2016/06/12
  • بين صنعاء وعدن.. منتخب كرة القدم يبرز جانبًا من تناقضات المشهد اليمني
  • أثار استقبال الحوثيين للمنتخب اليمني لكرة القدم العائد مساء السبت إلى صنعاء، حالة من الاستياء لدى الجماهير الرياضية اليمنية على الرغم من تأهله إلى دور المجموعات في تصفيات كأس آسيا 2019 المقامة في دولة الإمارات.

     

    وعاد المنتخب اليمني من دولة قطر التي يخوض فيها مباريات الإياب نظرا لاستمرار حظر اللعب في اليمن من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد أن فاز على جزر المالديف ذهابا وإيابا، ضمن ملحق تصفيات كأس آسيا، ليحجز مقعده في دور المجموعات من تصفيات البطولة الأسيوية المقبلة.

     

    توهان

     

    واستقبل بعثة المنتخب لكرة القدم وجهازه الإداري والفني، نائب وزير الشباب والرياضة المعين من قبل المتمردين الحوثيين، حسين زيد بن يحيى، وعدد من أعضاء الاتحاد اليمني لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، ووجه بتكريمهم؛ ما أثار حفيظة الرياضيين اليمنيين الذين يفضلون بقاء المنتخب والرياضة بشكل عام بعيدا عن السياسة والصراع العسكري الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عام.

    وعلى النقيض؛ قال مصدر مسؤول في وزارة الشباب والرياضة التابعة للحكومة الشرعية، لـ”إرم نيوز”، إن وزارة الشباب والرياضية بقيادة الوزير، نايف البكري، “على اتصال مع اتحاد الكرة ومع إدارة المنتخب، وسبق أن تواصل الوزير مع بعثة المنتخب ليهنئها بتجاوز المالديف وبلوغ دور المجموعات من تصفيات كأس آسيا”.

     

    وأوضح أن “التدخل في عمل اتحاد كرة القدم ليس في صالح الرياضة اليمنية، لكن الوزارة تتابع خطوات إعداد المنتخبات الوطنية، وتسهم بما لديها، في حصولها على الإعداد المناسب، ويحرص الوزير على متابعة المنتخب”.

     

    تهديد بالإيقاف

     

    وفي تعليقه على استقبال قيادة الوزارة للمنتخب، قال المصدر الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته، إن “المنتخب لم يلجأ للانقلابيين، بل الانقلابيون هم من لجأ إليه لاعتقادهم أن ذلك سيمنحهم الشرعية التي يفتقدونها، وذلك يعدّ إقحاما للرياضة في السياسة وهذا ما ترفضه الوزارة الشرعية”.

     

    مشيراً إلى أن انكشاف ذلك للاتحاد الدولي لكرة القدم – الفيفا، قد يهدد بإيقاف الكرة اليمنية، وهذا ما لا تسعى إليه الوزارة الشرعية على اعتبار أن المنتخب يمثّل الشعب اليمني وليس المنظمات والأحزاب.

     

    وأكد المصدر أن المنتخب اليمني بإمكانه الإقامة والتدريب في أي من مناطق اليمن، لكن صنعاء تملك ملاعب جاهزة وتعتبر مدينة آمنة نسبيا، والمنتخب بحاجة إلى المال وهو موجود في صنعاء، حاله كحال رواتب موظفي الدولة التي تُصدر إلى بقية محافظات البلد، بينما من الصعب استقبال المنتخب في العاصمة المؤقتة للبلاد (عدن)؛ لأن مطارها مغلق إلى جانب وجود لاعبين من المحافظات الشمالية.

     

    وأقر المصدر بالتقصير الحكومي تجاه المنتخب، لكنه تطرق إلى تقصير أكبر في قضايا أكثر أهمية كملف معالجة الجرحى والملفات الخدمية وإغاثة النازحين. معتبرا أن من العبث مطالبتها بدعم المنتخب فيما لا تزال دون ميزانية أو موارد مالية.

     

    مسؤولية من؟

     

    ومن المقرر أن يتلقى المنتخب اليمني لكرة القدم استعداداته التدريبية خلال شهر رمضان في آخر ساعات النهار، ولاعبوه صائمون، نظرا لانقطاع الكهرباء المتواصل عن صنعا؛ ما يعني عدم وجود إضاءة في ملاعب كرة القدم، وفق الإعلام المحلي.

     

    وحمّل رئيس تحرير صحيفة “عدن سبورت” الإلكترونية، خالد هيثم، الحكومة الشرعية، مسؤولية بقاء المنتخبات الرياضية المختلفة تحت “سطوة الانقلابيين”، مع أن العلاقة الوطيدة للحكومة مع دول الخليج بإمكانها أن تفضي إلى غير ذلك.

     

    ويرى هيثم في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن الحكومة الشرعية ممثلة بوزارة الشباب، أرادت عدم إقحام الرياضة في متاهات الصراع، وأبقت منتخب كرة القدم في تجاه بعيد ووفرت له الغطاء الكافي للاستمرار مثلما كان في معسكرات التدريب والمباريات التي تستضيفها قطر والسعودية، واللتان تُعدّان جزءًا مما “يسميه الانقلابيون الحوثيون وأتباع المخلوع صالح دول العدوان، وهنا تناقض واضح من جانب الانقلابيين”.

     

    ومن المفارقات العجيبة، أن يدعم رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، أحمد صالح العيسي، المقيم في عدن، “الحكومة الشرعية ومقاتليها الذين يواجهون معسكر الانقلابيين ماديا ومعنويا، في حين يعمل الاتحاد بانسيابية مع الانقلابيين في صنعاء، وهو ما دفع بعض الرياضيين الحانقين إلى تشبيه ذلك بأنه كـ”من يضع قدما في عدن والأخرى في صنعاء”.

     

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news13103.html