أهم الأخبار

الخطر يتهدد أول ناطحة سحاب في العالم.. انهيار جزئي في سور مدينة شبام حضرموت التاريخية

2019-02-10 الساعة 01:02ص (يمن سكاي - متابعات)

استفاق سكان مدينة شبام التاريخية بحضرموت، قبل يومين، على كارثة بحق أطول وأقدم ناطحات طينية بالعالم،حيث انهار جزء من سور المدينة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ العام 1985.

 

خلال السنوات القليلة الماضية، عانت مدينة شبام من تشققات وانهيار أجزاء من بعض بناياتها الطينية ؛لتدرجها منظمة اليونسكو في العام 2015، ضمن القائمة المهددة بالخطر.

 

قالت لجنة التراث إن إدراج مدينة شبام مع سورها على قائمة التراث المهدد بالخطر، جاء نتيجة لما يحيط بها من أخطار محدقة بسبب النزاع الدائر في اليمن، مما يزيد من صعوبة المشاكل التي تواجهها قضايا الصيانة في هذه المدنية.

 

أعادت الحادثة إلى الواجهة التحذيرات والمناشدات التي تطلقها المنظمات المهتمة بالآثار والتراث بإنقاذ مدينة شبام الأثرية من الانهيار نتيجة الإهمال.

 

تعتبر مدينة شبام حضرموت االواقعة شرق اليمن وتبعد عن العاصمة صنعاء 990 كم، وعن مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت 350 كم، أقدم ناطحات سحاب طينية في العالم، إذ صمدت منذ 600 سنة في وجه ظروف الطبيعة، لكنها لم تصمد جراء الإهمال.

 

تشكل المدينة المسوّرة التي تعود إلى القرن السادس عشر، أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي، حيث يصل أطولها إلى 8 طوابق، في حين بني معظمها من 5 طوابق بشكل هندسي بديع.
 

تفجيرات إرهابية أسهمت في مزيد من التشققات

 

تعود هذه التشققات والانهيارات لأسباب عدة مابين عوامل الطبيعة وتدخلات بشرية وإهمال رسمي كبير خاصة بعد انقطاع السياحة الخارجية في المدينة نظرا للحرب الدائرة في اليمن.

 

يقول حسن عيديد مدير عام الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بوادي حضرموت في تصريح للمصدر أونلاين إن الأسباب كثيرة أحدثت هذه الكارثة المؤسفة للجميع والمنذرة بانهيارات أكبر إن استمر تجاهل ذلك.

 

انفجارات عنيفة تحدث بوسط المدينة أو على مقربة منها تحدث هزات قوية للمباني القديمة التي تعاني من إهمال من الجهات المعنية لترميم مظاهر الانهيار.

 

أوضح عيديد أن انفجار العبوة الناسفة التي زرعها مجهولون في 27 يناير من الشهر الماضي، أثر بشكل مباشر على السور كون العبوة قريبة من مدخل المدينة وبحجم كبير.

 

يضيف أن انفجار سيارة مفخخة في نقطة عسكرية بالقرب من المباني الأثرية للمدينة في نوفمبر 2015، أدى لإلحاق أضرار بليغة بعشرات المباني وسور المدينة الحصين لاحقاً.

 

يؤكد عيديد للمصدر أونلاين أن تعرض سور مدينة شبام الى سقوط جزء منه من الجهة الجنوبية بجوار البوابة الرئيسية يأتي بسبب عدم الصيانة المستمرة والترميم.

الرطوبة التي تحصل في سور المدينة بسبب مشكلات مخلفات الأغنام ومشكلات تعطل شبكة المياه أضرت هي الأخرى بالسور وبمباني المدينة الأثرية.

 

تلافي الخطر

 

يقول حسن عيديد إن مكتب الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية يحاول جاهدا إرسال رسائل الى الحكومة الغائبة عن مدينة شبام باعتبارها الجهة الموقعة على اتفاقية الحفاظ بين الدولة واليونسكو غير أنهم لم يجدوا تجاوبا.

 

يضيف عيديد أن السلطة المحلية ممثلة بمحافظ محافظة حضرموت ووكيل المحافظة بالوادي والصحراء يتحملون المسؤولية بعد الحكومة في انتشال المدينة التاريخية من خطر الانهيار.

 

السلطة من جانبها تفاعلت مع الحادثة حيث وجه محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني مكتب الأشغال العامة بوادي حضرموت بمعالجة الأضرار التي حدثت بمدينة شبام.

 

كما اطلع وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات وادي حضرموت و الصحراء عصام حبريش الكثيري على حجم الضرر الذي تعرض له سور مدينة شبام في الجهة الجنوبية موجها بسرعة معالجة الضرر الحالي و ترميم سور المدينة بشكل كامل في الجهة الجنوبية و رفع دراسة لاستكمال مشروع البنية التحتية لمدينة شبام وأسباب توقفه بنائه.
 

 

الترميم ليس المطلوب

 

عبدالرحمن جبر، الناشط بالدفاع عن مدينته التاريخية في حديثه للمصدر أونلاين يؤكد أن ما حصل من تهدم جزئي للسور يفترض أن يكون ناقوس خطر للانتباه للمدينة ككل وليس حلول ترقيعية.

يضيف جبر أن هذه الحادثة يجب أن تكون فرصة لأهالي المدينة وأهل الحل والعقد والمسؤولين وكل غيور ومهتم بالتراث والحفاظ عليه للالتفاف والالتفات لإنقاذ المدينة الأثرية.

 

كما ناشد جبر بإعادة بناء سور وسدة المدينة كاملا و بوابة القصر التاريخي كحل جذري لاترميمه مع استمرار الأسباب المؤدية لذلك.

يطالب جبر بضرورة استكمال مشروع البنية التحتية للمدينة ومراجعة وفحص مكّون مواسير المياه حيث تكررت الانفجارات لها وهي مدفونة تحت الرصف، إضافة لاستكمال مشروع ترميم بيوت المدينة وإصلاح مشروع خطي الكهرباء بالمدينة واستكمال مشروع المجاري و تصريفها خارج المدينة لا أن تبقى سائبة تسبب الأمراض والأوبئة والروائح الكريهة بالمدينة السياحية التاريخية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص