أهم الأخبار

منظمة: وفاة المختطف السابق "عرجال" تؤكد استمرار حالة التعذيب الوحشي الذي تمارسه جماعة الحوثي ضد المدنيين

2024-02-26 الساعة 10:47م

قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات إن وفاة المختطف السابق "جميل نعمان عرجال"18 عاما داخل أحد مستشفيات تعز، بسبب تدهور حالته الصحية نتيجة للتعذيب القاسي الذي تعرض له على يد جماعة الحوثي داخل أحد سجونها السرية في الحوبان لمدة 7 أشهر، تؤكد استمرار حالة التعذيب الوحشي الذي تمارسه الجماعة ضد المدنيين.

 

وقال رئيس المنظمة توفيق الحميدي: " إن الصور المروعة لجثة عرجال التي تغطيها الجروح، رسالة قوية للمجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود من أجل وقف لتعذيب في سجون جماعة الحوثي، فقضية عرجال تؤكد استمرار حالة التعذيب الوحشي الذي تمارسه جماعة الحوثي ضد المدنيين، وتفضح احتقار الجماعة لحقوق الإنسان وسيادة القانون، فالشاب "جميل نعمان عرجال" اعتقل بمجرد الشبهة، وأصبح فجأة ضحية لرفضه العمل لصالح جماعة الحوثي، وغيره كثير من اليمنيين الذين تعرضوا لتعذيب وحشي، بعضهم أدى التعذيب إلى وفاتهم في المحتجزات التابعة للجماعة".

 

وأضاف: "إن ترك هذه الجريمة دون عقاب وعدم التحقيق بمصداقية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدين وتركهم دون محاسبتهم، ينعكس سلبا بمزيد من الانتهاكات ضد المدنيين، ويعطي رسالة أن يد القانون لن تطالهم وسيفلتون من العقاب دون أي مساءلة على هذه الجرائم".

 

وبحسب الشهادة الأولية للضحية التي استمعت لها سام من الصحفي "أشرف المنش"، الذي كان حاضراً بجوار الضحية قبل دخوله غرفة العمليات في مستشفى الثورة بمدينة تعز، "كان الضحية يعمل في جمع علب البلاستيك التي يبيعها ويعتاش منها، وذات يوم ظل يبحث عن علب بلاستيكية ومشى مسافة طويلة في الجهة الشرقية باتجاه منطقة الحوبان، وهي مناطق متداخلة بين قوات الحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي، وعندما وصل الى مدرسة عمار بن ياسر بالقرب من "جولة القصر"، اعتقلته قوات جماعة الحوثي، ولفقوا له تهمة زرع عبوات متفجرة، فحاولوا تجنيده لصالحهم، لزرع عبوات في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، إلا أنه رفض عرضهم، فعذبوه بشكل وحشي وأحرقوه باستخدام الصعق الكهربائي في أجزاء من جسده حتى يدخل في غيبوبة، فكانوا ينتظرون إفاقته ليعيدوا تعذيبه من جديد، ولما تدهورت حالته الصحية، نقلوه بسيارة مسلحة تتبع جماعة الحوثي إلى الجهة الغربية، "منطقة حذران"، وألقوه على قارعة الطريق هو ومجموعة من المحتجزين". يقول الضحية "جميل" للصحفي أشرف "بقية المحتجزين فروا، وأنا بقيت وحيدا، مشيت باتجاه المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية حتى أغمي عليّ". فوجده جنود من اللواء 145 تابع لمحور تعز، وتم اسعافه الى مستشفى الثورة.

 

اطلعت سام على شهادة وفاة للضحية" جميل نعمان"، تحمل رقم تسلسلي "11905" صادرة من مستشفى الثورة بمدينة تعز، تضمنت أن الضحية دخل إلى المستشفى بتاريخ 14 يناير 2024، وتوفي بتاريخ 15 يناير 2024، وأن سبب الوفاة توقف القلب، تواصلت سام مع الدكتور الذي عاين الضحية عند وصوله إلى مستشفى الثورة وقال: "وصلت الجثة إلى الطوارئ وعليها آثار تعذيب شديد، وكان ظاهرا على جسده علامات، مثل علامات الضرب بالأسلاك، وحروق تشبه الحرق بأعقاب السجائر وصعق كهربائي، في أماكن كثيرة من جسده ، يديه ورجليه وظهره ومؤخرته، وتسببت تلك الجروح بالتلوث، وكان يعاني من سوء التغذية منع الجسم يقاوم أي بكتيريا البكتيريا التي أصيب بها بسبب التعذيب اسمها " بكتيريا آكلة اللحوم، هذه البكتيريا تسبب تسمم دموي، فهي تفرز سموم، وهذا الذي أدخله بالصدمة، فكانت اطراف اليد والرجل بدأت تدخل في الغرغرينا بسبب البكتيريا لأنها تعمل تخثرات دموية في الأطراف وتورم. هذا التورم في الأطراف يتسبب بضغط على الشرابين المغذية للأطراف فينقطع الدم فيؤدي إلى موت الجسم، فكان بحاجة إلى تدخلات جراحية. الحالة تسمى "سوماريتز" يعني التهاب الانسجة، وكانت اعضاء الضحية الداخلية قد بدأت تنهار نتيجة تواجد السموم، وكان يجب اجراء العملية، عملية تصفية للأطراف التي دخلت في السوماريتز او الالتهاب، كي نصفيها من الأنسجة الميتة والقيح ونخفف الضغط على الشرايين المغذية للأطراف، فتم اجراء العملية الجراحية. بعد العملية دخل الضحية العناية المركزة لأن وضعه الصحي كان سيئا جداً، وظل يومين وتوفي".

 

الضحية "جميل" بحسب الصحفي " أشرف المنش" ينحدر من محافظة الحديدة، فقد حياته أثناء محاولة الأطباء في مستشفى الثورة بمدينة تعز انقاذه بعد تعرضه للتعذيب المتواصل خلال أشهر اختطافه لدى جماعة الحوثي. وأضاف "أخبرني الطبيب أن قدمه ويده كانت سيئة للغاية بسبب تعفن جراحه وكان من الضروري أن يخضع لعملية جراحية لكنه بعد إدخاله للعمليات لفظ أنفاسه وصعدت روحه للسماء لتبقى شاهدة على توحش الإرهاب الحوثي. أدركت أنه لن يهتم أحد بقصة جميل، فالعالم مشغول بغزوات الحوثي في البحر الأحمر وهجماته ضد السفن في الممر الملاحي، أما الضحايا أمثال جميل وهم بالآلاف لن يشكلوا سوى أرقام في عداد الموتى".

 

وأشارت "سام" إلى ما نشره الإعلامي "أشرف المنش" عبر صفحته على فيسبوك: "يوم حزين، جميل نعمان يحيى عبدالله عرجال، لفظ أنفاسه صباح اليوم في مستشفى الثورة في محافظة تعز بعد 7 أشهر من تعذيبه في سجن سري للحوثيين" وتابع قائلًا : "كنا قد أخذنا إفادته قبل وفاته بيوم واحد، أخبرنا أنه كان يعمل في جمع العلب البلاستيكية في مدينة الحوبان وفي إحدى الأيام ظل يمشي ويجمع العلب حتى اخترق الخطوط الأمامية دون أن يعرف فوصل إلى مدرسة عمار بن ياسر في وادي صالة شرق تعز، فانتبه له الحوثيون وقاموا باعتقاله ولفقوا له تهمة زرع عبوات ناسفة. ظل جميل مخفيا قسرا من يوم اعتقاله وأسرته لا تعلم عنه شيئا وذلك لقرابة 7 أشهر في سجن سري بالقرب من مقر يتخذه الحوثيون مركزا لمحافظة تعز، وهناك تم تعذيبه بشكل وحشي، منها الصعق بالكهرباء وضربه بكابل حديدي، وتم إعدامه وهميا عشرات المرات بضرب الرصاص بجانبه وشنقه، وبعد تدهور صحته في المعتقل قام الحوثيون بنقله بطقم عسكري من السجن السري في الحوبان إلى قرب خطوط النار في منطقة حذران غربي تعز وهناك تم رميه ليشق طريقه بصعوبة باتجاه المناطق المحررة بمدينة تعز قبل أن يغمى عليه ويسقط أرضاً. عثر أفراد في اللواء 145 الذين يتبعون للحكومة اليمنية على الشاب "جميل" مغمى عليه وتم نقله على الفور إلى مستشفى الثورة الحكومي وهناك أدخله الأطباء للعناية المركزة لاجراء عملية جراحية لتعقيم وتطهير الجروح وإزالة السموم والأنسجة التالفة من يده وقدمه، أفاد مصدر أمني بمحافظة تعز لمنظمة سام تلك الرواية بقوله "الذي حصل أن الضحية وجد قريباً من إحدى الجبهات التابعة للواء 145 وتم اخذه الى المستشفى لإسعافه، وفي المستشفى تحدث عما حدث له لإدارة الشرطة، وهو نفس الحديث الذي نشره أحد الإعلاميين على قناة العربية الحدث أيضا، الضحية مخفي منذ فترة لدى جماعة الحوثي، قاموا بتعذيبه قبل إطلاقه. لا تزال جثة الضحية جميل في ثلاجة مستشفى الثورة، لم نستطع الوصول إلى أسرته التي تسكن محافظة الحديدة، ولا تعرف عن مصيره شيئا" مشيرًا إلى أن آخر ما قاله جميل للإعلامي عبر الكاميرا (لا سامح الله الحوثي، عذبونا، ضربونا، اختطفونا، لعنة الله عليهم)، وهذه الكلمات لا زالت ترن في أذني وأتمنى من الكل تداول هذا المنشور للوصول إلى أسرته".

 

تشدد المنظمة على أن ما أورده الإعلامي "المنش" من إفادة حول ظروف اختطاف وتعذيب الشاب "جميل" والتي أدت لوفاته تظهر مدى الوحشية التي يتعامل بها أفراد جماعة الحوثي مع المعتقلين لديهم، مؤكدة في نفس الوقت نفسه على أن هذه ليست الحادثة الأولى التي يفقد فيها أحد المختطفين أو المعتقلين السابقين لدى الجماعة حياته نظير التعذيب المستمر وبأساليب غير إنسانية في ظروف اعتقال غير مقبولة.

 

يواجه العديد من المحتجزين لدى جماعة أنصار الله الحوثية، خطر الاخفاء القسري، والتعذيب. سجلت المنظمة العديد من وقائع التعذيب، بعضها أفضى الى الموت، كوفاة العامل في المجال الإغاثي و الموظف في منظمة أنقذوا الطفولة "هشام الحكيمي" في سجن الأمن والمخابرات الحوثية في 30 أكتوبر 2023.وفي 10 نوفمبر 2023، توفي الشاب عزالدين صالح الحبجي" (28 عاماً) من أبناء منطقة السوادية محافظة البيضاء تحت التعذيب، في سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء بعد سنة وشهرين من الاختطاف، كما توفي المحتجز "محمد احمد وهبان" في زنزانة السجن الحربي التابع للأمن والمخابرات الحوثية بالعاصمة صنعاء، وفي 15 نوفمبر 2023، أبلغت جماعة انصار الله الحوثية أسرة المحتجز لديها "ينوف حسن علي علي البتينه" 26 عاماً، من أبناء ريمة، بوفاته في سجن الأمن والمخابرات التابع لها في صنعاء، عذبته المليشيا حتى الموت في هذا السجن. الضحية ينوف ظل محتجزاً لدى جماعة أنصار الله لما يزيد عن ثلاث سنوات. وفي 27 يناير 2024 توفي المحتجز "الدكتور منصور الشبوطي"، استشاري الجراحة العامة في مستشفى عبدالقادر المتوكل، بعد اعتقاله تعسفياً من قبل جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء لمدة أسبوعين، بدون معرفة سبب الاحتجاز ليظهر قبيل وفاته وهو في حالة صحية سيئة جداً.

 

يحرم القانون اليمني التعذيب بأنواعه سواء كان جسدياً أو نفسياً أو معنوياً، والمعاملة غير الإنسانية سواء عند القبض أو الحجز أو السجن أو التحقيق ونص على كل ذلك صراحة في الفقرة (ب) من المادة (47) من الدستور، كما نص قانون العقوبات رقم (12) لسنة (1994) على عقوبة جريمة التعذيب بعشر سنوات وفقاً للنص م(166) وجعلها من الجرائم الماسة بالوظيفة العامة

 

تدعو منظمة "سام" للحقوق والحريات إلى ضرورة فتح تحقيق محايد في ملابسات وفاة الشاب "جميل عرجال" وتقديم المتورطين من أفراد يتبعون لجماعة الحوثي للمحاكمة العادلة، مؤكدة على أن الجماعة مطالبة بضرورة وقف انتهاكاتها واعتداءاتها الخطيرة بحق المعتقلين والمختطفين لديها داعية إلى ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين لدى الجماعة وضمان تقديم الرعاية الطبية والإنسانية لهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص