حذرت الحكومة اليمنية، يوم الجمعة، من إقدام مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على هدم أسواق ومئات المحلات الأثرية في مدينة صنعاء القديمة.

جاء ذلك في تصريح لوزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، نشرته وكالة سبأ الحكومية.

وقال الإرياني، إن "مليشيا الحوثي باشرت بوضع الخطط الإنشائية لإزالة الأسواق الأثرية وتحويلها إلى مزار على الطريقة الإيرانية، غير آبهة بوضع المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1986، وقائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في يوليو 2015".

وأكد "أن ما تقوم به المليشيا الحوثية من استهداف وتدمير ممنهج للمواقع الأثرية والتراثية يندرج ضمن مخططها لتجريف الهوية والموروث الثقافي والحضاري والتاريخي لليمن، واستبدالها بهوية دخيلة مستوردة من إيران، في انتهاك سافر لكافة القوانين والمواثيق الدولية، واستنساخ لممارسات الجماعات الإرهابية المتطرفة".

ودعا الوزير "المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها منظمة اليونيسكو والأليسكو ومراكز الدراسات والأبحاث المتخصصة، وكل المهتمين، بإدانة هذه الجريمة النكراء، والتدخل لوقف المذبحة التي تنوي مليشيا الحوثي ارتكابها بحق أحد مواقع التراث العالمي الخاضعة للحماية الدولية، باعتبارها ملك للبشرية جمعاء، وجزء من تاريخ وهوية الإنسانية".

وفي وقت سابق، أكدت مصادر تعمل في أمانة العاصمة لـ"المصدر أونلاين" اعتزام ميليشيا الحوثي إزالة أربعة أسواق قديمة ونحو 234 حانوت وعشرات المنازل في مدينة صنعاء القديمة، لإقامة ساحة عروض طائفية ومزار شيعي يحاكي المزارات الإيرانية.

وتقول المصادر إن مشروع الميليشيا يتضمن هدم كامل لأسواق (الحلقة - المنجارة - المحدادة - المنقالة) والعرج القديم ومئات الحوانيت ومنازل خاصة بسكان صنعاء القديمة، وإقامة ساحة احتفالات تزيد مساحتها عن 500 متر مربع، ومزارات حولها مع إنشاء مداخل وطرق من جميع أحياء المدينة إلى الساحة التي ستكون مركزا لإقامة الاحتفالات الطائفية الشيعية.

وأكدت المصادر أن ميليشيا الحوثي رفضت تجديد تراخيص وعقود الإيجار لأصحاب وملاك المحلات والمتاجر في الأسواق الأربعة وتمارس عليهم وعلى سكان المنازل ضغوط وتهديدات للقبول بالأمر الواقع والبدء بإخلاء المتاجر والمنازل المستهدفة بالإزالة.

وتناول نشطاء على مواقع لتواصل الاجتماعي ما قالوا إنها مخططات وإحداثيات للأسواق التي يعتزم الحوثي هدمها وإزالتها في مدينة صنعاء واستبدلها بمزارات طائفية وساحة لإقامة طقوس شيعية.

وفي حال نفذت الميليشيا هذا المخطط، ستكون قد طمست جزء من ملامح مدينة صنعاء الأُثرية، ما يهدد بإخراجها من قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فضلا عن تشريد السكان والتسبب بخسائر كبيرة لأصحاب المحلات التجارية.