2015-07-12 الساعة 08:24م (يمن سكاي - متابعات)
لا يُمكن أن يمرّ شهر رمضان من دون رغبة الصائمين وغير الصائمين في تناول الحلويات الرمضانية اللذيذة. تلك التي، على الرغم من مذاقها الرائع، فإن المبالغة في تناولها تشكّل خطرا حقيقياً على الصحّة البدنية وليس فقط على الرشاقة.
تقول اختصاصية التغذية فرح الصيّاح إنّ "الحلويات الرمضانية، وغير الرمضانية طبعاً، تحتوي على نسبة عالية من السكّر، لكن في رمضان يزيد معدّل تناول الحلويات يومياً حتّى تُساوي الكمية التي يمكن أن يتناولها الواحد في شهر واحد ما يمكن أن يتناوله في عام كامل".
وتُعرّف الصيّاح، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحلويات كلّها تحتوي على نسبة عالية من الغلوكوز glucose، وهو السكر السريع، الموجود في السكر الأبيض والعسل والقطر والمربّى، وهو الذي يؤثّر فجأة على الجسم فيتسبّب في ارتفاع نسبة السكّر في الدم. لكنّ السكر الموجود في الفواكه الطازجة والمجفّفة واللبن والنشويات والحليب مختلف. فهذا السكّر يتكسّر خلال عملية الهضم ليُصبح سكّراً في الدم بطريقة بطيئة وليس مفاجئة".
وبالطبع للحلويات الرمضانية سيئات كثيرة، منها أنّه خلال شهر رمضان يتلقى الجسم كمية كبيرة من السكر، سواء من الحلويات أو من المشروبات الغازية. وهذه الكميات الكبيرة من السكّر تتكدّس في الدم مع الوقت لتتحوّل إلى دهون سلبية: "وهذا بالتأكيد سيتسبّب في زيادة بالوزن. وبالتالي قد يؤدّي إلى مشاكل ترفع ضغط الدم وتضرّ بالمعدة والكبد والقلب".
كما أنّه من سيئات السكّر السريع التسبّب في خلل بالهرمونات، وضعف في المناعة: "ويُخفف نسبة الحموضة في الفم ما يعرّض الأسنان إلى خطر الباكتيريا وتتطوّر، إلى تسوّس في الأسنان، وقد يؤدّي إلى التهابات في المفاصل، واستطراداً، في أسوأ الأحوال، إلى شيخوخة مبكرة، وترقّق في العظام، وارتفاع في معدّل الكوليسترول بالدم، كما يُعزّز غذاء الخلايا السرطانية، ويقلّل تدفّق الأوكسيجين إلى الدماغ".
تُعطي الصيّاح بدائل للحلويات. فلا شكّ أنّه "لا يُمكن الامتناع نهائياً عن تناول السكّر. إذ إنّه يُعطي الجسم طاقة ونشاطاً ضروريين، لكن لوقت قصير. فالجسم يحرق السكر السريع بسرعة. وبين الوجبات، في حال الشعور بالحاجة إلى السكر، يُمكن تناول الفواكه التي تحتوي على قيمة غذائية كبيرة. ومن لا يستطيع مقاومة الحلويات أو الشوكولا يُمكن أن يتناول كمية أو قطعة صغيرة منها ضمن السعرات الحرارية المسموح له بها خلال النهار. لكن من الأفضل استبدالها بالفواكه الطازجة بجميع أنواعها، وأفضلها التوت والبطيخ، بالإضافة إلى الفواكه المجفّفة وتلك المعلبة التي تحتوي على نسبة من السكّر الطبيعي بدلاً من السكر الصناعي الذي لا يحتوي على أيّ قيمة غذائية ولا على فيتامينات ولا على معادن ولا على بروتيين. ويُمكن تناول الرز بالحليب والمهلبية المطبوخة بالحليب القليل الدسم وبنسبة قليلة من السكّر".