2021/11/25
  • في اليوم العالمي لمواجهة العنف ضدهن.. نازحات الحرب في مأرب... لسان الألم
  • في مجتمع محافظ وموروث اجتماعي كبير، ارتبط ذكر المرأة في المجتمع اليمني بكثير من الاحترام والتقدير، ومنحها أولوية في كل الأمور الاجتماعية.

    موروث اجتماعي جعل للمرأة امتيازات كثيرة من دون قوانين إلزامية، ومع دخول الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران صنعاء عاصمة اليمن وتمددها جنوب وغرب البلاد، بدأت تلك الخاصية تتلاشى مثلها مثل كل الأشياء الجميلة، وأضحت المرأة اليمنية في شتات ونزوح قاس، واكتظت مخيمات النزوح بآلاف اليمنيات.

    وكانت المرأة واجهة المأساة والخاسر الأكبر في الحرب، بحكم أن الآلاف من الأمهات فقدن فلذة أكبادهن وأزواجهن وتحولت حياتهن إلى جحيم مستمر، بسبب فقدان العائل والمسكن وحياة بائسة في النزوح وانعدام متطلبات الحياة الكريمة، إذ تعيش المرأة اليمنية في مخيمات النزوح حالاً إنسانية معقدة تفاقمها الظروف الاقتصادية في البلاد.

    معنا الله

    زهراء علي أم لأربعة أطفال، وهي إحدى النازحات اللائي يواجهن حالات إنسانية حرجة داخل إحدى المخيمات الطارئة في محافظة مأرب اليمنية.

    تقول زهراء إنها كانت تستقر مع عائلتها بأمن وأمان في منطقة البقع في محافظة صعدة شمال اليمن، وذات صباح تعرضت مناطقهم لقصف عنيف من قبل الحوثيين مما اضطرها وعائلتها إلى النزوح نحو منطقة تسمى "اليتمة"، إحدى المناطق الحدودية مع السعودية.

    وتابعت، "عشنا أياماً معدودة قبل أن يتقدم الحوثي باتجاه المناطق التي نزحنا إليها"، فنزحت مجدداً إلى الحزم عاصمة محافظة الجوف، مما اضطرها إلى النزوح مجدداً إلى الجوبة إحدى المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب، ومع تقدم الحوثيين وسيطرتهم على المناطق الجنوبية اضطرت مجددا إلى النزوح نحو أحد المخيمات الجديدة في مديرية الوادي.

    وتضيف أنها بعد إصابة زوجها بأحد الأمراض المزمنة التي أفقدته القدرة على العمل، أصبحت مسؤولية الأسرة على عاتقها، وهي تعمل على مساعدة الناس في أعمالهم من أجل الحصول على لقمة عيش لأولادها.

    إلى أن قالت، "حتى اضطررنا إلى التسول ونحن عمرنا ما تسولنا ولا مدينا أيدينا لأحد." تجهش بالبكاء وتقول، "تبهدلنا من يوم ما جاءت الحرب، تبهدلنا، الناس مرتاحة ونحن مجعجعين، الله وحده يعلم بحالنا، أفكر بالذهاب إلى الناس في السوق أطلب مساعدتهم لكنني أرجع من وسط الطريق أختنق ولا أستطيع الاستمرار".

    تستمر في البكاء فهي مصابة بالسكر والقولون، ثم تكمل "لا معي علاج للسكر ولا قولون.. معنا الله".

    آثار نفسية

    بغداد الفقيه أخصائية نفسية اجتماعية تقول "إن المعاناة التي لحقت بالمرأة جراء تجربة النزوح قاسية جداً وستظل آثارها النفسية طويلة المدى".

    وقالت في حديثها مع "اندبندنت عربية" إن هناك نساء تعرضن للاغتصاب والعنف والتحرش الجسدي والتهديد.

    وأشارت الى أن الوضع الأمني للمرأة في المخيمات ليس جيداً للنساء، مضيفة أن النساء اللاتي يترددن عليها "غالباً عندهن قلق شديد واكتئاب بسبب تغير الوضع وخروجهن من منازلهن فجأة ليبدأن حياة جديدة من الصفر نحو الخيمة والتشرد"، وبالتالي فإنها اعتبرت التغيير الناجم عن ذلك التحول "في الجانب النفسي كبيراً جداً، فالمرأة التي كانت في بيتها مرتاحة وجدت نفسها بغتة في خيمة وصحراء ورمال بلا غطاء ولا لحاف".

    ولفتت إلى أن أكثر النساء اللاتي يترددن عليها يأتين ودموعهن على خدودهن، ولم يستوعبن الوضع الذي صرن فيه في المخيمات، ناهيك بالرجال الذي كانوا سند الأسرة ثم أصبحوا أيضاً بلا حول يذكر أو قوة.

    وفي منتصف العام الحالي قالت منظمة الأمم المتحدة إن 73 في المئة من النازحين في اليمن من شريحة النساء والأطفال، من أصل 4 ملايين نازح في البلد المنكوب.

    جاء ذلك في بيان لمنسقية الشؤون الإنسانية الأممية في اليمن تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة.

    المصدر: اندبندنت عربية

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news37375.html