2016/04/16
  • إب بين الرحى
  • في رأسي كلام كثير أريد أن أقوله وليس في فمي ..فمؤخراً لم يعد يملأ أفواه المفسبكين سوى البصاق يلقونه في وجه كل شخص ينتمي لمدينة إب ..

     

    نعم هناك نزعة سادية عجيبة في نفوس بعض البشر .. يتلذذون برؤية المجازر في غيرهم وربما في أنفسهم ..

    دعوني أبدأ بهدوء كي لا تختفي العقلانية من حديثي إذا أصابني الانفعال كالمعتاد ..

    ترون في مدينة إب مثال الخنوع والانبطاح والخزي والعار وأن دمائكم تشتعل تحت مكيفات الفنادق وفي استراحات الدول التي تأويكم وتوفر لكم الأمان ولقمة العيش ؟

     

    وأن هذه المدينة الملعونة و المحاصرة بحصاد ألسنة الأصدقاء قبل رصاص الأعداء غير لائقة بشجاعاتكم الفيسبوكية؟ ومعارككم الوهمية عن الكرامة والضرب بيد من هواء ؟

    إذا كانت هذه المدينة المنبطحة عار في امبراطورية المفسبكين فاتركوا شاشات هواتفكم واجهزتكم وتعالوا حرروها فكل من فيها منبطحين جبناء وأنتم لها ..

     

    فإب لا يحتلها طقم كما يهذر بعض معتوهيكم, بل يسيطر عليها رعاع متوحشون قد سلمهم المخلوع ترسانة سلاح ووحدات قوات خاصة وقتلة لا يعرفون الطفل من البالغ, بل أنهم يعتبرون مدينة إب خاصتهم ومزرعتهم الخصبة ولن يكون خروجهم منها ببعض المنشورات الحماسية التافهة .سيدكون المدينة فوق رؤوس أهلها وقد جربنا ذلك طيلة مكوث مقاومة بعدان في واجهة نقيل بعدان فقد امتلأت شوارع المدينة بالرصاص والقذائف المتطايرة والتي اطارت أرواح أبرياء من الأطفال أولا .

     

    أخبرونا هل استطعتم أنتم والشرعية والتحالف انقاذ تعز مما هي فيه ؟

    هل انقذتم أطفال تعز من الإبادة بيد شرذمة من الوحوش سخر لهم المخلوع جيش الدولة وسلاحها ؟

    ماذا فعلتم لتعز في الحصار والجوع والعطش والقتل اليومي ؟

    أم تريدون كمية أكبر من المشردين تتنطعوا بمآسيهم في منشوراتكم ؟ وتتلهفون لمزيد من صور القتلى كي تتباكوا على الإنسانية الضائعة ..

     

    نعم هي المقاومة سبيلنا .. إنما لا ترموا بغيركم إلى التهلكة وأنتم هاربون ومغتربون.

    نحن نخاف الله في أطفالنا وأطفال أهالي إب والنازحين بالآلاف فلا نطلق أحكاما أو نقلل من معاناة أحد .

    لن نعدد أفضال هذه المدينة الصابرة فهي كالشمس لا يجهلها إلا أعمى بل أن الرد على المعتوهين عته أصبت أنا به حين كتبت هذا الكلام ..

     

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art1064.html