2017/08/03
  • مهمة ولد الشيخ الاخيرة..صراع طرفي الانقلاب هل يصنع نهاية غير متوقعة للحرب؟
  • تتزامن تحركات ولد الشيخ مع وجود توسع في حجم الهوة بين طرفي الانقلاب حد تبلور رؤية منفصلة لكل طرف تقريبا، بل حد العداء والتراشق الإعلامي واستعراض أهمية كل طرف لهذا الحلف الغريب.

    يصور الإعلامي المؤتمري والقيادي بالحزب المقرب من المخلوع صالح د. عادل الشجاع في مقال نشره تحت عنوان (ماذا لو رفع المؤتمر الشعبي الغطاء عن الحوثيين؟) أن الحوثيين دون المؤتمر فئة منبوذة ومكروهة و(فاشلة).

    ويقول: "لو رفع المؤتمر الشعبي العام غطاءه عن الحوثيين لقال الشجر والحجر يا يمنيين هذا حوثي يختبئ ورائي تعالوا فاقتلوه.. جماعة لم تجمع البشرية على شيء مثل إجماعها على كراهيتها".. يكرهها اليمنيون بجميع مشاربهم السياسية.. وتكرهها الدول العربية والإسلامية. ويكرهها العالم منذ دخلت صنعاء والعالم يشن حربا على اليمن.

    ويعدد الشجاع خسائر المؤتمر من أجل حلفه مع الحوثيين ويقول: "حاول المؤتمر الشعبي العام أن يسبح ضد الإرادة الدولية وقدم غطاءا لهذه الجماعة معتقدا أنها ستسلك طريق العمل السياسي، ليعرض نفسه لقطيعة إقليمية ودولية، ولأن طباعها طباع سوء (فلا أدب يفيد ولا حليب) وقف ناطقهم بالأمس والذي يزعم أنه ناطق الجيش ليفصح عن أهداف جماعته تجاه اليمن أولا والمؤتمر ثانيا ليقول إن إطلاق عدد من الصواريخ البالستية على هدف عسكري سعودي هي رسالة بعثها الجيش اليمني واللجان الشعبية للذين يقدمون مبادرات للاستسلام في إشارة إلى المبادرة التي قدمها البرلمان اليمني لوقف الحرب والمضي نحو السلام، وأثارت دعوة البرلمان للسلام هذه الجماعة وشنت حملة إعلامية وظفت فيها كل رموز الفساد وأمراء الحرب الذين تشكل لهم الحرب مصدر دخل".

    ويواصل الشجاع هجومه على الحوثيين ويقول: "يعتقد الحوثيون أنهم يستطيعون المضي في أكاذيبهم وأن الشعب اليمني لن يعرف حقيقتهم، المتباكون والنائحون والمولون ضد مبادرة السلام فضحهم الناطق باسمهم شرف لقمان الذي وضح أن إطلاق الصواريخ لم يكن بهدف الرد على العدوان بل بهدف إسكات من يدعو لوقف الحرب ولمزيد من استمرارها.

    تدرك هذه الجماعة أن استمرار الحرب فرصة للإثراء المادي والمالي، والظفر بمصالح شخصية، وترتيب أوضاع وواجهات مختلفة في ظاهرة فساد ومحسوبية لم يشهد لها اليمن مثيلا هكذا أماط الناطق باسمها اللثام عنها أنها جماعة طفيلية تقتات على الحرب وتمتص إفرازاتها، لذلك تسعى إلى إحباط أي مساع لأي تسوية سياسية قد تعمل على إنهاء الحرب."

    ويشرح الشجاع علاقة الحوثيين بمبادرة مجلس النواب قائلا: "كانت دعوة مجلس النواب كافية لجعل هذه الجماعة تفصح عن مكنونات نفسها أنها لا تريد شيئا سوى أن تبقى الحرب، ولم يتوقف غضب الحوثيين عند مجلس النواب فقط، بل طالت النقاشات الهجوم على حزب المؤتمر الشعبي العام ثلاث سنوات من الموت المعلن باسم الجماعة والتي أودت بأكثر من م100 ألف قتيل ستظهر حقيقتهم عندما تضع الحرب أوزارها وملايين من الجياع والمرضى عدا المعتقلين في سجونها، ودمار العمران، وقادة هذه الجماعة يتعاملون مع الحرب بدم بارد وعيون عمياء".

    ويقول الشجاع إن حزب صالح يمارس الحلم مع الحوثيين ويشرح ذلك "يظهر المؤتمر بين الحين والآخر أنه يحمل قسطا كبيرا من المسؤولية فهو الحليم الذي لا تأخذه الانفعالات ولو انفعل ورفع الغطاء عن هذه الجماعة المشبعة بالحماقة لذهب حتى النمل للتخلص منها، ولخرج الناس بمكانسهم يزفونها إلى مزبلة التاريخ، ولشاركهم في ذلك الكثيرون من الهاشميين غير الراضين عن سلوكها وعن ممارساتها التي خلقت حقدا غير مبرر تجاههم بسبب ممارساتهم اللا مسئولة سيمضي المؤتمر في السلام كما مضت اليابان وألمانيا لأنه يدرك أن الرهان على السلام هو رهان على المستقبل وعلى الأجيال الجديدة، وسيكون الشعب اليمني مع من يدعو إلى حياة أبنائهم وليس مع من يدعو إلى قتلهم، وسيكون مع من يجعل أبناءهم جنودا للسلام وليس مع من يجعلهم وقودا للحرب".

     

    الحوثيون: صالح خائن والشعب سيعرف ذلك !

    وفي الجهة الأخرى شن القيادي الحوثي علي جاحز هجوما غير مسبوقا على حزب صالح وعدد فضائحه وكتب في منشور بصفحته بعنوان "أحيانا تكون الفضيحة .. مفيدة".

    قال جاحز: "يقول المثل ( الكذب ليس له أرجل )، ويقول مثل آخر (من تغدى بكذبة ما تعشى بها)، ويقول آخر (ما يصح إلا الصحيح) الأمثال كثيرة التي تصف حال عفاش وحزبه اليوم بعد دجل وادعاءات وتمثيل لشهور طويلة ..دعوني أولا أقل لكم شيء .. حين قرأت خبر توقيع الاتفاق الإعلامي بين المؤتمر والأنصار توقعت فورا أن هناك فضيحة ينوي عفاش أن يجاهر بها ويريد قبل ذلك أن يضع نفسه محل قداسة وحرمة ويحظى بالتلميع والتطبيل في الإعلام الرسمي ويضمن عدم التعرض له ولفضيحته … هذا فقط للتذكير والتنويه".

    وعدد حاجز نقاط كشفها السفير الأمريكي عن صالح والمؤتمر قائلاً: "إما بخصوص فضح السفير الأمريكي له ولحقيقة موقفه، فهذه نعمة من نعم الله علينا وعلى هذا الشعب العظيم الصابر الصامد الذي لا يمكن أن يرضى الله سبحانه أن يبقى رهين الخداع والدجل والتضليل والزيف والآن .. تعالوا لنقرأ سويا معاني ودلالات فضيحة عفاش التي كشفها السفير الأمريكي:

    1- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه بأنهم ليسوا أفضل من بقية الأدوات التي تقف في صف العدوان.

    2- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه وأكد بأنهم انقلبوا على شراكة الموقف داخل مسار المفاوضات الذي يتلخص في أن يكون الحل شاملا وغير مجتزئ بأي حال وهو إنجاز حققه الوفد الوطني ونجح في تكريسه حتى اتفاق مسقط مع أمريكا وغيرها من الدول الكبرى، فالسفير تحدث عن موافقة المؤتمر على حل جزئي معيب والهدف من هذا الانقلاب هو مساعدة العدوان ومن يقف خلفه في نسف كل ما تم إنجازه في ذلك المسار السياسي.

    3- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه أنهم يتآمرون على الاتفاق السياسي وعلى المجلس السياسي وأن هناك خيانة يرتبون فصولها مع العدوان.

    4- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه بأنهم عمدوا إلى التنصل من الموقف الوطني الموحد تجاه المبعوث ولد الشيخ وذهبوا ليتعاملوا معه منفردين.

    5- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه بأنهم موافقون على تسليم محافظة الحديدة كلها والساحل كله وليس فقط الميناء لطرف ثالث، وهم يعرفون أن الطرف الثالث الذي تعنيه أمريكا ليسوا سوى عسكريين وأمنيين دربتهم هي وجندتهم داخل منظومة الجيش والأمن أيام عفاش ويدينون بالولاء لها.

    6- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه بأنهم يوافقون على تسليم الحديدة والميناء تحت لافتة الحرص على صرف المرتبات والتوصل لحل، مع أنهم يعلمون يقينا أن لا شيء من هذا سيحصل حتى ولو تم تسليم صنعاء.

    7- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه بأنهم باعوا القضية وينوون أن يغدروا بهذا الشعب وبتضحياته الكبيرة وينسلخون من جبهة الصمود والمواجهة التي لم يكونوا أصلا ضمنها إلا شكليا.

    8- السفير الأمريكي فضح عفاش وحزبه قاصدا لكشف ورقة كانت تنتظر دورها في خلق حالة اضطراب داخل الجبهة الداخلية وداخل تشكيلة الوفد الوطني وداخل الشراكة السياسية، وفي الواقع لن يحصل بإذن الله شيء من هذا لأن عفاش وحزبه أصلا لا يزالون في دائرة الشك والريبة لدى الشعب والجيش ومن لا يزال منخدعا بهم فقد عرفهم اليوم".

    ويختتم حاجز قائلا: "وخلاصة القول هذه الفضيحة التي تعمد السفير المباهاة بكشفها هي خطوة ضمن سلسلة خطوات مدروسة للإعلان عن لعبة بطلها عفاش وحزبه، بدأت منذ إطلاق سراح السفير والتنسيق مع الإمارات والسعودية لطرحه حلا ولم تنته بمبادرة العار التي أطلقها مجلس النواب وبرغم كل ذلك فأنا أرى أن كل هذه الهرولة نحو مربع الخيانة المكشوفة هي فصل من فصول انعتاق هذا الشعب العظيم وتوعية للناس ليعرفوا الأشياء على حقيقتها".

     

    دعوات السلام:

    وفي خضم الصراع بين طرفي الانقلاب تخرج دعوات "للسلام" وصلت حد قول القيادي المؤتمري الشجاع أن على الحوثيين إن فضلوا الحرب أن يذهبون إليها منفردين، وقال مذكرا الدول العربية ومنها السعودية ومصر بالسلام قائلا: "من يحب وطنه وشعبه يبحث عن السبل التي تجنب شعبه ويلات الحرب. هناك لحظات تجعل الحكماء ينظرون إلى الوراء لينطلقوا ليس أمام اليمن وسيلة لتجد فرصتها للحياة الكريمة إلا أن تحافظ على عنصرها البشري وتستخدمه استخداما جيدا، فبدلا من الزج بهم في أتون حرب خاسرة نجعلهم قوة محركة للإنتاج والاستثمار الجيد، وعنصرا أساسيا في رأس المال الفكري. وليس أمام السعودية إلا أن تستجيب لدعوة مجلس النواب وهي صاحبة المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل واليمن أولى بهذا السلام وعلى جمهورية مصر العربية أن تدفع في إنجاح هذه الدعوة وأن تتحلى بشجاعة السادات الذي ذهب إلى الكنيست الإسرائيلي من أجل السلام. وعلى المملكة الأردنية الهاشمية أن تشجع على السلام في اليمن فهي صاحبة تجربة اتفاق وادي عربة. وعلى حزب الإصلاح أن يستثمر هذه الدعوة فهي تحفظ لليمنيين التعايش بسلام وتعيده إلى حظيرة العمل الحزبي والتعددية السياسية، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يجعلا هذه المبادرة ملزمة لأنها قدمت من مجلس النواب الذي يستمد شرعيته من الشعب ومن قرارات مجلس الأمن.

    ويختتم مقاله "وعلى الحوثيين أن يمضوا نحو السلام أو يمضون نحو الحرب بمفردهم، كل يوم يمضي وبقعة الدم تتسع واليمن يتقلص ويصبح ركاما من الأنقاض وساحات للمقابر فهل سيختار الشعب اليمني والمجتمع الدولي السلام ويختار الحوثيون الحرب؟ حينها سيكتشف الحوثيون أنهم كفقاعات الصابون لا تصمد أمام قليل من الهواء وسيخسرون الغطاء الذي قدمه المؤتمر الشعبي العام لهم بعد أن خسروا قبولهم شعبيا وإقليميا ودوليا. السلام قادم شئتم أم أبيتم."

    ويرد على مبادرة السلام المؤتمرية القيادي بجماعة الحوثي محمد علي الحوثي رئيس ما كان يعرف باللجنة الثورية العليا ويقول و في خطوة غير مسبوقة وجه رسالة إلى المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً على قوى الانقلابيين في اليمن يطالبه فيها بالهدنة الفعلية، حيث جاء ذلك في تغريدة له على تويتر .

    وطالب محمد علي الحوثي وهو رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا من المملكة العربية السعودية وقف العمليات العسكرية والغارات الجوية عليهم، مشيراً إلى التوقيع على عمل هدنة فعلية مع السعودية، بعد أن عمدت مليشيات الحوثي على نقض جميع الهدنات السابقة ولم تلتزم بها.

    كما طالب الحوثي من المملكة السعودية أن توافق على الهدنة لتثبت عدم عدوانيته، متناسياً ما قامت به المليشيات الحوثية من عدوان على الحكم والانقلاب على الشرعية وقتل كل المعارضين، حيث واصلت عدوانها إلى الأراضي الجنوبية، كما لازالت تواصل عدوانها على حدود المملكة العربية السعودية .

    وقال محمد علي الحوثي إن دعوته للملكة بعمل هدنة عملية تأتي تزامناً مع قدوم الأشهر الحرم، والجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي فجرت المساجد واستوطنت ما بقي منها لعقد اللقاءات ومضغ القات، كما قتلت وشردت الكثيرين من الإسلاميين المعارضين للفكر الشيعي الاثني عشري وغيرها من التعديات على حرمات الإسلام

     

    صراع طرفي الانقلاب قوى جبهات القتال مع الشرعية!

    يبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأيام القليلة القادمة، جولة جديدة في المنطقة في مسعى لإنعاش مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ عام.

    وتمثل الجولة - التي لم يحدد موعدها رسميا بعد من الأمم المتحدة - محاولة "قد تكون هي الفرصة الأخيرة" للمسئول الدولي من أجل نزع فتيل الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عامين ونصف العام.

    ويبدو أن الجولة الجديدة لن تختلف عن سابقاتها في عدم تحقيق أي نتائج، فأبواب السلام موصدة هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، مع تدشين طرفي النزاع لمرحلة تصعيد عسكري واسع من المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام، وفقا لتصريحات زعيم الحوثيين، عبدا لملك الحوثي.

    ويسعى ولد الشيخ، خلال جولته الجديدة، إلى فرض خارطة الحل الخاصة بميناء الحديدة الاستراتيجي، غربي البلاد، والتي تنص على انسحاب الحوثيين منه، وتسليمه لطرف ثالث محايد، مقابل وقف التحالف العربي لأي عملية عسكرية في الساحل الغربي، وكذلك الاتفاق على مسألة توريد الإيرادات وحل أزمة مرتبات الموظفين المتوقفة منذ 10 أشهر.

    ووفقا لمصادر أممية تحدثت، في وقت سابق، فمن المقرر أن يبدأ ولد الشيخ جولته بزيارة العاصمة السعودية الرياض من أجل الالتقاء بالحكومة الشرعية، على أن ينتقل بعدها إلى العاصمة صنعاء، للقاء وفد الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح التفاوضي.

    ورجحت مصادر أممية أن يكون قد تم التمديد لولد الشيخ مدة شهر إضافي على نهاية فترة عمله التي من المقررة أن تنتهي في سبتمبر/أيلول القادم، من أجل إتاحة الفرصة أمام لتحقيق تقدم جزئي فيما يخص محافظة الحديدة.

    لكن مصادر أخرى في نيويورك أكدت أن هناك انقساماً داخل مجلس الأمن بشأن التمديد للمبعوث الأممي ولم يصدر القرار بعد.

    ولا يُعرف ما إذا كان الحوثيون سيوافقون على لقاء المبعوث الأممي في الجولة الجديدة أم لا، بعد رفضهم ذلك في الجولة الأخيرة، حيث يشنون منذ أشهر هجوماً واسعاً عليه ويتهمونه بـ"عدم الحياد".

    ومنتصف يوليو/تموز، قال ناطق الجماعة، محمد عبد السلام، إن الأمم المتحدة بصدد "تغيير" ولد الشيخ، داعيا إياها إلى اختيار مبعوث جديد لا يتبع دول العدوان ( في إشارة لدول التحالف).

    كما طالب الأمين العام، انطونيو غوتيريش بـ"تدارك الأخطاء التي حصلت سابقا من تمييع نشاط مبعوث اليمن".

    وعلى الرغم من نفي الأمم المتحدة تلك الأنباء، التي تتحدث عن تغيير ولد الشيخ رسميا، وأكدت أنه يحظى بثقة الأمين العام ( غوتيريش)، إلا أن هناك العديد من التعقيدات الأخرى التي تقف حجر عثرة أمام جهود المبعوث الأممي، ونجاح خطته الخاصة بميناء الحديدة.

    ويرفض الحوثيون التعامل بالمطلق مع تلك الخطة، ويشترطون في المقام الأول رفع الحظر الجوي المفروض من التحالف على مطار صنعاء الدولي، منذ 9 أغسطس/آب 2016.

    وكذلك يطالبون الحكومة بسداد رواتب موظفي الدولة المتوقفة، منذ 10 أشهر، وهو ما قد يسعى إليه المبعوث الأممي بمشاوراته مع المسئولين السعوديين وإقناعهم برفع الحظر قبل قدومه إلى صنعاء.

    الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين، اعتبر، الأسبوع الماضي، تحقيق خطة الحديدة بأنه "أبعد من عين الشمس". كما اتهم صالح ولد الشيخ بأنه "لا يملك رؤية واضحة في تحركاته الأخيرة".

    وفي مقابل الرفض التام من قبل الحوثي وصالح لخطة الحديدة، أعلنت الحكومة الشرعية والتحالف العربي، الداعم لها، تأييدهم لها وللمبعوث الأممي.

    لكن ذلك لا يبدو كافياً، وفق مراقبين، وهو ما يجعل جولة ولد الشيخ "أقرب إلى الفشل مسبقا".

    ويرى نبيل الشرجبي، وهو باحث سياسي وأستاذ علم إدارة الأزمات الدولية في جامعة الحديدة ( حكومية)، أن تغيير الأمم المتحدة آلية حل الأزمة اليمنية عبر التفكيك بحلول جزئية وتحريك بعض الملفات، مثل ميناء الحديدة وأزمة رواتب الموظفين، قد تكون أنجح من تحريك خطة جماعية للحل في أي نزاع، إلا في النزاع اليمني.

    وقال الشرجبي "الآلية الحالية تبدو معقدة بشكل كبير، والسبب أن الملف اليمني المتشابك، لا يسمح بحلحلة أي جزء دون الآخر، ولهذا لن يكون النجاح حليفها".

    ويعتقد الباحث اليمني، أن الحوثيين لن يفرطوا بالحديدة وميناءها الاستراتيجي بهذه السهولة، باعتباره المصدر الرئيسي الذي يستمدون منه قوتهم حاليا، سواء فيما يخص الإيرادات الكبرى التي تجعلهم قادرون على الاستمرار في الحرب، أو امتلاك الساحل الغربي للبحر الأحمر، والذي قد يسمح بوصول الأسلحة إليهم كما يتهمهم بذلك التحالف العربي.

    ويقاتل الحوثيون بشراسة في الساحل الغربي ويوجهون من خلاله ضربات مباغته لبوارج وسفن التحالف العربي، كما يهددون ممر الملاحة الدولية، كورقة سياسية قوية في أي مفاوضات قادمة.

    وعلى الرغم من مرور أشهر على دحرهم من مدينة "المخا"، التابعة لمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، إلا أن الحوثيين وقوات صالح استطاعوا الوصول، السبت الماضي، إلى عمق الميناء واستهدافه بقارب متفجر، وفقا إعلان التحالف.

    ويعتمد المبعوث الأممي على دور المجتمع الدولي في الضغط على الحوثيين لإقناعهم بالخارطة الخاصة بالحديدة.

    وأعلن السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، في مؤتمر صحفي بجدة السعودية، أن بلاده تقود دوراً كبيراً في هذا الموضوع.

    وأشار إلى أن هناك موافقة "ضمنية" من حزب صالح (المؤتمر الشعبي) عليها، في مقابل تحفظ الحوثيين على بعض النقاط، من دون تفصيل.

    وبعد كل هذه الحيثيات يمكن القول إن فرص نجاح خطط ولد الشيخ في إرساء سلام في اليمن وإنهاء الحرب قد تكون اكبر هذه المرة فمن الواضح أن تأثير "صراع طرفي الانقلاب" اكبر من تأثير صراع جبهات السلاح بين الشرعية والانقلاب وقد يكون هناك هرولة من طرفي الانقلاب الى سلام يضمن لكلا منهم تواجد اكبر من نظيره.

     

     

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news18771.html