2018/12/05
  • حتى لا يُقدس زعيم آخر
  • غربت شمس الذكرى الأولى لمقتل الرئيس اليمني السابق وتطوى صفحة لحقبة يمنية سودا استمرت زهى اربعين عاماً ..
     
    على خلفية ذكرى مقتل الرئيس السابق على يد حليفه تباينت الآراء بين اليمنيين بين كاره وغاضب وشامت وبين مكابر يقدس جلاده وما بينهما الأكثرية الصامتة ظلت في موقف المتفرج اللبيب .
     
    فالشماته سهله للمنكسر والمكابرة والتخندق دون مسوغ اكثر إيلاما ووجعا عندما ترى إتباعه يسوقون كالأغنام بمجرد الاستقطاب المناطقي او الحزبي والكثيرون لم يستفيدون من تلك المرحلة إلا الفاسدون الذين ركبوا موجة المصالح للضفة الثانية بينما ضل الاغبياء يقدسون الجلاد إلا ما لانهاية.
     
    ينبغي ان نجعل من هذه التجربة اربعين عاما من تاريخ اليمن درسا بليغا بل ويدرس في المناهج كنموذج للخونة الذين باعوا أوطانهم من اجل هوس السلطة فبئس الكرسي الذليل.
     
    أصر الرئيس السابق على تسليم السلطة لشخصية توافقية واصفاً هادي بألايدي الأمينة ، لأنه كان مطلوبا منه ان يكون في دور المحلل سوى للتوريث ، او احد رموز الدولة العميقة ، وعندما لم يتم ذلك سلم السلطة للحوثي ، اللافت انه عندما ايقن بأنه اخطاء في اختيار هادي وعندما سارت الرياح بما لا تشتهي " الدولة العميقة " وصفه بالضعف وهذا تناقض فإذا كان كما وصفه بأنه لا يحمل مواصفات رئيس مفترض ولا اي قيادة فلماذا نصبته نائبا لك لثمانية عشر سنة !
     
    وبالتالي لماذا إصرارك ان يكون رئيسا توافقياً ؟
     
    سلسلة إخفاقات رافقت حقبة حكمة منها ان اليمن خاض نحو سبعة عشر حربا اهمها ستة حروب عبثية مع من تحالف معهم في آخر الأمر . بل وسلم لهم مقدرات الدولة في طبق من ذهب.
     
    قبل سقوط صنعاء بنحو عام كانت الأمور تسير وفق ما يفترض ان تكون .. فلو مضت الأمور كما خطط لها من مؤتمر حوار امتدد لتسعة اشهر كانت كافية لولادة جنين وهي كناية لملاد وطن من ركام التخبط والاحباط .
     
    ماذا لو اتت تداعيات الخلافات البينية في البيت الخليجي واليمن قد تجاوز المرحلة الانتقالية وتم انتخاب جديد بعد العمل بالدستور الجديد وفق مخرجات الحوار لكان العالم اليوم يتهافت للتنمية في اليمن بدلا من التنافس في تدمير اليمن ، ولكان الشعب اليمني يقف موقف المتفرج من خلافات الخليج وتداعيات قضية خاشقجي على سبيل المثال ، ولما ارتهن مصير شعب كامل بموقف العالم من مقتل شخص .
     
    كنا على أعتاب الاستفتاء على الدستور ، فحدثت اغتيالات لرموز معينة يبدو ان لتحالف الانقلاب ضلعا فيها ، وكان اليمن في الثلاث السنوات السنتين او الثلاث الأولى من الخروج الشكلي للرئيس السابق مضرب المثل في نجاح الربيع العربي في نسخته اليمنية بحيث لكن عقدة التسلط وهوس السلطة وجنون الزعامة دمر كل شئ وسلمت الدولة لخصومة غير مدرك بأنها سيجازى "جزاء سمنار !"
     
    بإفسادة المرحلة الانتقالية فقد فتح ابواب جهنم على اليمن واليوم بعد حوثنة الدولة بتخاذل وتأمر التحالف من الصعب طي صفحة الحوثي وقد يحتاج الأمر لسنوات أخرى اضافية بعد هذه السنوات وقد تكون بصيغة حروب اخرى تعقب هذه الحرب. في حل لم تحسم الامور بعودة الشرعية وبقى الحوثي محتفظا بمقدرات الدولة .
     
    هذا كل ما في الأمر باختصار .. والسؤل هنا مافائدة تلك الحصانة التي منحت له وكان يجب ان تكون بمقابل اعتزال السياسة تماما سوى بقى في اليمن او خارجها ، وكيف حصانة ولا زال مسمار جحاء " المؤتمر" ذريعة لاجهاض وافساد الفترة الانتقالية المفترضة وكأن المؤتمر صانع المعجزات  !
     
    * كاتب وسفير في الخارجية

    * مقال خاص للموقع بوست

     
    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2211.html