2025-01-07 الساعة 03:35م
حوّل العشرات من المسلحين منطقة السحول، إحدى الواحات الخضراء في محافظة إب، إلى بؤرة تعج بالفوضى والجريمة، مما جعل حياة المواطنين هناك كابوساً يومياً لا يُحتمل.
في هذه المنطقة الواقعة شمال شرق المدينة، نادراً ما يمر يوم دون أن يشهد الأهالي جريمة أو يسمعوا عنها، حيث تحولت أراضيهم الخضراء إلى مسرح للفوضى وساحة يعلوها دخان الجريمة وانعدام الأمن، آخر فصول هذه المآسي وقعت الليلة الماضية في منطقة وادي الجنات.
بينما كان الأهالي يغطون في نومهم، استيقظ معظمهم على دوي زخات كثيفة من الرصاص الذي انهال على منزلين دون سابق إنذار، وكما هو الحال في حوادث مشابهة، بقيت أسباب الواقعة غامضة، وهوية الجناة مجهولة، لتضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي لم تجد طريقها إلى العدالة طيلة أكثر من عقد.
وفقاً لشهادات متعددة من سكان محليين، فقد أقدم مسلحون على استهداف منزلين لمواطنين في إحدى قرى وادي الجنات، حيث أطلقوا وابلاً من الرصاص تجاههما، لافتين إلى أن المنزل الأول يعود للمواطن درهم عبده عبدالله الباز، بينما يخص المنزل الآخر المواطن علي الصباحي.
وأشار السكان إلى أن سيارة من نوع "صالون"، تعود لشخص يدعى عبده البلاع من إحدى القرى المجاورة، كانت مركونة بجوار منزل "الباز"، تعرضت للحريق والتدمير جراء كثافة إطلاق النار.
وفي حادثة متزامنة على بُعد أمتار من المكان، حاول المواطن علي الصباحي التعرف على هوية المسلحين من سطح منزله، لكنه تعرض لإطلاق نار كثيف استهدفه ومنزله، كما دُمرت سيارتان من نوع "شاص" و"صالون" كانتا مركونتين بجوار منزله، حسب السكان.
وأثارت هذه الأحداث، التي وقعت في منتصف الليلة الماضية، حالة من الذعر والرعب في أوساط السكان، خاصة الأطفال والنساء الذين كانوا قريبين من موقع إطلاق النار واشتعال النيران في المركبات.
وعقب الحادثة، حمّل السكان المسؤولية الكاملة لمسلحين يتجولون بشكل مستمر في قرى المنطقة، معربين عن استيائهم من تساهل الجهات المعنية التابعة للحوثيين تجاه هؤلاء المسلحين، رغم تكرار البلاغات والشكاوى المقدمة من المواطنين.
وأشار السكان إلى أن طقماً تابعاً لقسم أمني حوثي وصل إلى المنطقة بعد مرور ساعات طويلة على الحادثة، لكنه بدلاً من ملاحقة العصابة المسلحة، قام باعتقال عدد من المواطنين والسكان للتحقيق معهم، في تصرف أثار استياء الأهالي وزاد من شعورهم بالخذلان.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في منطقة وادي الجنات وسحول إب، فقد شهدت المنطقة خلال العشر السنوات الأخيرة مئات الجرائم المشابهة التي توزعت بين حالات القتل والإصابة واحراق المنازل والمزارع والمركبات، مما جعلها مسرحاً متكرراً لأعمال العنف.