2025-12-09 الساعة 03:37م
في مشهد لم يخلُ من الرسالة السياسية، ظهر أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي في أكثر من اجتماع رسمي بقصر المعاشيق في عدن، خلال اليومين الماضيين مع مسؤولين حكوميين ومحليين.
اجتماعات تنعقد في ذات القاعة التي كان يستقبل فيها الرئيس رشاد العليمي ضيوفه لكنها صارت خالية من العلم ومن أي رمزية للجمهورية اليمنية ورئيسها، وهو ما جعلها محل تساؤلات واسعة وقد جاءت متزامنة مع تطورات عسكرية في المحافظات الجنوبية تفرض واقعاً جديداً على الأرض.
الاجتماع، الذي جمع يوم أمس الاحد المحرمي بعدد من قيادات محافظة المهرة المحافظة النقطة الأبعد في الخارطة اليمنية، بدا في شكله لقاءً خدميًا، غير أن توقيته حمل دلالات أكبر يمكنها أن تتضمن الإيحاء بأن الحكام الجدد وضعوا أيديهم على أطراف الخارطة وجذبوها إلي المركز.
وخلال اليوم الإثنين، عقد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، اجتماعاً في قصر معاشيق مع محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، اطّلع خلاله على سير العمل في البنك وإجراءاته المالية والإدارية.
وبالتوازي، استأنف عضو مجلس القيادة الرئاسي، ونائب المجلس الانتقالي عبد الرحمن المحرّمي، لقاءاته المكثّفة في القصر ذاته مع مسؤولي الدولة، بينهم وزير الداخلية ومحافظ البنك المركزي، في اجتماعات تزامنت مع نشاط مماثل للزبيدي، ما يعزز مسار إحلال نفوذ الانتقالي داخل المؤسسات الحساسة مستفيداً من الفراغ السياسي الناتج عن غياب رئيس المجلس.
واختفاء صورة العليمي والعلم اليمني من قاعة الاجتماع، وفق مراقبين، لم يكن تفصيلاً عابراً، بل إشارة واضحة إلى محاولة المجلس الإنتقالي إرسال رسالة مضمونها إعلان تدشين مرحلة جديدة على أنقاض مرحلة سابقة اتخذ منها معبراً للوصول إلى الهدف الذي يعلنه دوماً، ولا يخفيه داعمه الإقليمي.