2022-09-19 الساعة 12:24ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
قبل إعدامه الى جانب ثمانية آخرين، بشهرين وعشرة أيام من قبل سلطة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، كتب الضحية القاصر "عبد العزيز الأسود" رسالة تحت عنوان "مُر السجون" يروي فيها جزء من معاناته ورفاقه في سجون الميليشيا.
نص الرسالة نشرها المحامي "عبدالمجيد صبره"، اليوم الأحد، على صفحته بـ"فيسبوك" وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لمذبحة الميليشيا بحق تسعة أشخاص من أبناء الحديدة، التي ارتكبتها في ال 18 من شهر سبتمبر 2021م في ميدان التحرير بصنعاء، بعد أن لفقت لهم تهم التخابر مع العدوان والتخطيط لقتل القيادي بالجماعة صالح الصّمّاد.
ويقول صبرة إن الشهيد "الأسود" كتب هذه الرسالة "أثناء اعتقاله ومحاكمته مع بقية الضحايا في قضية اغتيال (الصماد) والتي تمكن من إخراجها من معتقله بصعوبة ذلك المعتقل الذي لا زلنا نجهله ولم يعرف أقارب الضحايا مكانه حتى يومنا هذا الموافق 18 سبتمبر 2022م".
وأضاف صبرة: "لقد سطر عبد العزيز الأسود في هذه الكلمات بعض المعاناة التي لاقوها في معتقلهم وقد كتبها بعد صدور حكمي الإعدام الابتدائي والاستئنافي من المحكمة الجزائية المتخصصة بالحديدة وقبل تنفيذ حكم الإعدام بشهرين وعشرة أيام تحديدا في تأريخ (10/7/2021م). – نص الرسالة في الأسفل-
وكانت ميليشيا الحوثي قد أعدمت الشاب "عبدالعزيز الأسود"، الى جانب 8 مختطفين من أبناء محافظة الحديدة، بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري والتعذيب والمحاكمات الصورية بزعم مشاركتهم مع ترامب وزعماء عرب وأجانب في خلية تصفية "صالح الصماد"، الذي قتل في غارة جوية شنها طيران التحالف على سيارته بالحديدة في أبريل عام 2018م.
"الأسود"، قبل إعدامه من قبل الحوثيين كان قد أصيب بشلل نصفي جراء التعذيب الوحشي في سجون الميليشيا، كما فقد القدرة على الحركة والتوازن والمشي.
وأظهرت صور تداولها نشطاء على وسائل التواصل من ساحة الإعدام بميدان التحرير في صنعاء، للقاصر "عبدالعزيز الأسود"، وهو مسنود بأحد عناصر الميليشيا، كي يقوى على الوقوف مع رفاقه الذين شملهم حكم الإعدام الحوثي بقضية مقتل "الصماد".
وبعد ساعات من إعدامه في مذبحة التحرير الحوثية، تحولت صور الشاب "الأسود ورفاقه الى أيقونات على شبكة التواصل الاجتماعي، وتصدرت العديد من وسائل الإعلام المختلفة المحلية والعربية والدولية.
مُر السجون لترى سباع الظلم قد كشرت انيابها تنهش العدل كالكلاب الضارية لا عقل يحكمها ولا قلب يزجرها فهي تمزق وتحرق وترمي وتطلق تحطم مقامه وتجمع ركامه لتملك البلاد وتثبت الاوتاد فتذروا رماده في جوف البحار العميقة وفوق الجبال الشهيقة لتدمدم ذكره وتكتم سره.
مُر السجون لترى خيول الظلم وفرسان الحكم تصول وتجول فوق ركام الأبدان وكرامة الانسان التي قد مزقتها حوافر الظلم وسياط الكبر وفتتها محاكم التسلط وأبلتها السجون المظلمة والمعتقلات المبهمة.
مُر السجون لتسمع أصوات المظالم وهي تتعالى مدوية كرعد السماء ونغم العزاء وتسمع صيحات الأبرياء وأها هات الأتقياء وترى أشرار البرية وأرادي الردية من كل حدب ينسلون ومن كل فج يهرولون لترى أدناهم وكلهم دني وتسمع اشقاهم وكلهم شقي يصرخ وينعق كلام الحقيد وينعق الحمير.
مُر السجون لترى نسور المحاكم وجيش الغنائم تتهاوى من أعلى الى أسفل ومن أسفل الى أعلى كأسماك البحار وكلام الفجار تأوي الى الأبرياء لتنهش جسمهم وتمحوا ذكرهم وترى أراذل يأجوج ومأجوج وفرعون ونمرود عن العدل يمرقون والى الظلم يتسابقون كلهيم الضمئاء والبهائم الجوئاء؛ عن الحق يعرضون وللظلم يتولون.
مُر السجون لترى الجلود الممزقة والاجسام المعلقة وتسمع صوت الالم يسمع داخل القضبان ويتردد داخل الحيطان كزئير شبل غريق وطفل رضيع وكهل وجيع لترى كيف الظلم هنا ظلمات بعضها فوق بعض الظلم يغشاها والعدل يخفاها
مُر السجون لترى كيف السجون والمحاكم بعضها من بعض ذاك ظلم وذاك ظلام وذاك محرم وذاك حرام كلاهما جسر ممدود ونارا وأخدود، إخوان وتوئمان كالشارع الواحد يربط بعضه بعضاً وكلاً يروي الأخر.
مُر السجون لترى ملائكة الرحمة وهي تتهاوى الى الأرض كالغيث المنهمر لتصعد بالأرواح التي قضى عليها الظلم وبغى عليها الحكم فهي بالية الأبدان وخاوية الأجسام أبلاها ظلم الظالمون وحكم الحاكمون ذنبها الايمان وجرمها الاسلام وترى الملائكة طهر القلوب والأبدان خالية الذنوب والأوزار تصعد بتلك الأرواح الطاهرة داعية المهيمن عفوا وغفراناً ورضاً وجناناً.
مُر السجون لتعلم النعيم الذي أنت فيه والظلم الذي يخفيه لترى عجب العجاب وشر الصعاب.