قال خبير الآثار، عبدالله محسن، إن أربع تحف مميزة من آثار اليمن ستباع نهاية الشهر الجاري في "إدنبرة" عاصمة سكوتلندا (دولة في شمال غرب أوروبا)، حيث سبق وأن تم بيع العديد من الآثار اليمنية المسروقة في مزادات منفصلة.

ووفق ما نشره محسن على حسابه بـ"فيسبوك" اليوم الأربعاء، فإنه "في منتصف آخر يوم من مايو 2023م تدشن دار ليون وتورنبول الشهيرة مزاد (تشكل عبر الزمن) وتضع أهم قطعة أثرية فيه على غلاف كتالوج المزاد"، مشيرا الى أن هذه الدار تصف احدى القطع المعروضة بأنها "من أبرز ما تم عرضه في في المزاد".

وقال إن هذه القطعة "رأس مرمر من سبأ (اليمن)"، الذي سبق أن نشر صورته في كتاب "كنوز من اليمن القديم: على الطريق الأسطوري لمملكة سبأ" في العام 1997م".

ولفت الى أن "رأس مرمر" كان في السابق مع مقتنيات جامع الآثار الفرنسي الشهير فرانسوا أنتونوفيتش "الذي قضى معظم طفولته في القاهرة قبل أن يؤسس معرضه في باريس".

وأشار الى أن "الرأس منحوت من مرمر مقلم، ذو (رقبة رفيعة ترتفع إلى ذقن مستديرة، الوجه ذو فم مضغوط، الشفة العلوية مغطاة بشارب صغير، الأنف المتعرج يفصل بين عينين على شكل لوز أسفل الحاجب المقطوع".

وذكر محسن أن هذه الرأس "هو مثال رائع للنحت المميز الغامض الذي أنتجته ممالك اليمن القديم الغنية في مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد. مع تجريد ملامح الوجه إلى جوهر الشكل".

وفي نفس المزاد "يعرض وعل برونزي مميز من منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، مصنوعاً من البرونز المصبوب، (يظهر واقفًا في حالة يقظة، مع قرونه الملتفة الأنيقة التي تصل إلى الأذنين المستقيمتين، والذيل مرفوع"، وفق ما ذكره المختص محسن الذي قال إن هذا الوعل "كان من مجموعة مقتنيات جامع آثار من لندن في الفترة من 1990 وحتى 2000م، ويوجد تمثالاً برونزياً شبيها به في متحف متروبوليتان للفنون في الولايات المتحدة".

وأكد محسن أن "لوحة تذكارية من المرمر المنحوت، ستعرض على شكل شبه منحرف، بنقش بارز مع رأس مركزي لثور بملامح منقوشة، من القرن الثالث قبل الميلاد".

وحسب ما أورده محسن عن وصف المزاد فإن "الثور كان رمزًا مهمًا في مملكة سبأ القديمة، الواقعة في اليمن اليوم. يعتقد السبئيون أن الثيران تمثل القوة والخصوبة والازدهار، وقد دمجوا هذا الحيوان القوي في فنهم وثقافتهم. غالبًا ما وُضعت منحوتات الثور السبئي في مواقع بارزة مثل المعابد والأماكن العامة، وكان يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد والحماية للمجتمع".

وقال في ذات المزاد سيتم "عرض شخصية رمزية من الطين المشوي المطلي (تيراكوتا)"، وهذه الشخصية "تظهر جالسة، الأرجل عريضة ممدودة، الأذرع تمتد أمام الجسم، مع صبغة حمراء وبيضاء تدل على تفاصيل الوجه، مع عقد وأساور على الذراع".

وحسب المختص محسن فإن هذه الشخصية على "الأرجح من القرن الثالث قبل الميلاد"، مشيرا الى أن "مجلة علم الآثار الشرقية الصادرة عن المعهد الأثري الألماني في العام 2014م، كانت قد نشرت دراسة حول تماثيل من الطين من واحة مأرب وصرواح من الألفية الأولى قبل الميلاد" استعرضت فيها 365 تمثالاُ من الطين المشوي أغلبها وجدت في مقبرة معبد أوام.