2021/07/08
  • أمريكا وخيارات الانحياز للديمقراطية في المنطقة العربية
  • في المذكرات التي كتبتها هيلاري كلينتون التي طبعت في عام ألفين وأربعة عشر بعنوان "خيارات صعبة" وهي مرشحة الرئاسة التي انهزمت أمام ترمب، وكانت تمثل وزارة الخارجية الأمريكية قدمت صورة واضحة عن طريقة السياسة الأمريكية في المنطقة العربية.

     

    فعند اندلاع ثورات الربيع العربي بدءا من تونس ومصر كان الارتباك واضحا على سياسة أمريكا التي مثلها أوباما ذلك الوقت.

    تراوحت تلك السياسة بالتردد الكبير في خيار الانحياز للشعوب، أم الانحياز للرؤساء الحلفاء الجيدين لأمريكا على مدى عقدين أو ثلاثة عقود.

     

    لا يمكن لأمريكا أن تتخلى عن حلفائها في المنطقة، لأن الشعوب أرادت وقررت إنهاء فترة هؤلاء الحكام، ولأن الحسابات السياسية في البيت الأبيض لا تجري وفقا للخيارات الديمقراطية للشعوب فقط أو وفقا للقيم الإنسانية العليا أو حتى التي تدعو لها أمريكا ودول أوروبا، هناك الكثير من الحسابات الأخرى التي ينبغي التفكير فيها، وهي المصالح الأمريكية في المنطقة العربية.

     

    ورغم ما ذكرته هيلاري كلينتون من أن الرئيس أوباما آنذاك كان راغبا في الانحياز لقرار الشعوب العربية، إلا أن النصائح المتعددة داخل البيت الأبيض من مستشارين وسياسيين منعته من إعلان موقف واضح إزاء الحلفاء، وتأخير الانحياز إلى جانب الجماهير المطالبة بالديمقراطية والتغيير والحياة الكريمة.

     

    في تلك الأثناء وقبل أيام من سقوط بن علي في تونس كانت هيلاري كلينتون في زيارة للمنطقة العربية، وتحدثت في خطاب بلهجة واضحة وصريحة وقوية نوعا ما إلى الحكام العرب حول ضرورة إجراء تعديلات سياسية حقيقية تعزز من فرص الحياة الديمقراطية وتحد من الفساد.

     

    لكن اللغة الأمريكية المطالبة بالإصلاحات بنوع من النعومة والليونة مع الرؤساء الحلفاء ظلت كما هي طوال تاريخ السياسة الأمريكية الحديث، فحتى الآن وبعد سنين من مواقف أوباما وهيلاري كلينتون يرسل بايدن مبعوثا أمريكيا إلى اليمن، لإقناع الأطراف بقبول حل ينهي أزمة اليمن.

     

    ورغم ما يعيشه اليمني من حرب مستمرة وانقلاب واضح من قبل مليشيا الحوثي على الديمقراطية وارتكاب انتهاكات واسعة يمارسها بحق المعارضين والمواطنين الخاضعين تحت سيطرته، إلا أن سياسة أمريكا في فرض حلول حقيقية ما زالت تتراوح كما هي منذ السابق، عبر اللغة الدبلوماسية فقط، مع إجراء ضغوط خفيفة على بعض الأطراف لا ترقى إلى درجة فرض حلول حقيقية، أو إلزام طرف الحوثي بإيقاف الانتهاكات الإنسانية، وقمع المعارضين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

     

    ففي الأسبوع الماضي أغلقت أمريكا بعض المواقع التابعة لمليشيا الحوثي وإيران، ولكن هذه الخطوة الضعيفة لن تفرض أي حل على أي طرف، وليست أكثر من رسالة ضعيفة أرادت تقديمها أمريكا للعالم بشأن جهودها في المسألة اليمنية، وهي ربما الإنجاز الوحيد حتى الآن منذ تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثا أمريكيا إلى اليمن.

     

    * المقال خاص بـ"المصدر أونلاين"

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2510.html