منذ سقطت صنعاء في قبضة المليشيات المسلحة والتابعة لجماعة الحوثي، سقطت كل المقولات التي ظل يروجها اليسار المؤدلج، ويتبناها المثقفون بدون تمحيص، لتفسير ضياع المشروع الوطني، الذي بدأ تبرعمه في ثلاثينات القرن المنصرم، بارجاع أسباب الفشل إلى الانقسامات المجتمعية في اليمن، والفروق بين يمن أسفل ويمن أعلى، وشمال وجنوب، والتهايم والجبال، وترويج مقولات المركز المقدس والمدنس ....إلخ.

وفي الوقت ذاته يمكن فك شفرة خطاب اليسار اللاهث، بأنه يمثل الجناح الإعلامي للتيار الإمامي، أو واقعا تحت تأثيراته، بحيث ظل يتبنى - وما زال - خطاباً يروج لمليشيات الحوثي، ويقدمها كقوة تحديثية، وأنها الحامل الحقيقي لمشروع بناء الدولة اليمنية، ويبرر استخدامها للسلاح في تحقيق الأهداف السياسية، واسقاط المناطق والمحافظات بدء بعمران وحتى اللحظة ..