2019/08/13
  • ما السيناريو الذي ينتظر اليمن بعد سقوط عدن؟
  • يسود الغموض المشهد اليمني، بعد استكمال مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا إسقاط العاصمة المؤقتة عدن، وسيطرتها على منزل وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي تم نقله إلى السعودية، وعلى مختلف المناطق هناك بعد معارك في بعض المديريات.

     

    وأكد نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي في بيان نشر على حساب الوزارة في تويتر، تعرض الحكومة لانقلاب من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي.

     

    وقال "من غير المعقول أو المقبول أن يتم استغلال استهداف ارهابي حوثي على العاصمة المؤقتة عدن لإثارة الفتنة والاقتتال في المدينة، الأمر الذي سيؤثر سلبا على معركتنا الحقيقية المدعومة من قبل تحالف دعم الشرعية ضد المليشيات الحوثية المدعومة من قبل إيران".

     

    بينما حمل مجلس شباب الثورة السلمية في بيان له، التحالف مسؤولية الانقلاب على مؤسسات الدولة بعدن، مؤكدا أن سبب ذلك هو دعم الكيانات المسلحة الموازية للدولة من قبل التحالف، والذي عمل بشكل ممنهج على إضعاف مؤسسات الشرعية.

     

    وزير الداخلية الميسري من جانبه، تحدث عن مشاركة 400 عربة إماراتية في المعركة لصالح الانقلابيين بعدن، منتقدا صمت السعودية إزاء ما حدث وعدم دعمها للحكومة، مشككا في الوقت ذاته بصمت الرئاسة الذي وصفه بـ"المريب".

     

    دعوات مختلفة

     

    عقب تلك التطورات في عدن، دعت الخارجية السعودية الحكومة وجميع الأطراف بعدن لعقد اجتماع عاجل في الرياض لمناقشة الخلافات.

     

    كما دعا التحالف في بيان له رفضه القاطع لما يحدث في عدن، وطالب المجلس الانتقالي والحزام الأمني بالانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها.

     

    وشدد على جميع الأطراف في عدن بوقف إطلاق النار بدءا من الساعة الواحدة ليلا، مهددا باستخدام القوة العسكرية لفرض وقف إطلاق النار.

     

    الحكومة بدورها أعلنت ترحيبها بدعوة التحالف لكافة المكونات والتشكيلات العسكرية التابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي إلى الانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.

     

    وأكد الناطق باسم الحكومة راجح بادي لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) التزام الحكومة بدعوة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لوقف اطلاق النار.

     

    وعقدت اليوم قمة ثنائية بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدربه منصور هادي، أكد فيها الأول على موقف المملكة الثابت في دعم الشرعية، ورفضها ممارسات المجلس الانتقالي.

     

    مسار انقلابي

     

    انتقد تلك الدعوات المحلل السياسي ياسين التميمي الذي قال في صفحته بموقع الفيسبوك إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار والتهديد باستخدام القوة من جانب التحالف، يعطي انطباعا أن هناك هدنة وبأن السعودية والإمارات لم تخططا لهذه الحرب ويضمنا نتائجها لصالح الانقلابي الجنوبي كما ضمنا من قبل للحوثيين انقلابا في الشمال.

     

    وأضاف السعودية بدعوتها لمن أسمتهم أطراف الصراع في عدن إلى الحوار، تؤسس لمسار انقلابي باستحقاقات والتزامات.

     

    اتفاق جديد

     

    بدأت الإمارات منذ بدء الحرب بتشكيل قوات تابعة لها في الجنوب، نفذت سابقا عدة هجمات استهدفت الحكومة والجيش وكان ينتهي التوتر بوساطة سعودية.

     

    وفي ظل المعطيات الجديدة، يبدو بالنسبة للمحلل السياسي عبدالغني الماوري أن الأمور مهيأة للبدء في مؤتمر يضم أطراف الأزمة اليمنية بغية التوصل لاتفاق ينهي الحرب.

     

    وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن ذلك الاتفاق سيتم عبره طي موضوع الشرعية والانقلاب، لافتا إلى  تصريح وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد بشأن دفع بلاده الوضع لهذا المنحى الذي يعد مؤشر على جدية هذا السيناريو.

     

    وعلى هذا الأساس، يمكن توقع مآلات استمرار التصدي للحوثيين، فلم يعد أحد متحمس لهذه الحرب، لكن يجري التفاوض الآن على الثمن الذي يجب أن تقدمه تلك الجماعة لوقف الحرب وطي الخلاف القديم، على حد قوله.

     

    شكل الدولة المتوقع

     

    في سياق متصل قدم سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان، ما يشبه المبادرة لحل الأزمة في البلاد، تتمثل في العودة للمشروع السياسي والذي يتكون في تعزيز دور الدولة ومشروعيتها بقيادة الرئيس هادي في استمرار مواجهة وإسقاط الانقلاب الحوثي الإيراني، إحداث إصلاحات سياسية وادارية تمكن الجنوبيين من شراكة حقيقية في إدارة شئونهم كمرحلة وسيطة.

     

    بدت جماعة الحوثي كذلك متحمسة لطرح المبادرات، ونقلت قناة المسيرة عن رئيس ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط قوله إن الأحداث في اليمن تدل على حاجة اليمنيين لإجراء مصالحة وطنية، وتهيئ لحوار سياسي يمني جاد بعيدا عن أي وصاية أجنبية.

     

    وخرج كذلك عضو المجلس محمد البخيتي بدعوة وجهها لحزبي الإصلاح والمؤتمر والمجلس الانتقالي، للاجتماع وترتيب وقف إطلاق النار وتشكيل سلطة انتقالية تتولى إدارة المرحلة حتى إجراء الانتخابات الرئاسية.

     

    ويرى الكاتب الصحفي أمجد خشافة أنه وبرغم سيطرة القوات التابعة للانتقالي على عدن، إلا أن قيادات المجلس ماتزال تعلن عن اعترافها بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

     

    وهذا قد يدفع بالتحالف والدول الأربع لتبني حوار موسع يضم فيه الانتقالي إلى الحكومة، وهي رغبة الانتقالي أساسا لكل ما جرى بعدن، بحسب خشافة في تصريحه لـ"الموقع بوست".

     

    لكنه كذلك لم يستبعد أن ينهي المستقبل القريب مشروع اليمن الاتحادي من ستة أقاليم ويصبح فقط إقليمين، أو حكم ذاتي كل طرف يحكم ما يسطر عليه وفقا لخارطة واشنطن التي أعلنها وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، فيكون الشمال للحوثيين ومأرب وتعز لحزب التجمع اليمني للإصلاح, والجنوب للانتقالي.

     

    سيناريوهات عديدة

     

    مركز أبعاد للدراسات والبحوث، تطرق في دراسة له بعنوان "الحرب المفتوحة في جنوب اليمن" توقع حدوث ثلاثة سيناريوها بعد أحداث عدن.

     

    الأول يتمثل بحصول تهدئة سعودية يعود عقبها الوضع العسكري إلى ما هو عليه، وهو أمر صعب بعد سقوط قتلى وجرحى بسبب معارك الأيام الماضية، ويمكن معه إمكانية تكرار الصراع بين الحكومة والانقلابيين.

     

    أما السيناريو الثاني فيتمثل بتوافق إماراتي سعودي جديد للعمل مع الانتقالي كشريك رئيس في الجنوب والتخلي عن شرعية هادي تمهيدا للانفصال، لكنه المركز يعتقد أن لذلك مخاطر كثيرة على التحالف كون فك الارتباط معناه رفع الغطاء القانوني عن تدخل التحالف في البلاد، إضافة إلى تمزيق اليمن بشكل أكبر.

     

    واستبعد المركز السيناريو الثالث المتمثل بتوريط الإمارات والانتقالي في عملية تمرد في محاولة لإضعافهم عبر تحرك سعودي يمني، لتضمين الأحداث الأخيرة تحت بند العقوبات التي فرضها قرار 2216 لمجلس الأمن.

     

    وشهدت عدن منذ الأربعاء الماضي أحداثا ساخنة مختلفة بين الجيش اليمني والمليشيات التابعة للإمارات، الذي بدأ بعد هجومين استهدف أحدهما معسكر الجلاء والآخر قسم شرطة.

     

     

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news29108.html