2023-10-21 الساعة 08:00م (يمن سكاي - )
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم السبت، ارتفاع ضحايا الهجمات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وفي الضفة الغربية إلى نحو 20 ألف شهيد وجريح، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الجاري.
وقالت الوزارة في أحدث بياناتها، اطلع المصدر أونلاين على مضمونها، إنه وحتى الساعة 12:00 مساءً، ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة، إلى 4473 شهيدا و14 ألف جريح، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال والمسنين جلهم من الأطفال والنساء.
وأضافت الوزارة: أن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية، ارتفعت إلى 84 شهيدا وأكثر من 1400 جريح.
ولليوم الخامس عشر على التوالي، يواصل العدوان الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة على قطاع غزة، بشن عشرات الغارات الجوية على الأحياء المدنية في القطاع وسط استعدادات لهجوم بري محتمل، فيما تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.
وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، وتقصفه بضربات جوية لم يسبق لها مثيل في الشدة والكثافة، بينما تحشد المزيد من القوات والدبابات الإسرائيلية على حدود القطاع استعدادا لهجوم بري يباركه الغرب المنحاز دائما للاحتلال.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تحكم غزة، بعد أن عبر مقاتلوها السياج المحيط بالقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وقتلوا 1300 إسرائيلي، لكن هجماتها تستهدف بشكل أساسي البنية التحية المدنية في القطاع، ويسقط فيها المدنيون بين قتيل وجريح، إضافة إلى محاولاتها المستميتة لتشريد الفلسطينيين مجددا.
وتواصل حركات المقاومة الفلسطينية، إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، في حين فشل مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، في تبني مشروع قرار روسي يطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ودخلت اليوم السبت، أولى الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة قادمة من مصر، وذلك بعد قصف إسرائيلي مكثف خلال الليل.
ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم، إن 15 شاحنة من أصل 20 عبرت إلى غزة عبر الحدود شديدة التأمين بعد أن فتشها الهلال الأحمر الفلسطيني، وأضافوا أن الشاحنات كانت تستعد للتوجه إلى الأشخاص الذين سيستفيدون منها في المناطق السكنية وذلك بعد أيام من المشاحنات الدبلوماسية بشأن شروط تسليم المساعدات.
لكن هذه المساعدات لن تمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب في غزة حيث أدى "الحصار الشامل" الذي تفرضه إسرائيل إلى نفاد الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود لسكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فيما تقول الأمم المتحدة إن الوضع ينذر بكارثة إنسانية.
وقالت الأمم المتحدة إن القافلة تحمل إمدادات منقذة للحياة سيتولى الهلال الأحمر الفلسطيني تسلمها وتوزيعها. وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة إن القافلة تحمل إمدادات طبية وكميات محدودة من المواد الغذائية وليس وقودا.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن نقص الوقود يعرض حياة المرضى للخطر، ومنهم الأشخاص الذين أصيبوا جراء الغارات الجوية. وتوقف 14 مركزا طبيا عن العمل بالفعل بسبب نقص الوقود.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة يوميا لتوفير الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة، وإن أي إدخال للمساعدات يجب أن يكون مستمرا، وعلى نطاق واسع وهو أمر صعب حدوثه الآن بسبب القصف الإسرائيلي المدمر للقطاع ليلا ونهارا.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان، إن شاحنات المساعدات المتوقع وصولها "لن تستطيع تغيير الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة".
وبث التلفاز المصري في وقت سابق يوم السبت على الهواء مباشرة لقطات أظهرت فتح معبر رفح إلى قطاع غزة، والذي قال مكتب الإعلام الحكومة في غزة إنه من المتوقع أن تمر من خلاله 20 شاحنة على الأقل محملة بالمساعدات.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة ستذهب فقط إلى المناطق الجنوبية من القطاع، وهي المناطق التي حثت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين على الاتجاه إليها لتجنب القتال الدائر مع حركة حماس.
وفي مؤتمر صحفي نقله التلفزيون، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري إن شحنات المساعدات لن تشمل الوقود.
وأضاف: أن أحدث المعلومات تشير إلى أن عدد الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 210.
في سياق متصل، أدان الزعماء العرب، القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على قطاع غزة وطالبوا بتجديد الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط لإنهاء دائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك خلال تجمع لزعماء غربيين وآخرين.
وجاء ذلك في حديثهم خلال اجتماع رُتب له على عجل تحت عنوان قمة القاهرة للسلام بحضور زعماء ووزراء خارجية من أوروبا وأفريقيا وغيرهما. لكن مسؤولا كبيرا بالاتحاد الأوروبي قال في وقت مبكر إن من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى إعلان مشترك نظرا لوجود "خلافات" بين المشاركين.
وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأمريكي في مصر، وذلك في ظل احتدام الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وندد العاهل الأردني الملك عبد الله بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع، وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال "الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف "على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم... رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم.
وقال للقمة "لن نرحل.. لن نرحل".
ويحاول اجتماع القاهرة إيجاد سبل لتفادي نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا. لكن ثلاثة دبلوماسيين قالوا إن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ومع غياب بعض الزعماء الغربيين الرئيسيين، فإن التوقعات فاترة بشأن ما يمكن أن تحققه القمة. ولم يحضر المستشار الألماني أولاف شولتس ولا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ولا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتنعقد القمة في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على غزة. وقُتل أكثر من 4100 فلسطيني في الهجمات التي شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وعبرت الدول العربية عن غضبها من قصف إسرائيل غير المسبوق لغزة وحصار القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص والذي يعد أحد أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن بلاده تعارض ما أسماه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وأضاف "تقول لكم مصر... إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".
وقال الملك عبد الله إن التهجير القسري "جريمة حرب وفقا للقانون الدولي وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا".
وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء، حيث واجهت تمردا إسلاميا بلغ ذروته بعد 2013 وتم قمعه حاليا إلى حد كبير.
ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجددا أو إكراههم على ترك منازلهم بشكل جماعي مثلما حدث في النكبة عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
ويخشى الأردن الذي يأوي عددا ضخما من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم من أن اتساع دائرة الصراع ستمنح إسرائيل الفرصة لتنفيذ سياسة النقل لطرد الفلسطينيين جماعيا من الضفة الغربية.