العديني يُشعل مواقع التواصل بـ"جلسة شاي": حذار الاختلاط ..تعرف على القصة

أثار رجل الدين والبرلماني اليمني، عبد الله أحمد علي العديني، ضجة كبيرة وردود أفعال واسعة في الوسط الصحافي والحقوقي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، وذلك بعد أن خصص خطبة الجمعة الماضية للحديث عن ناشطين وناشطات في مدينة تعز جمعتهم جلسة شاي في كافتيريا عامة.

وتواجه مدينة تعز اليمنية التي تحاصرها الحرب منذ أكثر من عام، محاولات مستميتة تسعى إلى فرض حصار آخر عليها ولكن من الداخل هذه المرة، عبر التضييق على ما تبقى من هامش للحياة في المناطق التي أصبحت محررة من قوات الـمـخـلـوع صـالـح ومليشيات الحوثي. وهي محاولات يقودها رجال دين متطرفون.

وحذر العديني في خطبته بحسب ما نقله ناشطون، مما سماه "ظاهرة اختلاط النساء والرجال في الأماكن العامة"، مؤكداً أنه لن يتم السكوت عن ذلك. كما هدد بإغلاق الكافتيريا التي تسمح بأن يجلس الرجال والنساء لشرب الشاي على طاولاتها، متوعداً في الوقت ذاته بإخراج مظاهرات أمام منازل قيادات المقاومة الشعبية تطالبهم بوقف تلك التصرفات.

وكان عدد من الناشطين والناشطات قد ارتادوا الأسبوع الماضي كافتيريا الفقيه في شارع المغتربين وسط مدينة تعز، وجمعتهم طاولة شاي. وهؤلاء الناشطون هم ممن يعملون في الجوانب الإنسانية إلى جانب أنهم يقومون ما بين وقت وآخر بزيارة جبهات القتال وتقديم بعض الاحتياجات لأفراد المقاومة.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات المستهجنة لهذه المحاولات التي قال ناشطون إنها تهتم لـ"جلسة شاي" بغرض فرض حصار على المدينة من الداخل، بينما تتعامى عن المآسي التي يعيشها السكان جراء الحرب المفروضة منذ أكثر من عام، وكذلك القصف اليومي على الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين إلى جانب الأعباء المعيشية التي يسببها الحصار والتضييق على دخول المواد الغذائية.

وكتب البرلماني شوقي القاضي في صفحته على "فيسبوك" منشوراً يتهم فيه العديني بأنه يسعى "لجر تعز وشبابها ومكوناتها إلى معارك وهمية" لصرف الناس عن قضاياهم ومشاكلهم بالتركيز على "سفاسف الأمور".

وفي منشور كتبه العديني في صفحته على "فيسبوك" قبل يومين من خطبة الجمعة قال: "هل تعلمون أنه خلال هذا الأسبوع وفي شهر رمضان يلتقي شابان وثلاث نساء في "بوفيه الفقيه" في شارع المغتربين ويشربون الشاي على مرأى ومسمع من الناس ويتناولون الطعام".

وتابع "بعض نصح صاحب الكافتيريا بمنع أولئك من الجلوس على طاولاته، فكان رده بأن هؤلاء إعلاميات وإعلاميون وكأنه سقط القلم عنهم، وسترون غداً شغالات في "البوفيه" وسترون بعدها رقصاً من أجل الزبائن"، متسائلاً إن كان هناك غيورون يزورون المكان ويقدمون النصيحة لصاحبه.

وتواصلت خلال الأيام الماضية الانتقادات المغلفة بالسخرية من اهتمام رجل الدين العديني بجلسة الشاي على ما عداه من القضايا. فيما أعلن بعض مشتركي "فيسبوك" أنهم سيتوقفون عن شرب الشاي والاستعاضة عنه بجلسة عصائر، وكتب آخرون أنهم كانوا قد توقفوا عن شرب الشاي بسبب المخاطر الصحية إلا أنهم سيعودون لتناوله بإفراط احتجاجاً على تهديدات العديني. كما تعددت جوانب السخرية من خطبة العديني وحماسه الذي يظهر في مثل هذه القضايا فقط.