2021/06/05
  • ما هي الرسالة التي تريد ميليشيا الحوثي إيصالها بقصف مارب تزامناً مع وصول وفد عماني لإقناعهم بوقف إطلاق النار ؟
  • في الوقت الذي تجري فيه تحركات دولية مكثفة لإنهاء الحرب في اليمن تواصل ميليشيا الحوثي استهداف المدن والمنشآت الحكومية والخاصة في مدينة مارب المكتظة بملايين النازحين، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، في رد عملي على تلك التحركات.

    وشنت ميليشيا الحوثي صباح السبت، قصفاً بصاروخ باليستي أعقبته طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات على محطة للوقود في حي الروضة شمالي مدينة مارب، ما أدى الى مقتل وإصابة عشرين شخصاً على الأقل.

    وقال شهود عيان للمصدر أونلاين إن القصف استهدف المحطة التي كانت تصطف أمامها عشرات السيارات في انتظار تعبئة الوقود، ما أدى الى مقتل 14 شخصاً بينهم طفلة، وإصابة ما لا يقل عن ستة آخرين، واحتراق عدد من السيارات.

    ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصادر محلية وطبية أن من بين القتلى الطفلة "ليان طاهر محمد عايض فرج – 5 سنوات" ومن بين المصابين طفل آخر، فضلاً عن احتراق 7 سيارات وسيارتي إسعاف جاءتا للإنقاذ، واستهدفتا بطائرة مفخخة بعد دقائق من إطلاق الصاروخ.

    واستنكر مدير مكتب حقوق الإنسان بمارب عبدربه جديع، "الجرائم الإرهابية المتواصلة التي ترتكبها مليشيات الحوثي الانقلابية بحق المدنيين والنازحين في المحافظة بشكل متعمد وممنهج"، مشدداً على ضرورة تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لحماية أكثر من 3 ملايين نازح ومقيم في محافظة مأرب من إرهاب المليشيا الانقلابية ووقف جرائمها المروعة بحقهم.

    وأوضح جديع، أن المدنيين والنازحين بمدينة مأرب، يتعرضون لقصف متواصل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تستهدف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية ومنازل المواطنين في المحافظة بشكل شبه يومي، مشيرا إلى أن "هذه الممارسات العدائية الحوثية بحق المدنيين والنازحين والممتلكات العامة والخاصة في محافظة مأرب هي جرائم حرب ولن تسقط بالتقادم".

    يأتي ذلك بعد يوم واحد من استهداف ميليشيا الحوثي منزل الشيخ القبلي "علي بن غريب" بصاروخ باليستي هو الثاني خلال أسبوع، تسبب في أضرار بالمنزل دون ضحايا، في استهداف متكرر للمدينة ومحيطها والتي بلغت الصواريخ التي استهدفتها أكثر من 300 صاروخ، تسببت بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين والأطفال.

    وتؤوي مأرب نحو 2 مليون و231 ألف نازح يستوطنون 139 مخيما في محيط المحافظة بنسبة 60٪ من إجمالي عدد المشردين في الداخل اليمني، وفقا لتقارير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين التابعة للحكومة.

    يتزامن هذا القصف مع تحركات وجهود دولية وأممية لإنهاء النزاع في اليمن، وهي جهود قوبلت بتعنت من قبل الميليشيا التي ترفض وقف الحرب وتواصل هجماتها العسكرية وقصفها على محافظة مأرب والأراضي السعودية، لاسيما منذ إطلاق المملكة مبادرة وقف إطلاق النار أواخر مارس الماضي.

    وقال وزير الصحة العامة والسكان في الحكومة اليمنية قاسم بحيبح إن "رسالة السلام الحوثي، أكثر من 17 قتيل وجريح، بينهم هذا الطفل الذي أحرقه صاروخ الحوثي على مأرب اليوم".

    من جهته قال سفير اليمن لدى اليونسكو محمد جميح في تغريدة على تويتر: "استقبل الحوثي دعوات وقف إطلاق النار، واستقبل الوفد العماني بقتل ١٧ مدنياً بينهم أطفال، بصاروخ باليستي على محطة وقود في مدينة مأرب".

    ورفضت ميليشيا الحوثي المبادرة السعودية لوقف إطلاق الامر، فيما يجري مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث وموفد الولايات المتحدة تيموثي ليندركينغ جولات مكوكية في المنطقة لدفع جهود السلام إلى الأمام، فشلت حتى الآن في إقناع الميليشيا بوقف عملياتها العسكرية العنيفة التي تشنها على مارب منذ السابع من فبراير الماضي.

    وكان غريفيث دعا أطراف النزاع اليمني خلال زيارة لصنعاء الاثنين، الى الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الاقليمي والدولي لإنهاء الحرب، متحدّثا عن "طاقة دبلوماسية حقيقية لم تكن موجودة من قبل".

    والخميس، حمّلت الخارجية الأمريكية ميليشيا الحوثي "مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات".

    وقالت الخارجية في بيان، إن النزاع في اليمن تسبب في معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني، وإن الحوثيين، بدلا من ذلك، يواصلون هجومهم المدمر على مأرب الذي يدينه المجتمع الدولي ويترك الحوثيين في عزلة متزايدة".

    كما بحث أمس، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هاتفيا مع وزير الخارجية العماني "بدر البوسعيدي"، الأزمة اليمنية، وأشار الطرفان إلى أهمية وقف إطلاق النار الفوري والشامل في اليمن من أجل المساعدة في إنهاء الحرب هناك ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني.

    واليوم السبت، وصل الى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفد عماني رفيع المستوى، برفقة قيادات حوثية بينهم الناطق باسم الجماعة "محمد عبدالسلام فليتة"، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية أحمد بن مبارك الى مسقط.

    ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول حوثي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن المسؤولين العمانيين والقياديين في صفوف الحوثيين سيجتمعون بزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي "لحلحلة الأزمة".

    وأضاف "يبدو أن زيارة الوفد العماني هذه هي لإقناع (قيادة) الحوثيين بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام".

    ولعل التساؤل الذي يبرز: ما هي الرسالة التي تريد ميليشيا الحوثي إيصالها بقصف مارب تزامناً مع وصول وفد عماني والتحركات الدولية المكثفة لإقناعهم بوقف إطلاق النار ؟

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news35849.html