أهم الأخبار

مركز دراسات: مقاربة إدارة بايدن نحو اليمن تبدو عودة إلى مقاربة إدارة أوباما

2021-02-13 الساعة 06:40م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

قال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إن مقاربة إدارة بايدن الجديدة نحو اليمن تبدو وكأنها عودة إلى المقاربة التي كانت سائدة في عهد إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، والتي شغل بايدن فيها منصب نائب الرئيس.

وحسب المركز فقد قامت مقاربة إدارة أوباما حينها على ضرورة أن تركز السعودية جهودها على الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسورية، فضلًا عن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، والذي يتخذ من اليمن مقرًا له، وضرورة إيجاد "حل سياسي" في اليمن "يسمح بإعادة السلام". لكن إدارة أوباما اضطرّت إلى مسايرة السعودية في اليمن؛ لتخفيف مخاوفها من الاتفاق النووي مع إيران صيف 2015، وتوظيف الحزب الجمهوري في الكونغرس ذلك ضد الإدارة.

ويستطرد تحليل للمركز قائلاً: لكن إدارة بايدن تبدو في وضع أقوى داخليًا مما كانت عليه إدارة أوباما، مع تضاؤل الدعم للسعودية في الكونغرس بين الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، خصوصًا بعد اغتيال خاشقجي عام 2018. وقد انعكس ذلك على موقف السعودية التي رحبت على لسان الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع، "بالتزام الرئيس بايدن المعلن بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لحل النزاعات، والتعامل مع الهجمات من إيران ووكلائها في المنطقة". كما سارعت الإمارات، بعد خطاب بايدن، إلى الإعلان عن وقف مشاركتها في حرب اليمن منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وينسحب ذلك أيضًا على ردّها الهادئ على تعليق صفقة طائرات "إف - 35".

ويرى التحليل أنه "باستثناء تعليق صفقات الأسلحة ووقف الدعم الاستخباري في اليمن، فإن قرار بايدن لا يبدو أنه يحمل تغييرًا عسكريًا كبيرًا؛ فالولايات المتحدة كانت توقفت منذ عام 2018، أي خلال رئاسة ترامب، عن تزويد الطائرات الحربية للتحالف بالوقود في الجو، بسبب ضغوط الكونغرس".

وأضاف: لا يعني قرار بايدن أن الولايات المتحدة باتت خارج الصراع كليًا؛ إذ ستستمر من جهة في استهداف تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن. ومن جهة أخرى، وهذا الأهم، ستُبقي، كما أوضح بايدن، على دعمها السعودية في التصدّي للهجمات الصاروخية، وبطائرات من دون طيار التي تشنها جهات تدعمها إيران، وهذا ما يقوم به الحوثيون منذ سنوات. ومن ثم، فإن تساؤلات تُطرح حول معنى وقف واشنطن دعمها السعودية في اليمن، خاصة إذا جاءت الهجمات السعودية في اليمن في إطار الرد على هجمات الحوثيين، أي عندما تكون تلك العمليات انتقامية.

وتابع: فيما يتعلق بالدفع إلى حل دبلوماسي، تثار تساؤلات حول موقف إدارة بايدن من الحوثيين، إذا ظلوا مصرّين على تعطيل الحل السياسي.

وأشار إلى أن الحوثيون قد يجدون من الأفضل لهم "تعظيم مكاسبهم أولًا على الأرض قبل الالتزام بأي اتفاق لاقتسام السلطة".

وقال إن " تراجع الدعم الأميركي للتحالف يشجعهم، في ظروف عدم إحراز تقدم في تفاهمٍ أميركي – إيراني، على توطيد مواقعهم في اليمن قبل أي عملية تفاوضية جدّية".

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أصدر قرارًا يقضي بـ "إنهاء كل الدعم الأميركي للعمليات الهجومية للحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة" لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسعي إدارته إلى إيجاد حل دبلوماسي للصراع، وذلك التزامًا بتعهده خلال حملته الانتخابية بوقف الدعم الأميركي للحرب، التي قال إنها "خلقت كارثة إنسانية واستراتيجية".

وحسب التحليل "تقوم مقاربة إدارة بايدن نحو اليمن على أربعة عناصر أساسية: أولًا، إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية هناك، بما في ذلك مبيعات الأسلحة التي تستخدمها السعودية والإمارات في الحرب. ثانيًا، الاستمرار في دعم السعودية والدفاع عنها أمام التهديدات الإقليمية، خصوصًا التي يكون مصدرها إيران ووكلاءها في المنطقة. ثالثًا، الدفع في اتجاه حل دبلوماسي للصراع باعتبار أنه "لا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن". رابعًا، إلغاء تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، لإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية لحل الصراع.

وخلص التحليل إلى أن إعلان إدارة جو بايدن يأتي إنهاء دورها في دعم "العمليات الهجومية" في اليمن، في سياق مراجعة شاملة لسياستها في الشرق الأوسط. ويبدو واضحًا أن وقف الحرب في اليمن وملف إيران النووي يستأثران باهتمام كبير لدى الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ يميل كثيرون فيها إلى عدم الفصل بين الملفين. وعلى الرغم من أن بايدن لم يشر إلى إيران في خطابه الذي أعلن فيه وقف دعم بلاده للحرب في اليمن إلا مرة واحدة، وذلك في سياق حديثه عن حماية السعودية من الهجمات التي تشنها جهات تسلحها إيران، يُعتقد أنه تعمّد ذلك في خطابه؛ حتى يخفف من مخاوف السعودية في حال عادت إدارته إلى الاتفاق النووي، في الوقت الذي أراد فيه أن يضع ضغوطًا عليها لتخفيف حدّة التوترات مع إيران في المنطقة، وتحديدًا في اليمن، حتى تتمكّن إدارته من فتح باب التفاوض مع طهران على شروط عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.

للاطلاع على الدراسة اضغط هنا

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص