أهم الأخبار

خلافات في المجلس الانتقالي تدفعه للاستعانة بقوات طارق صالح

2020-05-12 الساعة 11:17م (يمن سكاي_ يمان نيوز )

قامت دولة الإمارات بتجيير التشكيلات العسكرية التي عملت على تسليحها وتدريبها في عدن وعدد من المحافظات اليمنية الجنوبية لحساب "المجلس الانتقالي" بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، مانحة الانتقالي نقطة القوة التي يستند إليها، إلا أن التركيبة المناطقية لهذه التشكيلات العسكرية حولت نقطة قوة الانتقالي فجأة إلى نقطة ضعف. حظيت الضالع بقيادة المجلس وقرار هذه التشكيلات، واستأثرت بمناطق النفوذ الأهم في عدن، خاصة المنافذ البرية والبحرية، وعمل التيار الضالعي تدريجيا على سحب البساط من تحت أقدام الحليفين في ردفان ويافع، خاصة يافع التي تستحوذ على قوات الدعم والإسناد، وهو التوجه الذي بدأه التيار الضالعي باستشهاد القائد منير اليافعي "أبو اليمامة"، وانتهى بسيطرة لواء العاصفة على العاصمة عدن، وهو القوة المحسوبة على الضالع. وفيما تعرضت ردفان قبل شهرين لإبعاد من مدينة "كريتر" التي كانت تمثل أهم مناطق نفوذها بالعاصمة عدن، فإن يافع التي قامت في أغسطس الفائت بتصدر المعارك ضد قوات حكومة الرئيس هادي، وأحكمت السيطرة على عدن، قد تعرضت خلال هذه الفترة للإزاحة، ووجدت نفسها اليوم مطالبة بالمواجهة من جديد مع قوات الرئيس هادي التي اندلعت صباح أمس الاثنين في محافظة أبين. عقب إعلان منظمة الصحة العالمية وصول وباء كورونا إلى مستوى الجائحة، تمكنت التشكيلات اليافعية ومعها بعض الوحدات المحسوبة على ردفان، من تحقيق نجاح في تنفيذ قرار الانتقالي القاضي بمنع دخول القات إلى العاصمة عدن، وذلك ضمن الإجراءات التي اتبعها الانتقالي استجابة لشروط الدعم الدولي في مواجهة "كورونا" كشرط للحصول على الدعم، ومحاولة لقطع الطريق أمام دعوات تفعيل مؤسسات الدولة لمواجهة الجائحة الوبائية تحت قيادة وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دوليا، إلا نجاحها في تنفيذ هذا القرار رغم ما حققه من مكاسب للانتقالي عموما، قد تسبب في خسائر خاصة لدى تيار عيدروس الزبيدي الذي ينتمي لمحافظة الضالع التي تعتبر المورد الأول للقات إلى عدن والمحافظات المحيطة، وهو ما يفسر إخفاق الانتقالي خلال الأسبوع الجاري في تجديد العمل بهذا القرار الذي اقتضاه الإعلان عن وصول فيروس كورونا إلى عدن، وتمكنه من اختراق جسدها المثخن بالجراح والأوبئة التي عملت على تدمير جهازه المناعي، وأصبحت الوفيات اليومية فيها تقترب من مئة حالة وفاة يوميا جراء أنواع الحميات، ذلك أن القوات التي أصبحت تملك القرار في عدن والمعنية بمنع دخول القات إليها هي قوات تتبع تيار الضالع الذي تمكن من إزاحة يافع وردفان. تشعر يافع بالغبن، وهي تجد نفسها في صدارة التضحية بأفرادها، والتضحية بعلاقتها مع المملكة العربية السعودية، ومع أبناء عدن، فيما لا تنهي دورها حتى تتعرض للإقصاء من قبل التيار الضالعي الذي يستأثر بمنابع المال و"بقع" النفوذ السياسي والاقتصادي. تتصاعد الخلافات البينية بتفاصيلها الكثيرة، ليجد الانتقالي نفسه في الوقت الراهن أمام أزمة حادة وهو بصدد مواجهة الخيار العسكري في محافظة أبين، وهو القرار الذي اتخذته الشرعية مدعومة من قيادة التحالف، وتحديدا من المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يدفع الانتقالي للسعي نحو الاستعانة بحليفه طارق صالح الذي قامت الإمارات بتشكيل وتسليح عدد من الوحدات العسكرية تحت قيادته تحت اسم "حراس الجمهورية". رغم حرص الانتقالي على تقديم معاركه ضد قوات الحكومة الشرعية بوصفها دفاعا عن الجنوب الذي يقول الانتقالي إنه يتعرض لحرب تمثل امتدادا لحرب صيف 94م، وكذا حرص طارق صالح من جانبه على عدم الإعلان عن أي موقف مساند للانتقالي حتى لا يتسبب في ثقب مظلة "الجنوب" التي يطير بها الانتقالي، كونه -أي طارق صالح- يمثل الطرف الرئيسي ورأس الحربة في حرب صيف 94م، إلا أن الطرفين يعملان على تجاوز هذه الإشكالية، حيث تؤكد المصادر وجود مساع يبذلها الانتقالي للاستعانة بقوات طارق، فيما قام طارق من جانبه بالإعلان يوم أمس عن موقف داعم للانتقالي، وهو الموقف الذي يمثل تمهيدا لهذا التدخل.
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص