2021-07-17 الساعة 05:51م (يمن سكاي - )
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، إن "الهم الأكبر لكل اليمنيين هو موضوع العملة، والانهيار الكبير وغير المسبوق الذي يؤثر على حياة كل اليمنيين ويؤثر على القدرة الشرائية ويفاقم من حدة الوضع الإنساني".
وأضاف في لقاء تلفزيوني مع قناة "الشرق"، إن "اقتصاد الحرب ينشأ في مساحات أو على حساب الدولة وسلطاتها، لذلك كان من المؤمل بعد اتفاق الرياض أن يتيح هذا التوافق السياسي ليشارك الجميع في إجراءات أكثر حزماً لسلطات الدولة في عدن وبقية المحافظات بشكل أو بآخر".
وتابع: "هذه المساحات نشأت لتقوض من مؤسسات الدولة (...) وهناك من يريد إعاقة عمل الحكومة لاستعادة كل قوى وسلطات الدولة وقوة مؤسساتها، هناك ممانعة من هذه الشبكات، اقتصاد الحرب دائماً يمانع ويعرقل أي إجراءات لإصلاحات حقيقية".
وأكد رئيس الوزراء أن "التذرع بموضوع الفساد ليس سبباً لعدم مساعدة اليمنيين، لأن هناك إجراءات وحوكمة تساعد على العمل بشفافية"، وقال إن "لدينا إشكالية الآن في تدهور سعر العملة وفي إجراءات اقتصادية، نحن على استعداد أن نعمل بشفافية مطلقة مع المجتمع الدولي والأشقاء والأصدقاء في ذلك".
وأوضح أن الاقتصاد اليمني بحاجة إلى مليار ونصف المليار "لتوفير غطاء من العملة الأجنبية حتى نستعيد دورة زيادة الإيرادات، النفط والغاز في وضع بسيط، إنتاجنا منه يشكل إنتاجاً بسيطاً، ونعمل على زيادة هذا الإنتاج، هذا ما نحتاج سنوياً".
وبشأن اتفاق الرياض، قال رئيس الوزراء إنه حافظ على توحد الحكومة رغم كل الظروف، مضيفاَ "اتفاق الرياض نص على تمثيل كل القوى السياسية في سلطات الدولة والشراكة، الشراكة التي هي تحمل المسؤولية وليست تقاسم مساحات نفوذ أو تقاسم سلطات الدولة، سلطات الدولة تبقى بيد الدولة، إذن هذا التمثيل وهذه الشراكة هي لتقوية الدولة وسلطاتها".
وأشار إلى أهمية الحوار السياسي "لاستكمال اتفاق الرياض بكل جوانبه الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، الحكومة هي حجر زاوية وحافظنا على توحد هذه الحكومة".
وأكد رفضه ، أن يكون التمثيل والشراكة في الحكومة "مسوغاً للاستيلاء على مؤسسات الدولة أو تطبيع بعض هذه التجاوزات".
وخاطب رئيس الوزراء "جميع القوى السياسية في عدن وبقية المحافظات، ما لم تتمكن الحكومة من إدارة الشأن العام بكل تفاصيله لن يكون هناك تقدم في اتفاق الرياض".
وفي رده على سؤال عما إذا كانت الحكومة مكبلة، قال الدكتور معين، إن الحكومة "ليست مساحة لتقاسم السلطات أو النفوذ أو لتكريس أمر واقع في مكان ما، هناك قوانين ونظم ولوائح نتفق عليها، لدينا وضع خاص تشكّل، الحكومة تنظم وترتب هذه الأمور لكن الحكومة هي الأساس الآن في هذا الموضوع ومهم أن يتم استكمال ذلك، ومهم أن تشارك القوى السياسية ليس فقط في الحكومة، هناك مسؤولية على الجميع في ذلك".
ونصح رئيس الوزراء المبعوث الأممي الجديد لليمن، بأن "سياسة الاسترضاء مع الحوثيين لن تنفع، ومهم أن يقرر اليمنيون ما الذي يريدونه على الطاولة، لن تُفرَض على اليمنيين أي حلول، مهم أن يضغط المجتمع الدولي مع المبعوث الأممي على الجميع ليكونوا على طاولة واحدة وأن يقرر اليمنيون مصيرهم، هذا هو دور المبعوث الأممي وهذا ما سندعمه به".
وأشار إلى إدراك الأمريكان لعنت الحوثيين بعد كل ما قدموه على الطاولة، مضيفاً "لذلك بدأت الإدارة الأمريكية الآن باتخاذ مسار من العقوبات موجه على شبكات مالية للحوثيين، والآن أصبح واضحاً حديث المبعوث الأمريكي عن عرقلة الحوثيين لكل فرص السلام".
وانتقد المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، وقال إنه كان بإمكانه "أن يطرح ما هو السبب الرئيس حتى لا يجلس اليمنيون على طاولة واحدة، إسماعيل ولد الشيخ طرح ذلك في آخر إحاطة له كمبعوث بشكل واضح وصريح".
وجدد معين عبدالملك وصف الحوثيين بأنهم "ورقة إيرانية بامتياز"، وقال " لدينا الإشكالية الرئيسة أن الحوثي ورقة إيرانية وللأسف يقبل أن يعبث بمستقبل بلد بحجم اليمن بإمكاناته وتاريخه وقدراته بحيث تبقى جماعة مسلحة تعمل على تهديد الأمن في المنطقة والملاحة في البحر الأحمر وعلى تهديد جيرانها وأن تكون ورقة في يد إيران".
وشدد في ختام الحوار على أهمية أن يحافظ "أشقاؤنا (السعودية) على اليمن وأن يعود آمناً ومستقراً، الاستقرار أولاً ثم تأتي كل التفاصيل الأخرى".