2016/01/15
  • عن قحطان.. شموخ السياسة وصوت الناس
  • حينما كانت سطوة الجلاد قد بلغت ذروتها ولا يجد من يقول له "لا" من قبل فرقاء السياسة المتماهين مع القهر ،وقف قحطان في وجهه ، وحينما طلب منه بالإعتذار رفض وقال ان على الحاكم أن يعتذر للشعب .

     

     بدأ بتحطيم نمطية الزعيم المُقدس وفرعونية ما علمت لكم من رئيس غيري ، دشن عهداً جديداً للعمل السياسي في اليمن حينما تولى ناطق التكتل الوليد، كان الصف الأول من اللقاء المشترك تارة يتبرأ من مواقفه تجاه سلطة القهر  والبنك وتارة يدفع به للواجهة.

     

    حينما كان الجميع يفرون من الشعب بإتجاه السلطة التي تهرول بالدولة نحو عائلتها ، كان قحطان يُعبر عن اليمنيين الفقراء والجوعى ، تحدى المُجرع الأول أن يُثبت سعر حبة البيض مقابل أن يصنع له تمثالاً وسط المدينة، لكنه فشل كما هي سياسة العسكر الذين أتوا للسلطة في غفلة من التاريخ .

     

    حينما بدأت شرارة الثورة السلمية في قلب صنعاء  ، غادر السياسيون إلى المنطقة الرمادية ، إلا قحطان كان من شباب ثورة يناير رغم بياض شعره وتقدمه في السن .

     

    حينما خضع خامس جيش في المنطقة العربية لعناصر المليشيا ومزق ضباطه وجنرالاته شرفهم العسكري وتم اقتيادهم إلى خارج المعسكرات أذلة وهم صاغرون بقي قحطان شامخاً وهو الذي لا يملك قطعتين سلاح .

     

    حينما خفت نشيد الثورة وفر رموز الثوار عبر سُفن نقل المواشي وازدحمت الخطوط الجوية بالهاربين ، وقف الثائر قحطان وهتف وكأنه ثورة لوحده" يسقط الإنقلاب السلالي العصبوي الدموي ".

     

    حينما سيطر سلاح المليشيا على ساحات الإعتصام وبدأت حشود الفيد بإجتياحها ، أنشأ قحطان ساحة خاصة به في أعلى قمة بصنعاء وبدأ الإعتصام وامتنع عن الحديث "لا حوار حتى الإفراج عن الرئيس".

     

    حينما ذهبت قيادات الحوثي إلى مقر حزبه السياسي والمكان مُحاطاً بالسلاح الثقيل ، وحينما كان مبعوث القهر الجديد يطلب من قيادات الإصلاح الموافقة على إعلانهم أو التهديد بخيارات ليس القتل أو السجن بأقلها ، وقف قحطان بشجاعة ورمى بالورقة "ما شنوقعش"!

     

    حينما كان الجميع غارقون في اليأس ، كان ذو الحُلم الأبيض يُصرح لوسائل الإعلام ويخاطب اليمنيين بثقة "الإنتفاشة إلى زوال " .

     

    نفتقدك كثيراً وأنت الحاضر بيننا والمخفي قسراً من قبل من يقابلون مشاريع البهاء والتغيير وذوي الشموخ السياسي بالنار والدم والعتمة  ، السياسة والسياسيون والثورة والمقاومون والفقراء والجوعى والصحفيون،  جميعنا نفتقد قحطان اليمن .

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art923.html