أهم الأخبار

بعد 4 سنوات من إعلانهم القضاء عليها.. الحوثيون يستعيدون لافتة "داعش" لتبرير هجمتهم على المدنيين في قيفة رداع

2025-01-11 الساعة 06:31م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

في كل مرة كانت مليشيا الحوثي تخوض معاركها لإخضاع القبائل الرافضين لتعسفات مشرفيها، كانت تخرج من جعبتها تهمة داعش وتلقي بها على خصومها. وهذا ما فعلته في قيفة اليوم وتفعله في كل مرة منذ أواخر العام 2014.

سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، وبعد أسابيع قليلة كانت وجهتها نحو محافظة البيضاء (وسط البلاد) وتحديداً مديريات رداع التي تسكنها قبائل عنيدة لها تاريخ طويل في مواجهة الإمامة وواجهت محاولات الأئمة كسرها وتشييعها منذ قرون. خاضت في البداية معاركها هناك ضد عناصر كانوا على ارتباط بالتنظيمات الإرهابية، وكانت تلك المعارك بالنسبة لها عربون صداقة مع الأمريكان بعد أن ظلت تسوق نفسها منذ سنوات كشريك ناجع لمواجهة الإرهاب. وحصلت يومها على دعم أمريكي بتغطية جوية وتنسيق مخابراتي لمطاردة شبان استقطبتهم جماعات متطرفة.

خلال العشر سنوات الماضية، استخدم الحوثيون شعار مواجهة "الإرهاب" بإسراف حتى بات هراوة يستخدمها مشرفوها ضد من يمانع ابتزازهم أو يعترض مصالحهم الشخصية. وفي كل مرة تعلن تصفية المنطقة من "الإرهابيين التكفيريين".

في آخر مرة خاضت فيها المليشيا مواجهات عنيفة في البيضاء كانت في منتصف 2020، ويومها أعلنت رسمياً سيطرتها وتطهيرها للبيضاء ومنطقة قيفة من عناصر داعش والقاعدة، معززة ذلك الإعلان ببث صور وتسجيلات لاعترافات من قالت إنهم "عناصر من تنظيمي (القاعدة وداعش)، تم ضبطهم في جبهات منطقة قيفة برداع".

مطلع الأسبوع الجاري، أطلقت المليشيات حملة عسكرية واسعة باتجاه قبائل آل مسعود في منطقة الخشعة والحنكة في مديرية القريشية بقيفة رداع، على خلفية تعر ض أحد الأطقم التابعة لها لإطلاق نار من قبل شبان مستائين من ممارسات مسؤولين أمنيين ومشرفين تابعين للمليشيا.

وفرضت الحملة حصاراً خانقاً على السكان الذين طالبتهم بتسليم من أسمتهم مطلوبين أمنيين، وذلك بالتزامن مع حملات واسعة لنشطائها على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم قبائل رداع بأنهم "قاعدة ودواعش يتبعون الأمريكان".

ورفضت قبائل المنطقة والعديد من المشايخ الذين قدموا وقادوا وساطة بين الطرفين منذ يوم الأحد الماضي، اتهامات المليشيات، مطالبين بالتحقيق في الحادثة أولاً وكشف الجناة قبل المطالبة بتسليم شباب لا علاقة لهم بالكمين، بدوافع سياسية وطائفية.

وفي حين كان الوسطاء يقودون الجهود للوصول إلى حلول وسط بين مشايخ آل مسعود وقيادة الحملة الحوثية، دفعت المليشيا بعناصرها المحاصرة للمنطقة، لمهاجمة "الخشعة" وهي منطقة تابعة للقبائل، لتندلع اشتباكات محدودة بين مسلحي الجماعة ورجال القبائل في المنطقة، يتم احتواؤها بجهود الوساطة.

ومع وصول تعزيزات عسكرية للحملة الحوثية، أطلقت الجماعة في الساعات الأولى أمس الخميس، هجوماً عنيفاً على منطقة الخشعة، قبل أن يمتد الهجوم ليطال قرى "الحنكة" المكتظة بمنازل المواطنين.

وفيما حاول رجال القبائل الدفاع عن منازلهم بأسلحتهم الشخصية، استخدمت مليشيا الحوثي الأسلحة الثقيلة ودكت بالمدفعية المنازل على رؤوس ساكنيها، واستهدفت قذائفها مسجدين في القرية، كما استخدمت الطيران المسير في قصف وتدمير المنازل، ونشرت مقاطع مصورة لمنازل يتصاعد منها الدخان وألسنة اللهب.

وأدى الهجوم الحوثي الذي استمر إلى ساعات متأخرة من ليل الخميس، إلى مقتل مواطن وإصابة 12 شخصًا بينهم ثلاث نساء، وفقًا لمراسل "المصدر أونلاين".

وأفادت مصادر محلية في ذمار لـ"المصدر أونلاين"، بوصول مصابين وقتلى من عناصر الحملة الحوثية إلى مستشفى ذمار العام.

ويواجه المصابون من المدنيين في منطقتي الحنكة والخشعة، موتًا بطيئًا إثر الحصار العسكري المفروض على السكان من جانب المليشيات والتي منعت الدخول والخروج من المنطقة ونقل المواد الغذائية والإسعافية للمحاصرين.

وتشير المصادر إلى استمرار التوتر، وتحشيد المليشيات لعناصرها من مركز محافظة البيضاء ومحافظة ذمار المجاورة، وذلك بعد كسر رجال القبائل محاولات تقدم للحملة باتجاه القرى، الليلة الماضية، وأعطاب عربة عسكرية للحملة العسكرية.

وبعد تداول مشاهد للهجوم الذي تعرضت له قرى الحنكة والقصف والتدمير الذي لحق بمساجدها، وتفاعل وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل مع الانتهاكات الحوثية، استحضرت المليشيات كما هي عادتها يافطة التكفيريين وداعش، لتبرير عدوانها على المدنيين في القريشية.

جاء ذلك في بيان لشرطة محافظة البيضاء التابعة لسلطة الأمر الواقع الحوثية، نشر في وقت متأخر أمس، وأكدت فيه الجماعة ما سبق ونشره "المصدر أونلاين"، بإطلاقها الحملة الأمنية على المنطقة يوم الأحد الماضي، بذريعة القبض على مطلوبين متهمين بإطلاق النار على طقم تابع لها وإصابة عناصرها.

وأكدت المليشيا في البيان مواصلة حملتها العسكرية على قبائل "حنكة آل مسعود"، حتى تحقيق أهدافها "بالقبض على العناصر التكفيرية التابعة لتنظيم داعش"، الذي كانت الجماعة أعلنت قبل 4 سنوات السيطرة على معاقله والقضاء عليه بقتل وأسر عناصره وقيادته.

وزعم بيان إدارة أمن الحوثيين في البيضاء، أن من أسماهم بـ"العناصر التكفيرية المشاركة في الاعتداء على الدورية الأمنية، رفضوا تسليم أنفسهم، وباشروا بالتمترس بمنازل المواطنين وإطلاق النار على رجال الحملة".

وكمقدمة لتوسيع قاعدة الاستهداف اتهم البيان قبائل المنطقة بالتستر وحماية "العناصر التكفيرية"، ورفع "علم تنظيم داعش الإجرامي"، مؤكداً أن الحملة الأمنية ستواصل تنفيذ واجباتها المتمثلة "في حماية حياة المواطنين، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وعدم التهاون مع كل من يسعى لإقلاق الأمن والسكينة"، بحسب زعم البيان.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص