2016/08/08
  • الفصل والعزل والتجاهل..من يدفع الثمن؟
  • ليس أول مرة يكتب طارق الحميد بهذه الخفة عن اليمن .. أذكر أنه كتب مقالات منذ حوالي عامين تؤكد على أهمية خيار تقسيم اليمن.. وقال مرة ما معناه : دعوا العواطف جانبا، وأسلكوا خيار التقسيم ..!

     

     

     

    وحدها اليمن يتحمس الحميد لتجزئتها، ويلاحظ أنه لا يفعل الشيء ذاته مع سوريا والعراق التي تتسابق وتتنوع فيها مشاريع ودعاوى التقسيم وتتواجد فيها إيران بكثافة وقوة.. وللمفارقة فإيران على كثرة عربدتها في حق العرب، لا تتبنى مشاريع التقسيم في أي من البلدين العربيين ..!

     

     

     

    وفي الحقيقة نحن نرفض فكرة تقسيم أي بلد عربي، بل نرى بأن لا مخرج للعرب من مأزقهم التاريخي وأزمتهم الحضارية المتفاقمه إلا بوحدة أشمل .. طارق الحميد الذي تحولت فكرة تقسيم اليمن لديه إلى عقيدة ، بمستوى مرَضي، ليس كاتبا عاديا فقد كان رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط ، صحيفة العرب الدولية، واسعة الإنتشار ..!

     

     

     

    مقتضى فكرة الحميد : أفصلوا الجنوب وتبنوه ، وادعموه واتركوا الشمال يقتَتِل ويموت ويتبع إيران ..!

     

     

     

    ربما لا يتذكر السيد الحميد أن هذا التفكير قد ساد أثناء الحرب الباردة ، حيث تم إحتواء الشمال ودعمه نسبيا، وتم عزل الجنوب وحصاره.. الآن يرى العكس.. وقد يرى عكس العكس لاحقا، مع أنه تبين مع الزمن أن تفكير الفصل والعزل والتجاهل قاصر وخاطئ وظالم ونتج عنه ما نحن فيه الان، ويدفع ثمنه اليمن والخليج معا.

     

     

     

    ما يلاحظ ويطمئن أن أطروحات أمثال الحميد لا توخذ في الإعتبار من قبل صناع السياسة والقرار في الخليج والمملكة تحديدا.. ويلاحظ أن مفكرين معتبرين لا يشاركون الحميد في "إيديولوجيته" المعادية لليمن، بل على العكس من ذلك تماماً، ومنهم سلفه في رئاسة تحرير الشرق الأوسط، الأستاذ عبد الرحمن الراشد.

     

     

     

    ويلاحظ أن الحميد وحده من بين الكتاب الكبار يتبنى بحماس فكرة التقسيم الشيطانية الإجرامية البائسة.

     

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art1305.html