما تكتبين في صفحتك، ليس لأنك لم تقبلي بي صديقا فحسب، بل لأن الكهرباء صنعاء منعدمة ، ولأني أيضاً وجل لا أقوى على الدخول إلى صفحتك.. فنحن لسنا في فنادق اسطنبول، نحن في جمهوريةع الخوف التي قوضت كل شيء، بما فيه الفيسبوك واختفت بهذا منشوراتك معه..

 

 

توكل كرمان، عليك إدراك ما يلي:

نحن لم نأتي بهاشم؛ ليؤم المصلين في ضحى العيد، ولا قبلنا به قائدا لمحور عسكري في أجواء اعتيادية، ولسنا موافقين على تزعمه لحزب سياسي _مع أنه يملك ذلك الحق لو تخلى عن عسكريته_ أتينا به ليسترد عاصمتا، أتينا به ليحرر مئات الآلاف من البشر رهن الاعتقال في صنعاء، أتينا به ليتذوق جحيم الحرب والحصار مثلنا، وليزيل هذا الخوف الذي يستوطننا صباح مساء..

 

 

ثم ان هاشم الأحمر ليس أحد المتسلقين على الجيش من خارجه، هو أحد أعمدة الجيش ترقى بمعايير عسكرية صرفة، في البداية تخرج من كلية حربية محترمة في باكستان، وكان ضابط يقود سرية ثم كتيبة، ترقى بعدها إلى قائد للحرس الخاص بالرئيس.. وحدث هنا موقف ناصع، يكشف عن جزء من شخصية الرجل، إذا تم توقيف راتبه منذ عام2008، من قبل صالح، بسبب خلاف نشب بينهم على خلفية فساد رفضها تحدث من خلفه وعلى حسابه..

 

وللتذكير

هاشم الأحمر درس القيادة والأركان في الأكاديمية العسكرية اليمنية وتحصل على المرتبة الأولى، وهو بالمناسبة زميل اللواء عبد الرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وعلى الأرض تكشف النتائج عن أداء قتالي مدهش من قبل اللواء141 الذي يتزعمه هاشم الأحمر، وكل الإنجازات العسكرية، التي نسمعها منذ دخوله إلى مأرب قبل حوالي شهرين من الآن، يعود فيها الفضل إليه وحشوده على الأرض، وبعد هذا يأتى شخص ينام على سرير وثير وأمامه جهاز "لابتوب" ثم يفتح صفحتة على الفيسبوك، ويبدأ في تنصيب نفسه مرشدا عسكرياً وهميا، على الجميع الامتثال له ، ما لم فإنه سيقرر حقيقته المدوية: هاشم الأحمر يسرق انتصارات المقاومين..!

 

 

بإمكان هاشم الأحمر_ وهو ابن أكبر أسرة برجوازية في البلد_ أن يتسيح في أرقى مناظر العالم، اسطنبول مثالاً. بإمكانه أن ينافسك في الحصول على عشرة ألف إعجاب في صفحته على الفيسبوك ،لو قرر أن يحصل على ذلك، وبإمكانه أيضاً أن ينشىء قناة تلفزيونية، ويصدر بيانات، ويعمل كل ما تعلمين وأكثر، مع فارق أنه أوسم منك قليلاً، ولا يملك كرتونية جائزة نوبل للسلام!

 

 

لكنه اختار طريقا آخر، طريقا قريباً منا نحن المتسكعون هنا في ليل صنعاء الأزرق. نحن الوجلون هنا، لم تبعث لنا أيا من منشوراتك أملا؛ لكن الصعلوك القبلي هاشم استطاع أن يحرك قلوبنا قليلاً، بفضله استرددنا شيء من اليقين الوطني المنهار.. هو ذاته بتحركه العسكري في طوق صنعاء نجح في إقناع الحوثيين أن ينسحبوا من منزل السيدة عائشة في صنعاء، بعد عام وقليل من احتلاله، كما أخبرتني صدفة بذلك، ذات صباح خرجت فيه منتشية، وبينما هي تخرج النقود سألت ما به من أخبار؟ قلت لها قالوا المقاومة في نهم ، وبصمت رفعت أكفها للأعلى، وطلبت من الرب أن يقف إلى جوار هاشم الأحمر، ذلك المقاتل الصنديد، لا توكل الفيسبوكية! بعدها اشترت تلك السيدة كيلو موز وذهبت على طريقتها تحتفل بخروج الحوثيين من منزلها ...

 

 

توكل كرمان: أنت حقوقية نظرية بمستوى جيد، وهاشم الأحمر، اليوم ينتزع حقوقنا بساعديه وبندقيته، فأيكما مقاوم حق يجدر بنا رفع القبعة له ...؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص