2016/07/10
  • دلالات زيارة الرئيس هادي ونائبه لمأرب "تقرير"
  • تأتي زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر الى محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء) في توقيت حساس تعيشه البلاد، وفي ظروف شائكة تمر بها في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

     

    وتعد هذه الزيارة من حيث نوعيتها هي الأولى للرئيس هادي منذ انتخابه رئيسا للبلاد في العام 2012م، ومنذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي المناهض لإنقلاب مليشيا الحوثي وحليفها صالح في الـ26 من مارس 2015م.

     

    لكن من ناحية المغزى السياسي والعسكري، فهي تعكس العديد من المدلولات والمؤشرات حول طبيعتها، وأهميتها، والبناء الذي يمكن ان يبنى عليها لاحقاً.

     

    لماذا مأرب؟؟

     

    وصول الرئيس هادي الى محافظة مأرب له إرتباط بجوانب عسكرية لها علاقة بإدارة العمليات العسكرية من محافظة مأرب، اضافة الى دلالات سياسية ترتبط بحالة الانسداد الذي أفرزته مفاوضات الكويت، وتلميح الحكومة الى توقفها عن العودة الى تلك المشاورات التي استمرت شهرين ونصف دون الوصول الى أي نتيجة.

     

    وتعد محافظة مأرب مركزا عسكريا مهما لإدارة الصراع مع المليشيا، فمنذ إندلاع العمليات العسكرية للتحالف العربي والجيش الوطني ضد الإنقلابيين في اليمن، مثلت مأرب،  مرب ممنواة تشكيل طلائع الجيش الوطني المساند للشرعية، كما تحولت الى مدينة حيوية استطاعت ان تحتضن المنهاضين للمليشيا، وأن تقدم صورة إيجابية للتعايش والسلام والوئام لمختلف اليمنيين بعيدا عن الممارسات الطائفية التي مارستها المليشيا في بقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

     

    كما أن قرب مدينة مأرب من العاصمة صنعاء، وتمتعها بالمزايا الاقتصادية ممثلة بالبترول والنفط والكهرباء التي تتغذى منها بقية محافظات الجمهورية وفر لها ايضاً الفرص الثمينة لتبقى المدينة الأكثر أهمية في إدارة الصراع مع المليشيا، وقد يؤهلها هذا لخطف الاضواء عن العاصمة المؤقتة (عدن) التي دخلت في أتون الفوضى والعنف منذ تحررها.

     

     دافعا معنويا

     

    ويرى مراقبون أن الزيارة بحد ذاتها ستمثل دافعاً معنويا قويا لجنود الجيش الوطني، ورجال المقاومة الشعبية، في مختلف الجبهات، كما تمثل ايضاً رسالة قوية للإنقلابيين، خاصة اولئك الذين راهنوا ولازالوا في استحالة عودة قيادات الشرعية الى الداخل.

     

    الخيار العسكري

     

    فيما اعتبر أخرون أن الزيارة تعد تعبيرا عن موقف قوي يشير الى ترجيح الخيار العسكري في مواجهة الانقلابيين، بعد فشل مفاوضات الكويت.

     

    رؤية للمرحلة المقبلة

     

    وكان هادي وصل محافظة مأرب صباح اليوم برفقة نائبه الفريق الركن علي محسن الاحمر وعددا من الوزراء والمسؤولين والقيادات العسكرية، وتعد هذه الزيارة الاولى له منذ انتخابه رئيسا ومنذ اندلاع المعارك ضد المليشيا الانقلابية في اليمن.

     

    وتعكس الكلمة المقتضبة التي ألقاها هادي عقب وصوله الى مأرب ملامح من تصوراته للأيام القادمة، والرؤية التي يحملها للتعامل مع ملفات المرحلة المقبلة.

     

    وكشف الرئيس هادي في سياق كلامه "عن صراع يخوضه نظامه مع الامم المتحدة التي تسعى الى فرض تشكيل حكومة مع مليشيا الحوثي.. مؤكدا رفضه العودة الى مشاورات الكويت مرة أخرى إذا أصرت الامم المتحدة ومجلس الأمن على فرض تشكيل حكومة مع الانقلابيين.

     

    وأتهم هادي الحوثيين بسعيهم لشرعنة انقلابهم من خلال مشاورات الكويت، مؤكدا بأنهم " لن يجدوا منا إلا الصمود في ‏الميادين سياسيا وعسكريا، مجدد تأكيده برفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال مران بمحافظة صعدة التي تعد معقل مليشيا الحوثي.

     

    وقال هادي "لن نتراجع عن أحلام اليمنيين في يمن اتحادي تسوده العدالة والمواطنة، ولن أسمح للحوثيين بإقامة دولة فارسية في اليمن، كما لن نسمح للحوثي التطاول على عشرين مليون يمني وتحويل اليمن إلى دولة تابعة لإيران.

     

    وأضاف: كما احتفلنا في الـ27 من رمضان بتحرير ‏عدن  سنحتفل بتحرير ‏صنعاء  قريبا وباقي المحافظات، وسنكون بين صفوف اهلها.

     

    تحمل عدة رسائل

     

    وفي السياق اوضح الكاتب والمحلل السياسي عبدالباسط القاعدي في تصريح خاص لـ(اليمني الجديد) أن زيارة هادي  إلى مأرب، تحمل عدة رسائل .

     

    وقال "القاعدي" أن الرسالة الاولى للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بأننا لن نقبل بضغوط تشكيل حكومة إئتلافية مع الانقلابيين الا بعد تطبيق القرار 2216 والالتزام بالنقاط الخمس في بييل الفرنسية، ولسنا متهافتين على انصاف الحلول التي لن تصنع السلام بقدر ما تؤجل الحرب فقط – حسب وصفه .

     

    وأضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن الرسالة الثانية من الزيارة هي لتحالف الانقلابيين (الحوثي، وصالح)  بأننا جاهزون وقادرون على تحرير صنعاء مهما حصل وسندخلها سواء بالسلم او بالحرب.

     

    وتابع "القاعدي "، "بان الرسالة الثالثة للجيش والمقاومة الشعبية للبقاء على أهبة الاستعداد وانتظار أوامر التحرير.

     

    وذكر أن الرسالة الرابعة  لمأرب المحافظة والتاريخ التي أحتضنت اليمن كل اليمن، ولقنت الميليشيات درسا بليغا في الشرف والبطولة .

     

    اقتراب  الحسم العسكري

     

    من جانبه قال الناشط السياسي أحمد هزاع في تصريح خاص لـ(اليمني الجديد) "أن زيارة هادي لها دلالات اقتراب الحسم العسكري يأتي ذلك بعد تعثر المشاورات في الكويت والوصول إلى باب مسدود بسبب تعنت الانقلابيين بعدم تنفيذ القرارات الدولية.

     

    واضاف "هزاع" الترتيبات السابقة ووصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مأرب وإلى نهم وزيارات القيادات العسكرية الى جبهات القتال في صنعاء دليل قاطع على الحسم وعززتها زيارة هادي ونائبه اليوم إلى مأرب.

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news13505.html