أهم الأخبار

أطفال التوحد.. منسيون يعانون بصمت

2021-04-03 الساعة 04:16م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

بيدين مرتعشتين وملامح شاحبة مليئة بالتعب، تحكي الأم الأربعينية "نعمة" كيف كانت تحمل طفلها ذا الثلاثة أعوام وتطوف به مختلف مشافي المدينة، بحثاً عن علاج يخلص ولدها من دائِه العصي على التفسير.

 

استمرت معاناة الأم حتى وصل بها الأمر للذهاب إلى أحد المشائخ حينما ساورها الشك بأن الجن قد سكنوا جسد الطفل، لكن محاولاتها في خلاص ولدها من محنته، قد أحنت كاهلها وأضعفت همتها في الحياة، دون شفاء طفلها في ذلك الوقت.

 

ألقت الحرب بظلالها على حياة الأم وأطفالها فضلاً عن الظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد، وأصبحت والدة أحمد وحيدة في مواجهة متطلبات الأسرة، لاسيما بعد فقدان زوجها للعمل وإصابته بمرض الفشل الكلوي، لتزداد معاناتها إلى جانب الاعتناء بطفلها أحمد وإخوانه الذين أصبحوا بلا عائل.

 

في حديثها لـ" المصدر أونلاين" تصف والدة أحمد حالة طفلها قائلة:"بدأت أرى طفلي يقوم بحركات غريبة، لا ينام ولا يهدأ، وكانت حركته مُفرطة حتى أنه لا يرتدي الملابس".

وتضيف الأم قائلة:"ذهبنا به كل المستشفيات لكنهم لم يعرفوا طبيعة المرض، واستمر على حاله إلى أن لقيتٌ إحدى الأمهات التي أوصتني بمركز الأمل للتوحد" مضيفة أن عمره الآن عشر سنوات، ومنذ عامين وأحمد في مركز الأمل للتوحد يتلقى التدريب في المركز.

الحرب تضاعف من معاناة مرضى التوحد

 

يوجد مركز وحيد في مدينة تعز لاستقبال حالات التوحد من الأطفال، وهو مركز الأمل الذي تجاوز العديد من التحديات التي أحدثتها الحرب، واستطاع أن يدمج عدداً من الطلاب الذين خضعوا للبرامج التأهيلية وإلحاقهم بالمدارس، بعد أن تحسنت سلوكياتهم الحياتية بفعل التدريبات التي خضعوا لها، وهناك أكثر من 10 طلاب تم دمجهم مؤخرا مع أقرانهم في المدارس كما تؤكد ذلك "أمل السقاف" مديرة مركز الأمل للتوحد.

وتتابع حديثها لـ" المصدرأونلاين قائلة:" أطفال التوحد يفتقدون للأجواء التي يعيشها الطفل الطبيعي، وقد كان للمبادرات والمنظمات دور كبير في توفير بعض الأدوات التعليمية والألعاب الترفيهية وتعريف المجتمع بهذه الفئة". مشيرة إلى أن المركز يعمل جاهدا لمساعدة الأطفال على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب الحرب.

 

وفقا للقائمين على المركز، يخضع 60 من الأطفال المصابين بالتوحد لبرامج تعديل السلوك وتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية وكذلك القدرات العقلية وتطويرها، بالإضافة إلى تعليمهم المهارات الحركية والاستثارة الحسية والتخاطب، فضلا عن وجود 40 ممن تتجاوزت أعمارهم سن الثامن عشرة يستفيدون من باقي الخدمات خارج إطار التعليم داخل المركز.

 

مركز الأمل ..قارب النجاة الأخير

تأسس مركز الأمل في عام 2007، بشكل بسيط للغاية كما تقول أمل السقاف مديرة المركز، وتطور تدريجياً إلى أن أصبح يضم حوالي81 طفل وطفلة من مرضى التوحد، إلا أن ذلك العدد تقلص مع نقص الإمكانيات وضيق المكان الأمر الذي دفع المركز لاستقبال عدداً أقل مما كان عليه في السابق.

في ذات السياق تشكو "السقاف" من عدم توفر الوسائل التعليمية ووسائل المواصلات للمركز قائلة:"النفقات قليلة جدا، أيضا لا نملك وسائل مواصلات للأطفال والمعلمين، بالإضافة إلى أن ظروفهم المعيشية متردية، وكذلك المعلمات شبه متطوعات، يتقاضين 19 الف بالشهر لكنها تُصرف كل ثلاثة أشهر وأحيانا تزيد تلك المدة".

 

تؤكد أمل السقاف في حديثها لـ" المصدر أونلاين" بوجود صعوبات كثيرة تواجه المركز، كان آخرها توقف معظم النفقات التشغيلية من قبل الجهة الوحيدة الداعمة للمركز والمتمثلة بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين في صنعاء، وبقاء النفقات الأساسية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص