2024-05-15 الساعة 02:56م
- ليندا ميخائيل من يافا: الحرب في غزة ضرب وقتل وجثث على الطرقات والحال أصعب من أيام النكبة عندما كنا في فلسطين
- علي الرفاعي من حيفا: إسرائيل تحاول أن تستكمل في غزة حرب عام 1948 فهذه الحرب لم تنته بسبب استمرار موضوع اللاجئين
- علي الديراوي من عكا: الفارق بين نكبة 1948 واليوم هو الانفتاح الإعلامي الذي يُظهر الإبادة التي ترتكبها إسرائيل
قال لاجئون فلسطينيون للأناضول إن إسرائيل تحاول اليوم في قطاع غزة أن تستكمل حرب النكبة التي بدأتها عام 1948؛ في محاولة لـ"إزالة معالم الوطن الفلسطيني"، عبر "الاستيطان والتطهير العرقي".
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على ما حدث في 15 مايو/ 1948، عندما أُعلن إقامة "دولة" إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وهجَّرت عصابات صهيونية مسلحة آنذاك نحو 750 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون من قراهم ومدنهم إلى لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.
واليوم، في الذكرى 76 للنكبة، بات عدد اللاجئين الفلسطينيين 5 ملايين و600 ألف، بينهم 489 ألفا و292 لاجئا في لبنان، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
لكن وفقا لتقديرات لبنانية في 2023، يبلغ عدد اللاجئين حوالي 250 ألف، بالإضافة إلى 31 ألفا و400 فلسطيني انتقلوا إلى لبنان من سوريا؛ تحت وطأة اندلاع الحرب الأهلية الأخيرة عام 2011.
وحسب الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يعيش 45 بالمئة منهم بلبنان في 12 مخيما مكتظا، ويحصل حوالي 200 ألف سنويا على خدمات الوكالة في لبنان.
فيما أجرت الحكومة اللبنانية، ممثلة في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، عام 2017 إحصاءً أفاد بوجود 174 ألف لاجئ فلسطيني.
وزار مراسل الأناضول مخيم "مار الياس" في العاصمة بيروت، ورصد التفاعل مع ذكرى النكبة، التي تحلّ في ظل حرب متواصلة على غزة للشهر الثامن.
الأناضول التقت ليندا ميخائيل هيندالي (89 عاما) من مدينة يافا، وقد عايشت نكبة 1948 وتهَّجرت من فلسطين في عمر 13 عاما.
والدموع بادية في عينيها، عادت ليندا بالذاكرة إلى أيام النكبة بقولها: "طردنا اليهود من فلسطين على غزة، ومن ثم القنطرة الشرقية في القاهرة، حيث بقينا 6 أشهر (..) ومن ثم تزوجت وذهبت مع زوجي إلى لبنان".
وأضافت أنها اليوم أم لخمسة أولاد، 2 نساء خارج لبنان وثلاثة رجال أحدهم توفي، ويعيش الابنان معها في مخيم مار الياس غرب بيروت.
وتابعت: "عندما بدأت الحرب كان عمري حوالي 5 سنوات، وكنت في عمر 13 عاما عندما هُجّرت من فلسطين؛ بسبب اشتداد هجمات اليهود على الفلسطينيين العرب".
وزادت: "هُجّرت وعائلتي من فلسطين عندما بدأ اليهود يعتدون على العرب في الطرقات.. شعرنا بالخوف، وخاصة أن معظمنا كن من النساء، فهربنا ولم نعرف ما حصل بعدها بفلسطين".
أما "اليوم الحرب في غزة ضرب وقتل وموت وجثث منتشرة على الطرقات والحال صعبة جدا أصعب من أيام النكبة عندما كنا في فلسطين"، كما قالت.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت نحو 114 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وعبَّرت ليندا عن حزنها بسبب ما يحصل لأهل غزة، ودعت الله "أن ينجينهم من الصهاينة"، وشددت على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد من الحرب "تهجير أهالي غزة".
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها الأخيرة مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
إسرائيل، وبمساعدة حلفائها الغربيين "تحاول أن تستكمل حرب 1948"، هكذا بدأ علي توفيق الرفاعي (71 عاما) وهو لاجئ من حيفا حديثه للأناضول.
وأضاف: "بين الأمس واليوم، نشعر كشعب فلسطيني في الشتات أن إسرائيل، ومَن حولها دول الغرب، تحاول أن تستكمل (الحرب) التي بدأتها عام 1948".
ومضى الرفاعي قائلا: "هذه الحرب (1948) لم تنته بسبب استمرار موضوع اللاجئين، إذ لا يزال حيا في أذهان الشعب الفلسطيني".
واعتبر أن "الفارق الوحيد بين نكبة 48 وما يحصل في غزة اليوم هو أن إسرائيل تريد أن تكون الحرب الحالية نهائية لإزالة معالم الوطن الفلسطيني الذي نرغب ببنائه".
ويتمسك الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما ترفضه إسرائيل في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأردف الرفاعي أن "إسرائيل تريد وضع البلاطة الأخيرة على قبر الفلسطينيين، بينما الفارق أن اليوم الفلسطينيين يملكون السلاح وأصبحوا مقاومين ويستطيعون الدفاع عن أنفسهم".
أما علي إبراهيم الديراوي، وهو بالأصل من قرية معمقة، فقال للأناضول: "أنا من أب وأم فلسطينيين مولدين في شمال فلسطين قضاء عكا".
وأضاف أنهما "خرجا من فلسطين ليعودا إليها بعد أيام بحسب اعتقادهم، ولكن ها نحن اليوم ولم نعد".
وشدد الديراوي على أن "الإجرام الصهيوني لم يتغير ولكنه زاد، ففي 1948 نفذوا مجازر بحق شعبنا الفلسطيني وهجَروا الناس من أراضيهم وقتلوا الأطفال وعقروا بطون النساء الحوامل، بينما اليوم الانفتاح الإعلامي فضح مجازرهم".
ورأى أن "الفارق بين المرحلة السابقة واليوم هو الانفتاح الإعلامي الذي يُظهر الإبادة التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع".
وختم الديراوي بالتشديد على أن "العدو لم يتراجع عن مشروع الاستيطاني والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني".
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.