أهم الأخبار

إلى أين تتجه جهود السلام في اليمن بعد انتهاء أجل وقف إطلاق النار وموافقة الحكومة ورفض الحوثيين لمبادرة غريفث؟

2020-05-25 الساعة 03:50م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

انتهى، أجل وقف إطلاق النار أحادي الجانب، الذي أعلنه التحالف بقيادة السعودية لمدة شهر، مع نهاية يوم السبت، آخر ايام رمضان، وحلول يوم الأحد (عيد الفطر)، دون إحراز الأمم المتحدة أي تقدماً نحو التهدئة الشاملة وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا.

 

وكان التحالف العربي، أعلن الجمعة 24 أبريل/نيسان، تمديد وقف إطلاق النار المعلن في الثامن من الشهر ذاته لأسبوعين، وتمديده لشهر كامل، تنفيذاً للدعوة الأممية بشأن اليمن، وتهيئة الظروف الملائمة والمناسبة لعقد وإنجاح جهد المبعوث الأممي الخاص في اليمن، لتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا ومنع انتشار الوباء في اليمن.

 

وطوال الشهرين الماضيين، قاد المبعوث الأممي مارتن غريفيث، جهوداً مكثفة مع أطراف الصراع، وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، والمعنيين في تحالف دعم الشرعية، معتبراً مخاطر جائحة كورونا فرصة سانحة لإحلال السلام في اليمن.

 

وأعلن غريفيث، منتصف أبريل/نسيان الماضي، عرض ثلاثة مقترحات للسلام على أطراف الصراع، تشمل اتفاقات لوقف إطلاق نار شامل في عموم اليمن، وتدابير إنسانية واقتصادية تشمل تبادل المعتقلين وفتح المطارات ودفع الرواتب وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا، إضافة إلى الاستئناف العاجل للعملية السياسية.

 

ورغم وقف اطلاق النار من جانب التحالف العربي، والقوات الحكومية، واصلت مليشيات الحوثيين تصعيدها في جبهات القتال خاصة شرق صنعاء، وإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه مأرب والسعودية، مبررة ذلك، بأن هدنة التحالف أحادية الجانب "كذبة وأن الغارات الجوية مستمرة".

 

وأقر غريفيث، منتصف مايو/أيار باستمرار المواجهات، رغم جهوده للتوصل لوقف شامل لإطلاق النار، واصفاً القتال العنيف في الضالع والبيضاء والتصعيد المستمر باتجاه مأرب بـ"المقلق للغاية"، لكنه تحدث عن إحراز تقدم في هذا الملف.

 

وقال لمجلس الأمن إنه أحرز تقدماً مع أطراف الصراع "لوقف إطلاق النار الشامل في اليمن"، مشيراً إلى استمرار الخلافات حول "بعض التدابير الإنسانية والاقتصادية في هذه الحزمة.. أن كل هذه التدابير ضرورية وقد تأخرت بالفعل.. من أجل الشعب اليمني وليس لمصلحة طرف أو آخر، وإنما من أجل اليمنيين".

 

وفي تهنئته لليمنيين بمناسبة العيد، قال غريفيث "عسى أن يهدينا روح هذا العيد جميعاً إلى سبل تحقيق السلام والاستقرار المستدامين لجميع الرجال والنساء والأطفال في اليمن، وإلى إعادة توجيه مسار البلاد نحو المصالحة والتعافي، وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل".

 

وأضاف المبعوث الأممي في بيان نشره موقع مكتبه الرسمي على الانترنت "أحث الأطراف اليوم على التخلي عن الحرب والانقسام، والبناء على نقاط التقارب، وأدعوهم إلى توحيد الجهود للاستجابة لتفشي جائحة (كوفيد-19)، وإلى تحويل دفة الأمور لمصلحة الشعب اليمني".

 

وفي حين قال الحوثيون، إن متحدثهم محمد عبدالسلام فليتة، بحث مع المبعوث الأممي الجمعة 22 مايو/أيار، الوضع الإنساني والسياسي وملفات الأسرى والمعتقلين ومطار صنعاء والمرتبات والموانئ، دعا زعيم الجماعة للتصعيد وحشد المزيد من المقاتلين للجبهات.

 

وأكد عبدالملك الحوثي، في سياق كلمته بمناسبة حلول العيد، بثتها قناة المسيرة، على "وجوب التحرك على المستوى العسكري لدعم الجبهات بالرجال وبالمال، وعلى أن تكون وتيرة التحشيد وتيرة نشطة وقوية".

 

وزعم متحدث الجماعة العسكري، ان طيران التحالف شن الحد، 48 غارة جوية على مناطق متفرقة في الجوف ومأرب وحجة وصعدة، وقال يحيى سريع "إن تصعيد العدوان المتواصل له عواقب وخيمة على قوى العدوان، وعليها تحمل تبعات ذلك".

 

وكانت الحكومة اليمنية، كشفت أنها وافقت على المبادرة التي تقدم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن وطالبته بكشف الطرف المعرقل للسلام.

 

وقالت الخارجية اليمنية في حسابها على تويتر، يوم السبت 23 مايو/أيار، إن الحكومة وافقت على مبادرة المبعوث الأممي التي تتضمن وقف إطلاق النار، وتشكيل وحدة مشتركة لمواجهة كورونا، وفتح الطرقات كاملة لاسيما تعز، وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية، وسداد رواتب جميع الموظفين، والإفراج عن جميع الاسرى، واستئناف المشاورات.

 

وحملت الحكومة الحوثيين مسؤولية رفضهم لهذه المبادرة وقالت إن استمرار رفض الحوثيين لمبادرة المبعوث "على الرغم من موافقتنا عليها منذ بداية مايو خير دليل على أنهم لا يرغبون في السلام ولا يكترثون لمعاناة اليمنيين".

 

وطالبت الحكومة، قبيل ساعات من انتهاء الهدنة، المبعوث ومجلس الأمن والمجتمع الدولي كشف المعرقل الحقيقي للسلام أمام العالم وتحميل الحوثيين المسؤولية كاملة.

 

وتأتي هذة الأنباء، في الوقت الذي يفتك وباء كورونا بأرواح عشرات اليمنيين بشكل يومي وعجز واضح عن مواجهته في مناطق سيطرة الحكومة التي أعلنت السلطات هناك تسجيل أكثر من مائتي حالة إصابة وأكثر من 40 وفاة.

 

وفي الجانب الآخر يستمر الحوثيون في التكتم على حجم تفشي الوباء في مناطق سيطرتهم، في حين تخرج تقارير صحفية يومية تتحدث عن وفيات بالمئات جراء الإصابة بكورونا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص