أهم الأخبار

كتاب يكشف المزيد من خبايا الاتفاق النووي والوساطة العمانية

2016-06-09 الساعة 05:36م (يمن سكاي - متابعات)

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأربعاء مقالاً للصحفي والروائي الأمريكي ديفيد إغناتيوس، يتحدث فيه عن سبب غياب الاتفاق النووي الإيراني عن الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، في عام 2016، مشيرًا إلى أن هناك كتابًا جديدًا ظهر يكشف تفاصيل مذهلة عن الاتفاق النووي الإيراني، وكيف بدأت المفاوضات السرية عقب 4 أشهر فقط من تولي باراك أوباما الرئاسة الأمريكية، والدور الذي لعبته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في هذا الاتفاق.

 

ويقول الكاتب، إن هذا الكتاب نشر حاليًا تحت اسم “Alter Egos”، وهو من تأليف مراسل نيويورك تايمز في البيت الأبيض، مارك لاندر، وهو أول من كشف عن “القناة الخلفية” العمانية للاتفاق النووي الإيراني، بين الولايات المتحدة وإيران، المتمثلة في شخص مستشار سلطان عمان، سالم بن ناصر الإسماعيلي.

ويروي لاندر في كتابه عن الدور الذي لعبته هيلاري كلينتون، ورجالها في وزارة الخارجية الأمريكية في محادثات إيران، وكيف أن حملة دونالد ترامب تدعوها في كثير من الأحيان إلى اتباع نهج متباعد عن الشؤون الخارجية، مشيرًا إلى أن هذا المقال للتذكير، بأن الاختراقات غالبًا ما تأتي عبر مسارات غير مرئية وغريبة.

 

مباحثات “الإسماعيلي” بدأت في عام 2009، بعد أربعة أشهر فقط من تولي أوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حينما التقى دنيس روس، أحد أكبر مستشاري الرئيس، ووزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، مع الرجل العماني البالغ من العمر 51 عامًا، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.

 

وفي أول اجتماع فاجأ الرجل العماني المسؤولين الأمريكيين بوجود عرض إيراني بشأن التفاوض على البرنامج النووي، وجاء ذلك في الوقت الذي أرسل فيه أوباما خطابًا سريًا إلى أية الله خامنئي، لكنه لم يحصل على رد، وقال لاندر إن “الإسماعيلي وروس نجحا في جذب إيران إلى طاولة المفاوضات، واقترحا أن تكون عمان المكان الأمثل لمفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة”.

 

وفي يوليو 2009، وفي ظل توتر الأجواء بين طهران وواشنطن، قامت إيران باعتقال 3 مواطنين أمريكيين من متسلقي الجبال، متهمةً إياهم بالتخابر لصالح الولايات المتحدة، وقد اعتقلتهم في الحقيقة على حدودها مع العراق، حيث أكد مسؤولون أمريكيون وعراقيون عديدون، أنهم لم يعبروا الحدود إلى إيران أبدًا، وأنهم كانوا في رحلة ترفيهية ليس إلا، بيد أن ذلك لم يمنع إيران بالفعل من احتجازهم لأكثر من عام، حتى بدأ الإسماعيلي في الوساطة بين الطرفين، لينجح في الاتفاق على إطلاق سراح واحد منهم في سبتمبر 2010، ثم الاثنين الآخرَين بعد عام تقريبًا، وهي فترة شهدت زيارة دنيس روس بنفسه لعُمان للحديث مع الإسماعيلي، ثم زيارة هيلاري كلينتون للسلطان قابوس عام 2011 لمناقشة عرض الإسماعيلي بشكل خاص، وجون كيري كذلك عام 2012 قبل أن يتولى رسميًا حقيبة الخارجية الأمريكية.

 

في تلك الأثناء كان جون كيري من أكثر المتحمسين لفتح قناة اتصال مع الإيرانيين في ظل شغفه لتحقيق إنجازات دبلوماسية كبيرة تحت رئاسة أوباما، وكانت الرسالة التي قرر كيري إبلاغها للإيرانيين في ذلك الوقت، رُغم عدم توليه منصب الخارجية بعد، هي أن الولايات المتحدة لن تمانع في استمرار إيران بتخصيب اليورانيوم طالما تقيّدت بشروط أخرى في إطار اتفاق مستقبلي يمنعها من تطوير أسلحة بأي شكل، وهي رسالة تعامدت نوعًا ما مع مطلب خامنئي باعتراف الغرب بإيران كقوة نووية، وألا يتضمن أي اتفاق تفكيك البرنامج بأكمله أو تقويض القاعدة النووية نفسها، بقدر ما يحتوي على تقييد لاستخدامها.

 

في 2013 زادت وتيرة المفاوضات بدخول كيري لوزارة الخارجية من ناحية، ووصول حسن روحاني الإصلاحي لرئاسة إيران من ناحية، واستمرت الوساطة العُمانية في إبلاغ الرسائل من وإلى طهران وواشنطن، كما استمرت الزيارات الأمريكية السرية عن طريق كبار مستشاري الخارجية من وإلى عُمان، حتى توصل الطرفان بالفعل لاتفاق مبدئي لأول مرة في نوفمبر من نفس العام، تبعته مفاوضات أكبر انتهت بالاتفاق النهائي العام الماضي، “لولا قنوات الاتصال العُمانية لظللنا حتى نهاية 2013 نتساءل عن كيفية التواصل مع الإيرانيين، ومع من بالتحديد”، هكذا تحدث نائب رئيس الأركان آنذاك جيك سوليفان في تصريح منسوب له بنفس الكتاب المذكور.

 

ويرى “لاندر” أن الاتفاق النووي الإيراني يستحق المزيد من الاهتمام في الحملات الإعلانية للمرشحين الرئاسيين، وخاصة ترامب وكلينتون، كما يطالب ترامب بالإجابة على سؤال لماذا سيكون العالم آمنا بدون هذا الاتفاق؟، كما يطالب الإدارة الأمريكية بالرد على سؤال، لماذا كانت المحادثات سرية في هذا الاتفاق التاريخي؟.

 

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص