أهم الأخبار

اليمن ودول عربية تدين اغتيال هنية وتحذيرات من تصعيد إقليمي

2024-08-01 الساعة 02:59م

تتوالى منذ الأربعاء إدانات من دول وهيئات عربية لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع تحذيرات من "تصعيد خطير" في الشرق الأوسط.

وفيما تلتزم "تل أبيب" الصمت، أعلنت حماس اغتيال هنية (62 عاما) في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

وبدأت في طهران الخميس مراسم تشييع رسمية وشعبية لهنية، قبل نقل جثمانه إلى الدوحة لإقامة صلاة الجنازة ودفنه فيها الجمعة.

ومنذ تأسيس حماس عام 1987 لمقاومة الاحتلال، اغتال الاحتلال عددا من أبرز قادتها، منهم: الشيخ أحمد ياسين (المؤسس) وعبد العزيز الرنتيسي وصالح العاروري وأحمد الجعبري وصلاح شحادة.

وأدانت الخارجية اليمنية، في بيان الخميس، "جريمة اغتيال" هنية، وأكدت "أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته".

ودعت المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات جادة وعاجلة، لمنع الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار في غزة".

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

حرب إبادة

وقالت الخارجية التونسية، في بيان الأربعاء، إن "هذا الاغتيال الجبان فيه تعدّ صارخ واعتداء سافر على سيادة الدول واستهتار بكل القيم والإنسانية والأخلاقية وبالمواثيق الدولية".

وأضافت أنه يأتي "في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف حرب الإبادة والتجويع ومحاسبة المحتل الصهيوني على ما يقترفه يوميا من انتهاكات (...) ومذابح بحق الشعب الفلسطيني".

تونس أكدت "وقوفها الدائم إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم المستميت لاسترداد كامل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".

تأجيج للصراع

كما أدانت قطر، في بيان للخارجية الأربعاء، "بأشد العبارات اغتيال هنية"، واعتبرته "جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني".

وأكدت أن "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".

وجددت الخارجية "موقف قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب".

وندد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عبر منصة "إكس"، بـ"نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض".

وأضاف آل ثاني، وهو أيضا وزير الخارجية، أن هذا النهج "يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف (إسرائيل) بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".

وتابع أن "السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".

وبوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.

انتهاك سيادة الدول

واصفة إياها بـ"الخطيرة"، حذرت مصر في بيان للخارجية الأربعاء من "مغبّة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة".

واعتبرت أن "تزامن هذا التصعيد الإقليمي مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف".

وزادت بأن هذا الوضع "يؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوّض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف حرب غزة".

ودعت "مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليا إلى الاضطلاع بمسؤوليتها في وقف هذا التصعيد الخطير بالشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية".

قرارات فورية

كذلك أعربت سلطنة عمان، في بيان الأربعاء، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاغتيال هنية.

وأكدت أن ما حدث "انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني وتقويض واضح لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، وفق وكالة الأنباء العمانية.

وأدان الأردن، في بيان للخارجية الأربعاء، بـ"أشد العبارات اغتيال" هنية.

وشدد على أن هذا الاغتيال يمثل "خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة".

ودعا إلى "تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

اعتداءات متكررة

بدوره، أدان العراق، في بيان للخارجية الأربعاء، اغتيال هنية، واعتبره "عملية عدوانية تُعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة".

ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات المتكررة وانتهاك سيادة الدول".

وفي لبنان، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بداية جلسة حكومية: "ندين بقوة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية".

وأردف ميقاتي الأربعاء: "نرى في هذا العمل خطرا جديا بتوسّع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة"، حسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

شعب مناضل

على مستوى الهيئات والحركات، قال الأزهر، في بيان الأربعاء، إنه يدين بأشد العبارات "الجريمة البشعة التي أقدم عليها الكيان المحتل الغادر باغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية".

وشدد على أن "الشهيد المناضل قضى حياته في الذود والدفاع عن أرضه وعن قضية العرب والمسلمين قضية فلسطين الحرة الصامدة".

وأكد أن هذه الاغتيالات "لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني المناضل الذي قدم ولا يزال يقدم تضحيات عظيمة لاستعادة حقوقه في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس".

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات اغتيال هنية وعبرت المنظمة عن تعازيها الحارة للقيادة والشعب الفلسطيني، محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا العمل الإجرامي والتصعيد الخطير الذي يمثل امتداداً لجرائم القتل اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.

وأكدت المنظمة على موقفها الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لنيل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة والحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967م وعاصمتها القدس الشريف.

إدانات في مجلس الأمن

وفي جلسة طارئة للمجلس عُقدت الأربعاء، بناء على طلب إيران وبدعم من روسيا والصين والجزائر، أدان أعضاء في مجلس الأمن الدولي، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأشار مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، إلى إدانة بلاده بشدة عملية اغتيال هنية، وذكر أن العملية "تنتهك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "الصين تشعر بقلق شديد إزاء الاضطرابات التي قد يسببها هذا الحادث في المنطقة".

من جانبه، قال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع: "نحن على حافة كارثة". ووصف بن جامع اغتيال هنية بأنه "عمل إرهابي ينتهك القانون الدولي وسيادة إيران".

وشدد على أنهم يدينون "سلوك إسرائيل الإرهابي بأشد العبارات"، وقال: "إسرائيل اختارت سياسة دموية وواصلت العنف في غزة والضفة الغربية واليمن ولبنان وسوريا والآن إيران".

كما ذكر نائب المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، أنه يدين بشدة اغتيال هنية، لافتا إلى أن هذا الحادث وجه ضربة قوية لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال بوليانسكي إن "الجهود المبذولة لجر إيران إلى صراع إقليمي تزيد من زعزعة استقرار المنطقة التي وصلت بالفعل إلى نقطة الغليان".

وأوضح بوليانسكي أن "اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى في الشرق الأوسط أوصلت المنطقة إلى حافة الحرب"، مؤكدا على أن خفض التوتر أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص