2018/11/01
  • تسوية ماتيس حل أم تأسيس لصراع قادم في اليمن؟ (تقرير)
  • يضغط المجتمع الدولي وبشدة باتجاه فرض السلام في اليمن، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب، وانهيار الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل غير مسبوق، إذ تجاوزت نسبة الفقر 83%.
     
    وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن هناك حاجة إلى وقف الحرب في اليمن خلال الـ30 يوماً القادمة، مؤكداً استعداد السعودية والإمارات للمضي قدماً من أجل وقفها.
     
    وهو الأمر الذي أيدته بريطانيا، التي حثت الحوثيين والشرعية على الإنصات للمطالبات الأمريكية بخفض التصعيد في اليمن.
     
    ماتيس كان قد قدم رؤية لإنهاء الحرب في اليمن، تستند على إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح، ونزع الأسلحة الثقيلة بشكل كبير (الصواريخ الباليستية)، وذكر أنه وعد الحوثيين بمنطقه حكم ذاتي.
     
    في الوقت ذاته لاقت تلك الدعوات ترحيبا من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي أكد انطلاق المفاوضات خلال شهر، من أجل التوصل لتسوية سياسية.
     
    وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، كشف عن لقاء مرتقب سيجمع غريفيث بالرئيس عبدربه منصور هادي، لتحديد أجندة المشاورات، المتوقفة منذ أكثر من عام.
     
    خدمة المليشيات
     
    وتبدو الرؤية التي قدمها ما تيس بالنسبة للكاتب الصحفي كمال السلامي، بأنها لا تخدم سوى المليشيات في الشمال والجنوب على حد سواء.
     
    وأوضح -في مقال له- في الجنوب المليشيات هناك تنتظر هذه الخطوة بشغف لتحلل من آخر رابط يربطها بالحكومة المركزية، كما أن الحوثيين سيحصلون على حكم ذاتي معترف به دوليا، فيما ستكون الشرعية معزولة في بعض المناطق الشمالية الشرقية من اليمن.
     
    ويرى السلامي أن السعودية باتت تبحث عن ضمان بألا تكون عرضة للاستهداف مستقبلا، وهذه التسوية "الماتيسية"، حققت ذلك من خلال تأكيدها على ضرورة نزع السلاح والتخلص من الصواريخ.
     
    ظروف غير مواتية
     
    في صعيد ذلك، يقول السياسي اليمني، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن الخفة التي يتعاطى بها البعض تجاه قضية اليمن، لا يجب أن تربك الموقف من مسألة بناء الدولة بالمضمون الذي توافق عليه اليمنيون، لأنها الخيار الأفضل والمتاح لتجاوز هذا المشهد القبيح الذي أغرق فيه اليمن، وفق تعبيره.
     
    ورأى أن هذا المشهد لا يمكن أن يستخلص منه حل لمشكلة اليمن، معتبرا أن أي حل قابل للاستمرار، لا بد من تجاوز المشهد الرديء والبحث عن حل لمشاكله بإرادة تتجاوز تفاعلات هذا المشهد ومعوقاته.
     
    وأوضح ياسين "لبناء الدولة بالمفهوم الذي استقر عليه العقل اليمني في حواره التاريخي، وخاصة مضمون الدولة، شروط تتجاوز وقائع هذا المشهد وتأتلف مع نضالات الحركة الوطنية وتضحياتها العظيمة".
     
     وأكد ياسين بأن قضية بناء الدولة الوطنية ونظامها المدني ليست قابلة للتجزئة أو الترحيل أو عبث الإرادات المستفزة لهذه الخيارات.
     
    مبالغة
     
    وفي تعليقه على الطرح الأمريكي حول اليمن، تساءل الصحفي صدام الكمالي حول قدرة أمريكا على وقف حرب معقدة مثل الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو 4 سنوات في ثلاثين يوما.
     
    وهو يعتقد أن ثمة مبالغة في طرح مدة الثلاثين يوما، مبينا "هي فترة لا يعرف لأي نقطة بالضبط طرحت، لوقف الطلعات الجوية والصواريخ الحوثية، أم لوقف التحركات العسكرية لجميع الأطراف، أم هي مدة للمبعوث الأممي لجمع الأطراف في مشاورات جديدة قد تفضي إلى حل، وقد لا تفضي إلى "شيء" كما يحصل كل مرة".
     
    ويذهب مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد إلى التأكيد بأن لا أحد يستطيع جلب السلام لليمن غير اليمنيين، متابعا "على من جلب الحرب أن يقف ليحل السلام، أما من يريد أن ينتصر في الحرب بخطة سلام، فإنما يضع لبنات لدورة حرب جديدة وطويلة".
     
    وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أعلن أن بلاده تدعو التحالف إلى وقف الأعمال القتالية في اليمن والبدء بمفاوضات، مطالبا الحوثيين بالكف عن تنفيذ ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ضد الرياض وأبوظبي.
     
    بالتزامن، أوضح وزير الخارجية اليمني، أن العمليات العسكرية في الحديدة مستمرة وتجري على مدار الساعة، وهناك تصفية لجيوب الميليشيات ووقف محاولتها استعادة منطقة “كيلو 16″ بين الحديدة وصنعاء.
     
    وأكد اليماني ترحيب الحكومة بجهود غريفيث من حيث المبدأ، واستعدادها للذهاب إلى جولة أخرى للمشاورات، لكنه شدد على ضرورة أن تجري الموافقة على أجندة المشاورات ومكانها، من قبل الرئيس هادي، قبل تسريبها أو الإعلان عنها.

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news26128.html