2023-10-21 الساعة 11:42م (يمن سكاي - )
يسود في اليمن ترقب واسع لمجريات الأحداث المشتعلة في الأراضي الفلسطينية والمواقف الغربية العدائية المتشدد المساندة للاحتلال الإسرائيل والتي قد تنعكس على إحداث تغيير في السياسة التمويلية للمانحين والمؤسسات والصناديق التمويلية الدولية، فضلاً عن اضطراب الأوضاع في ممرات الملاحة التجارية الدولية.
ويؤكد خبراء أن التأثير قد يشمل التأمين البحري على السفن التجارية والممرات المائية في الوقت الذي كان اليمن فيه يبذل جهودا كبيرة لتخفيض رسوم وتكاليف التأمين البحري على السفن التجارية القادمة إلى الموانئ اليمينية، واستكمال كافة الدراسات وتقييم المخاطر من قبل الخبراء الذين انتدبهم البرنامج الإنمائي للنقل البحري إلى اليمن في إطار الاتفاقية المزمع تنفيذها لتخفيض كلفة التأمين البحري التي ارتفعت إلى 16 ضعفاً جراء الحرب في البلاد.
في المقابل، هناك ترقب واسع في اليمن من تطور الأحداث التي تعصف بالمنطقة وانعكاسها على الممرات المائية الخاصة بالملاحة التجارية الدولية في حال استمر النهج العدائي للدول الكبرى الغربية والهجمة الإسرائيلية على غزة وتوجها لإحداث تغيير واسع في فلسطين وخلط الأوراق في المنطقة بشكل عام.
الباحث الاقتصادي مراد منصور، يرى في حديثة لـ"العربي الجديد"، أن جزءا من الصراع الدائر خلال الفترة الماضية في اليمن على الممرات المائية للبلاد التي كانت محل تركيز كبير من الدول الغربية لتأمين التجارة الدولة عبر مضيق باب المندب.
لذا يعتقد منصور أنه في حال استمرت الأوضاع بالتدهور بهذه الطريقة المتسارعة وعملية الفرز الدولية والنهج العدائي من ليس معي فهو ضدي، وترقب جماعات ما يعرف بمحور المقاومة ومنهم جماعة الحوثيين في اليمن.
والتي قد يتوقع حشرها بحسب منصور في زاوية العداء والمواجهة، بالأخص مع ارتفاع الغضب الشعبي العربي في هذه الدول تجاه ما يجري في فلسطين، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على الأوضاع الاقتصادية والممرات المائية الخاصة بالتجارة الدولية.
ويعد مضيق باب المندب من أهم المواقع السيادة اليمنية والذي يمر عبره حوالى 6.2 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمشتقات النفطية، إضافة إلى أكثر من 30% من التجارة العالمية للغاز الطبيعي ناهيك عن أكثر من 10% من إجمالي التجارة العالمية تمر عبر هذا المضيق الذي تشرف عليه اليمن.
وفي الشأن اليمني الاقتصادي الداخلي، يقول الخبير ياسين القاضي يقول لـ"العربي الجديد"، إن الدول الغربية الكبرى أظهرت في الأحداث الأخيرة نهجاً عدائياً واسعاً وغير مسبوق بما قد ينعكس على تغير في سياستها على كافة المستويات.
وقد يشمل هذا التغير، وفق القاضي، الجانب الاقتصادي والتمويلي في دعم برامج التنمية والمساعدات الإنسانية للدول النامية والفقيرة كاليمن، خصوصاً أن أغلبها يعد من أهم الدول التي ترتبط بعلاقة اقتصادية استراتيجية مع اليمن ومن كبار الدول المانحة للبلاد مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا الذي يعاني من أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم بحسب تصنيف الأمم المتحدة.
لكنه في المقابل، يوضح أن هذه الدول ترتبط بمصالح اقتصادية استراتيجية مع اليمن ولا تقدم أي مساعدات بصورة مباشرة لمواجهة الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
بل هناك مصالح كبيرة تربطها باليمن فهي من أكثر الدول التي تسيطر على قطاع النفط والغاز في اليمن بالأخص الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وتستثمر في الحقول النفطية اليمنية، واستثمار فرنسا واستغلالها لمشروع الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر أكبر مشروع اقتصادي في البلاد التي لا تستفيد بصورة مثلى من ثرواتها الطبيعية والنفطية والغازية.
وطالبت الحكومة اليمنية خلال مشاركتها في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في مدينة مراكش المغربية؛ بنهج جديد من المانحين وشركائها في التنمية ومجموعة البنك الدولي لتعبئة القطاع الخاص لمعالجة أزمتي الغذاء والطاقة.
وأكدت أهمية توسيع نطاق التدخلات الدولية في اليمن من خلال نهج شامل يتصدى للتحديات الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
كما دعت الحكومة اليمنية عبر مندوب اليمن الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف إلى ضرورة زيادة التمويل المقدم للبرامج الإنسانية والتنموية في ظل تدهور الأوضاع التي تمر بها البلاد حيث يعاني 88% من اليمنيين من أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة.
وفي هذا الإطار، يشرح المحلل الاقتصادي فضل الغيثي لـ"العربي الجديد" أن هذه الدول التي تعد من كبار الممولين لمؤسسات وصناديق التمويلات النقدية كالبنك وصندوق النقد الدوليين، وفي دعم برامج وخطط الأمم المتحدة في الدول الفقيرة التي تعاني من تبعات وكوارث الأزمات الاقتصادية والإنسانية.
وتأثرت هذه البرامج بشكل كبير بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا والتي أدت إلى هز اقتصادها مما جعلها تهرب من هذه الوضعية الاستنزافية باتجاه إسرائيل والإعلان عن دعمها الواسع لها والذي يحدث لأول مرة بهذا النهج العدائي.