2024-09-03 الساعة 03:35م
أصدرت رابطة علماء المسلمين بياناً استنكرت فيه التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث كشف فيها عن حقيقة موقفه من الصراع الحالي ومن يعتبرهم أعداءه الحقيقيين.
وقال البيان في وقتٍ كانت تُنتظر فيه مواقف قوية من النظام الإيراني لدعم غزة بعد استهداف القائد إسماعيل هنية، فوجئ العالم بتغريدات خامنئي التي وصف فيها أهل السنة والجماعة باليزيدية، في إشارة واضحة للحقد التاريخي المتجذر في هذه التصريحات.
وأكد البيان أنه لا يوجد منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام جبهة يزيدية وأخرى حسينية، مشدداً على أن الحسين بن علي رضي الله عنه هو من كبار أئمة أهل السنة والجماعة.
ورفضت رابطة علماء المسلمين في بيانها محاولات تغيير التاريخ لمصالح فئوية خاصة، معربة عن قلقها من استخدام هذه المصطلحات لزرع الفتنة بين المسلمين.
وأشار البيان إلى أن تصريحات خامنئي تأتي في وقت حساس للغاية، وتعتبر بمثابة رسالة طمأنة للكيان الصهيوني، الذي قد يرى في هذه المواقف ضوءاً أخضراً لتصعيد عدوانه ضد الفلسطينيين دون خوف من أي رد فعل جاد.
وكشف البيان زيف الشعارات التي يرفعها النظام الإيراني بدعم القضية الفلسطينية، واعتبر أن هذه الشعارات لا تعدو كونها أداة لترويج الثورة الإيرانية ومحاولة لخداع الجماهير.
وذكر البيان أيضاً أن الأحداث التاريخية مثل مجازر صبرا وشاتيلا، ودعم النظام الإيراني لنظام بشار الأسد، وتدخلاته في الشأن العراقي، تظهر الوجه الحقيقي لهذا النظام، الذي يسعى لعزل المحيط السني وإحكام السيطرة على المنطقة عبر ما يسمى بمحور المقاومة.
ودعت رابطة علماء المسلمين قادة ومفكري أهل السنة والجماعة إلى إعادة النظر في علاقاتهم مع النظام الإيراني، محذراً من الانخداع بشعاراته الزائفة.
وقبل أيام نشر حساب "خامنئي" على موقع X (تويتر سابقاً) عدة منشورات أثارت ردود أفعال كبيرة، غاضبة في معظمها، وجاء في أول هذه المنشورات المعنية أن "المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية مستمرة، ولا نهاية لها".
نص البيان:
(بيان حول تصريحات خامنئي حول حقيقة صراعهم ومن هم أعداؤهم)!
الحمد للّه وحده، والصّلاة والسّلام على رسول اللّه الأمين،
أما بعد: ففي الوقت الذي خيَّب فيه النظام الإيراني الحالي، ماكان ينتظره (بعضهم) من نصرة حقيقية لأهل غزة، بعد أن خذلها القريب والبعيد، ولو مجرد ردٍّ شكليّ لحفظ ماء الوجه بعد استهداف القائد المجاهد (إسماعيل هنية) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس -رحمه اللّه-، الذي طالته يد الغدر والخيانة على أراضيها، وبتخاذل ظاهر في حمايته وتأمينه؛ فإذا مرشد النظام الإيراني (علي خامنئي) يطلق جملة من التغريدات العجيبة، معلنًا فيها ميدانَ معركته الحقيقية التي يقاتل فيها، وعدوَّه اللدود الذي يواجهه، وأبدية الصراع مع من أسماهم اليزيديّة، وهو المصطلح التاريخي الذي يقصد به هو وغيره (أهل السنّة والجماعة)!.
وهو مصطلح مكذوب مغلوط؛ وليس ثمَّ اليوم ولا منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام جبهة يزيدية وأخرى حسينية! وسيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما- من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، ولن نسمح لاحد بتغيير التأريخ لمصالح فئوية خاصة، وإخراجه وآل بيته من وصفهم الصحيح ومكانتهم العزيزة في قلب كل مسلم.
وتأتي هذه العبارات التي أطلقها (خامنئي) بما تحمله من حقد دفين على السواد الأعظم من المسلمين (السّنّة)؛ لتحمل في الوقت نفسه رسائل طمأنة للصهاينة ومن خلفهم، ليطلقوا أيديهم الملطخة بدماء الشعب الفلسطيني دون خوف من ثأر أو ردّة فعل!.
ومع ما تحمله هذه الرسائل من حقد وبغضٍ؛ فإنها كذلك تكشف زيف الشعارات التي طالما أطلقها هذا النظام ورموزه؛ من شعارات نصرة (فلسطين والقدس والأقصى إلخ)! وهي الشعارات التي انخدع بها من لا يدرك ما يحمله هؤلاء من بغضاء لهذه الأمّة الماجدة، ولصحابة الصادق الأمين ﷺ، ورضي اللّه عنهم أجمعين!.
إنّ هذه الكلمات التي أطلقها خامئني والحقّ يقال: هي بيان واضح لا لبس فيه عن حقيقة موقفهم المخزي من القضية الفلسطينية والمتاجرة فيها، عن طريق شعارات يروّجون بها لثورتهم المزعومة، ويخدعون به أقوامًا غافلين! ولا تزال المواقف والأحداث بدءًا من صابرا وشاتيلا وما تلاها من أحداث وتمكين ما يسمّی: حزب اللّه من الجنوب اللبناني، وموقفهم من دعم نظام بشار الأسد الطائفي، ومحاولتهم سرقة تاريخ المقاومة العراقية، وغيرها من أحداث جرت ضمن مخطط ماكر لعزل المحيط ودول الطوق من المكونات والفصائل السنيّة المقاتلة؛ ليكون حمل السلاح والقتال محتكرًا علی (طائفة) دون غيرها، وبرعاية إقليمية ودولية. وقد تُوِّج ذلك بما سُمي بمحور المقاومة، الذي يلوحون به لتحقيق مصالحهم الخاصة البغيضة، وهو في الحقيقة محور (طائفي) باستثناء الحالة الفلسطينيّة، التي يدفعون فتاتًا من الدعم المحدود ذرًّا للرماد في العيون، وسعيًا للتشويش وتجاهل ما يقدمه السواد الأعظم من المسلمين بشعوبه (السنيّة) من بذل ودعم بالمال والعتاد وغيرهما، على الرغم من مواقف بعض الأنظمة العربية التي أعلنت اصطفافها مع الكيان الصهيوني ومن معه! دون تفريق منهم بين المواقف الرسمية والشعبية؛ سعيًا للتدليس والتلبيس على الرأي العام، وإلا فأين هو الموقف الشعبي الإيراني من أحداث فلسطين، ولماذا يسجل الشارع الإيراني النشاط الأضعف في التضامن مع الحالة الفلسطينية؟!.
إنّ هذه التصريحات وتلك العبارات تحتاج من بعض موجِّهي ومفكري (أهل السنّة والجماعة) وسياسيّهم، مراجعة حقيقية مواقفهم من وعود هذا النظام العنصري البغيض، وليعلموا أنهم يتعلقون بسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه وجد الغدر والخذلان والشعارات الجوفاء في أحسن الأحوال، قال تعالی: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118].
وصلّى اللّه وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون على البيان:
1- رابطة علماء المسلمين.
2- منتدى العلماء.
3- رابطة العلماء السوريين.
4- رابطة علماء إرتريا.
5- هيئة علماء اليمن.
6- هيئة علماء المسلمين في العراق.
7- الرابطة العالمية للفقهاء.
8- الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة.. بالسودان.
9-رابطة علماء المغرب العربي.
10- تجمع حملة الشهادات العليا في محافظة الأنبار.
11- التجمع الشبابي للإصلاح.
12- تجمع طموح بلا حدود.
13- الميثاق الوطني العراقي.
14- رابطة أهل السنة والجماعة في العراق.
15-رابطة علماء ودعاة جنوب شرق آسيا.
16-هيئة علماء ليبيا.
17- الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين.
الشخصيات الموقعة على البيان:
1- الشيخ د. غازي التوبة - رئيس رابطة العلماء السوريين.
2-الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ- أمين عام رابطة علماء المسلمين.
3-الشيخ د. حسن سلمان – نائب رئيس رابطة علماء إرتريا.
4-الشيخ د. عطية عدلان – رئيس مركز محكمات للدراسات.
4- الشيخ رسلان محمود المصري - عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.
5- الشيخ طعمة طعمة - عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.
6- د. محمد أيمن الجمال - عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.
7- الشيخ عبد النافع الرفاعي - عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.
8-الشيخ الدكتور نجم عبد الله ابراهيم العيساوي.
9-الدكتور محمد نجم عبد الله ابراهيم العيساوي.
10-الدكتور أسامة نجم عبد الله ابراهيم العيساوي.
11-الدكتور عبد القادر نجم عبد الله العيساوي.
12-الدكتور سلام عباس العيساوي.
13-الدكتور عبد القادر فخري الجميلي.
14-الدكتور عدنان علي العيساوي.
15-الدكتور أنس علي نوري الكبيسي.
16-الدكتور عبد الرحمن محمود إحسان العزاوي.
17-الدكتور خالد عبد الله إبراهيم العيساوي.
18-الدكتور أنس توفيق.
19-الدكتور سري نجم عبد الله العيساوي.
20-د محمد مصطفى الدبك - الرابطة العالمية للفقهاء.
21-أ.د. محمّد حافظ الشريدة / فلسطين.
22-د. محمد نجم عبد اللّه العراق.
23-المهندس خير اللّه حافظ الشريدة الأردن.
24-المهندس نجم رضوان الأردن.
25-المحامية سلافة صوالحة فلسطين.
26-بروفيسور عوض رشيد منصور الأردن.
27-د. علاء سعيد عبد العظيم من مصر.
28-محمد عزام حجلاوي فلسطين.
29-يونس إبراهيم الداوي من الجزائر.
30-د. نداء محمود طه العراق.
31-الشيخ محمد خير رمضان.
32-د. فادي عصيدة فلسطين.
33-الشيخ أحمد مكحول فلسطين.
34-د. محمود يوسف محمد الشوبكي.
35-الشيخ شكري مجولي-تنسيقية علماء ودعاة تونس في المهجر.
36-الشيخ د. عبد الحي يوسف - عميد أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
37-الشيخ الدكتور أمين المصلح.
38-د. نور محمد أمراء البلوشي. إيران.
39-الشيخ محمد عمر ملازهی/ إيران.
40-الشيخ عبد القادر ترشابي/ إيران.
41-الشيخ عبد الغفار نقشبندي / إيران.
42-فضيلة الشيخ سامي الساعدي: أمين عام دار الإفتاء الليبية.
43-الشيخ أبو تراب ـ أمير جماعة أهل الحديث / بلوشستان باكستان.
44-الشيخ فضل الرحمن خليل ـ أمير جماعة أنصار الأمة / باكستان.
45-الشيخ معاوية أعظم طارق، عضو برلمان / باكستان.