2020/05/13
  • (طائر السعيدة ... ثمة حاجة لجناح أقوى )
  • قد تبدو وجهة نظري هنا مخالفة بعض الشيء، لكنها متجردة تماما من أي نوازع أو توجهات شخصية، بل تستند إلى متابعة متفحصة، سأدلي بها هنا رغم علاقتي الوثقى بطاقم البرنامج والقناة التي تشرفت بالعمل فيها ، وسردها هنا ابتغاء تجاوزها في قادم الأجزاء "إن كان لها ضرورة"، وأزعم أنها ستحظى بالتقدير من قبلكم ..فمثلاً لاحصراً : • يبلغ من العمر عتياً ولا يكاد يسمع سؤال مقدمة برنامج طائر السعيدة .. هل تغني لزوجتك؟ فلا يعي مغزى سؤالها بعد تكرارها له مرات عدة ،مجيباً بلكنته القروية بالنفي والإيجاب والإرباك والاستغراب في آن، فهو في حضرة سؤال تفصله عن إجابته ستة عقود أو تزيد . • وآخر في عقده التاسع وتسأله ماذا سيفعل إذا أرتدى كوفية الاخفاء واختفى، و لَم يفهم المراد من سؤالها وأهميته ( الاستراتيجية ) في برنامج ينهج الترفيه بشكل خاطئ . وأحدهم يبدو رجل أعمال بارز أو أكاديميا حصيفاً أو عالماً فذاً، فتداهمه في مقعده بالمطعم (ماذا لو أخفتك القبعة؟ )، فيستمر متلذذاً بوجبته فحسب ..! • تسأل الفتاة المحجبة والمحتشمة عن تفاصيل آخر مكالمة ولمن ؟ وتغمز وتلمز تعتقدها بساطة وتودد، بل وتمضي "هل زوجك هنا أم لا ؟ ومن هو "زهرة قلبي" المشار إليه في الهاتف؟" • وتستغرب إرتعاش أيدي شاب باغتته كمحقق ( إفتح تلفونك هات نشوف) • بل وتسأل في حلقة اخرى مواطنا يدنو من الستين مع زوجته في ساحل عدن عما يفعلانه هنا، فيقول لها نتفسح فتردف( تترمسسوا يعني ) فيجيبها مرتبكا : لالا قد فاتت علينا بابنتي جينا من إب نقطع جوازات لنذهب الى مكة ، فتصر : ها قد فاتت ؟ والدليل أنكم جئتم تتفسحوا . • الأدهى من ذلك أن المذيعة تعقب دائماً عندما يحتار المجيب في الميدان في ماذا سيفعل لو أخفته قبعة الإخفاء أنها بالنسبة لها ستدخل بنك أو معرض سيارة لسرقة سيارة أو مال والفرار بعدها، مروجةً عبر أهم وسائل الإعلام لهكذا جرائم تعكس صورة ليست جيدة عن نية اليمني البسيط . • زِد على ذلك الترويج لبعض مكامن الشر على غرار ما قالته تلك المرأة أنها ستذبح زوجها الميت لو عاد لأنه تزوج عليها، • برنامج طائر السعيدة ليس سوى مساحة إذاعية على غرار تلك التي كانت تقدم في برامج المنوعات الخفيفة بإذاعات محلية وأريدَ تلفزتها على عجل ، قد يكون هذا عذراً، نلتمسه هنا. • البرنامج يعتمد أسلوب الخفة والحركة ويقوم على الأسلوب المختلط بطبيعة الحال ولكنه لم يُخدم تقديماً كما ينبغي ويستفز خصوصيات بيئة المتابعة اليمنية الخالصة بالطبع، فماذا يعني أن تصر مقدمة البرنامج على تتبع ما قد يبدو خصوصيات في الهاتف بل وتمضي في التشكيك من بعض أسماء جهات الاتصال فيه .! •هذا بعض ما يحصل في طائر السعيدة رغم خفة ظل المذيعة ومحاولاتها تقديم شيء .. البرنامج قدم مناظر وفقرأت سياحية ومعلومات إيجابية نحتاجها في ظل العتمة والحرب التي نعيش • في الأكاديميات الإعلامية ومدارس التقديم البرامجي محددات تنص على أنه ينبغي أن يتخلص المذيع ويتجرد من تفاصيل شخصيته قدر الإمكان خلال زمن البرنامج على الأقل ،أو النشرة بمعنى ألا ينعكس الحزن أو السرور أو الغضب الشخصي أو الحرمان أو الشعور العام للمذيع مثلاً على مسار برامجه، وأن يفصل تماما بين واقعه الشخصي والمهني ،،مثلما تجردت هنا من كل ذلك في هذا التقويم لما أراه إعوجاجاً • كما أن بيئة المتابعة ينبغي أن توضع في الإعتبار ،أي من تخاطب وكيف؟ ومتى؟ • البرنامج يحتاج الى وقت اطول للتجهيز وكذلك جهد اكبر في الإعداد حتى يحقق هدفه .. وانا اثق انه سيتطور لكن ليس التطور الذي يجعله مجرد رقم حتى يصل الى طائر السعيدة 10 على غرار همي همك وكيني وميني ..!! • ومع كل ذلك قدم الزملاء جهداً يستحق التقدير في بلد تبدو ممارسة الحياة العادية فيه مهمة صعبة للغاية الْيَوْمَ، فما بالكم بإنتاج تلفزيوني ؟؟
    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2385.html