أهم الأخبار

"الأضحية" حلم بعيد المنال لغالبية اليمنيين.. ارتفاع قياسي في أسعار المواشي مع اقتراب عيد الأضحى

2022-07-04 الساعة 02:35م (يمن سكاي - )

ضرب "محمد السيد" قبضة يده اليمنى على طاولة خشبية بسوق المواشي الرئيسي في مديرية دار سعد شمالي مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد بعدما فشل في شراء الأضحية بالسعر الذي كان يرجوه.

 

 

وقفزت أسعار الأضاحي بشكل لافت في اليوم الأول من شهر "ذي الحجة" والذي تبدأ معه الاستعدادات للعيد، وهو ما يخلق أعباء إضافية على الأهالي الذين يواجهون بالتزامن أزمات تردي خدمات الكهرباء والمياه وتدني مرتبات المتقاعدين المدنيين إضافة إلى انقطاع مرتبات منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وعدم استقرارها للعام السابع على التوالي.

 

 

ومع الإرتفاع البالغ في أسعار الأضاحي تبدو مهمة ملايين اليمنيين من ذوي الدخل المحدود صعبة في العثور على أضحية مناسبة ما يجعل السكان يتجاهلون مواصفات الأضحية التي كانوا يتحرونها حسب تعاليم الإسلام ويتجهون لشراء مواشي صغيرة تتناسب وقدراتهم المادية، ومع ذلك فإن الغالبية ليس لديهم القدرة على شراء مواشي، من أي نوع، للذبح في العيد.

 

 

 

الأضاحي.. أسعار قياسية وفقاً للحجم والنوع

 

في سوق المواشي الواقع في منطقة اللحوم التابعة لمديرية دار سعد يعرض المئات من التجار والبائعين بضاعتهم من الأغنام والضان في الوقت الذي يشهد فيها السوق وهو أكبر اسواق المواشي في محافظات جنوبي البلاد إقبالا لافتًا منذ مطلع الشهر الجاري.

 

وحتى الـ30 من ذي القعدة الذي صادف الـ29 من يونيو الفائت كانت أسعار الأضاحي تقف عند مستوى ثابت نسبيًا إذ تمكن الكثير من شراء الأضاحي بأسعار مقبولة تترواح مابين الـ60 إلى 80 ألف ريال للمواشي صغيرة الحجم و100 إلى 140 ألف ريال للأضاحي التي قد تنطبق عليها مواصفات "الأضحية" ويتصاعد السعر وفقا لحجم الأضحية والمنطقة التي جاءت منها.

 

 

ويقول مواطنون وبائعي الاغنام ان من بين المميزات التي ترفع أسعار الاضاحي المناطق التي قدمت منها نتيجة المراعي التي تتغذى عليها، إذ تحتل المواشي في المناطق الجبلية والسهول في محافظات أبين ولحج وتعز المرتبة الأولى تليها مناطق تهامة فيما يتراجع الطلب على الأضاحي القادمة من المناطق الساحلية لاسيما في الصبيحة والساحل الغربي.

 

ويعزف الكثير عن شراء الأضاحي القادمة من المناطق الحضرية نتيجة تخوفهم من تغذي الأغنام فيها على القمامة والمخلفات المرمية في الشوارع بالمقارنة مع الأغنام القادمة من مناطق السهول والجبال حيث توجد المراعي الطبيعية.

 

 

وتأتي الاغنام التي يجلبها التجار اليمنيون من الصومال في المرتبة الثالثة وهي الأقل طلباً رغم انخفاض سعرها لكن مع الارتفاع الشديد في أسعار الأضاحي فإن الأغنام البربرية تصل أسعارها لما يقارب الـ100 إلى 130 ألف ريال وأكثر وهو السعر الطبيعي للأغنام البلدي قبيل الأرتفاع الأخير.

 

والآن مع دخول العشر الأوائل من ذو الحجة يجد الأهالي في مدينة عدن أنفسهم في مواجهة أخرى مع الغلاء الشديد الذي طرأ على أغلب الإحتياجات الضروية الشهرية والسنوية على حد سواء.

 

 

وبلغت أسعار الاضاحي الكبيرة مابين الـ200 إلى 250 ألف ريال وصولًا إلى 300 ألف ريال وهو ما يعادل أربعة إلى خمسة أضعاف مرتبات موظفي القطاع المدني والعسكري متدنيي الأجور ( 30-50 ألف ريال) والضعف والضعفين وربع لمرتبات متوسطي الدخل (70- 120) الأمر الذي يعقد من فرص العائلات الكبيرة ميسورة الحال في الحصول على أضحية مناسبة.

 

وفي السابق كانت أسعار الأضاحي الأكبر حجمًا تبلغ 100 إلى 180 ألف ريال حتى منتصف شهر ذو القعدة قبل أن تقفز أسعارها مع دخول شهر "ذو الحجة"، ومع أن هذه الأسعار تشكل رقما كبيرًا للعائلات ذات الدخل المحدود والمتوسط لكنه كان في المتناول بعض الشيء.

 

 

 

وينشر المصدر أونلاين هذه الأرقام لأسعار الأضاحي من تجار وبائعين ومواطنين ومصادر مطلعة على حركة بيع المواشي في سوق اللحوم بمديرية دار سعد شمالي عدن، مع الإشارة إلى إن الأضاحي بمختلف الأحجام تتداخل فيما بينها بالأسعار.

 

 

ووفق لغة الأرقام فإن الكثير من متقاعدي القطاعين المدني والعسكري متدنيي ومتوسطي الدخل لديهم ابناء موظفين في مؤسسات حكومية وخاصة وهو ما يساعد ابائهم في شراء الأضاحي لكن بالمقابل فإن الكثير من الابناء يعيشون في مساكن منفصلة عن ابائهم ويملكون عائلات صغيرة الأمر الذي يكشف كيف ان الآلاف من المتقاعدين يعيشون ظروفا مادية صعبة في ظل عدم كفاية مرتباتهم لتغطية الإحتياجات الشهرية لعائلاتهم والسنوية.

 

 

وفي الحالة العامة يبدو شراء الأضحية بالنسبة للعائلات التي تعيش على راتب واحد أمرًا من الترف إذ يغطي الراتب بالكاد مصاريف المنزل والمواد الغذائية، ويكون المشهد أكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بالعائلات التي تملك معيل واحد وفي نفس الوقت تسكن في أحد بيوت الإيجار.

 

وفي الأعوام السابقة كانت الحالات المشار إليها من المواطنين تعاني لكنها في نفس الوقت تستطيع تأمين شراء الأضحية مع التكلف والآن تعاني هذه الأسر لتأمين الغذاء مع التكلف مرتين.

 

 

وكانت أسعار الأضاحي تترواح خلال الأعوام 2010 إلى 2015 بين الـ40 للأضاحي الأصغر حجمًا إلى 80 للأضاحي الأكبر مع الإشارة إلى ان أسعار الأضاحي تسجل ارتفاعا كل عام بشكل تصاعدي للأعلى منذ مابعد حرب العام 2015.

 

وفي أعلى مؤشر لارتفاع أسعار الأضاحي بيعت بعض رؤوس الأغنام بمبالغ تترواح بين الـ250 إلى 300 ألف ريال في سوق اللحوم في دار سعد بمدينة عدن وسوق المواشي في مديرية لودر ثاني كبرى مدن محافظة أبين.

 

ويفاوض التجار وبائعي الأضاحي المواطنين بأسعار كبيرة في العشر الأوائل من ذي الحجة تحت مبرر ارتفاع أسعار الصرف وتكاليف النقل والغذاء للمواشي لكن متابعين لحركة بيع وشراء المواشي يقولون ان التجار يلحظون تزايد الطلب على الأضاحي في العشر الأوائل من ذي الحجة وصرف مرتبات القطاعين العسكري والمدني وهو ما يدفعهم لوضع سقف مرتفع للأسعار.

 

 

وحسب حديث المتسوقين فإنهم يفضلون شراء الضان نتيجة سرعة طباخة اللحم فيه وإمكانية شراء صغار السن من الضان بأسعار أقل نتيجة جواز الأضحية بعمر6 أشهر للضان، بخلاف الماعز المحدد الأضحية فيه بعمر سنة كاملة إضافة إلى غلاء أسعار الماعز لاسيما" التيوس" وهي الذكر الكبير من الماعز.

 

لكن هذه الخيارات لا تبدو متاحة بشكل جيد أمام الكثير من المواطنين وفقًا لعدم استقرار السوق فيما يخص تحديد أسعار الأضاحي مقارنة بأعمارها وأنواعها فيما يبحث المواطنين عن السعر الأنسب وعندما يجدون مبتغاهم لايفكرون في جودة الأضحية ونوعها بالقدر الذي يفكرون في أنهم نجحوا في ضمان تطبيق هذه السنة التي يشرع المسلمون في تطبيقها في العاشر من شهر ذي الحجة كل عام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص