أهم الأخبار

مشاغلة "التحالف العربي" في اليمن؟

2017-05-22 الساعة 01:14ص (يمن سكاي - القدس العربي)

لا يفهم في الأوساط اليمنية المؤيدة للحكومة الشرعية والتحالف العربي حتى اللحظة سبب الإصرار على استمرار دعوات المظاهرات في عدن جنوب اليمن في ظل حالة الانقسام الشديدة التي خلقها إعلان محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ونائبه الوزير المقال هاني بن بريك إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا إلى حكم جنوبي وتمثيل في الداخل والخارج للجنوبيين وهي رسالة تحمل مدلولات انفصالية لطالما نادت بها فصائل الحراك الجنوبي منذ قيامه عام 2007م.

 

لكن اختيار التوقيت هذه المرة بدا مقصودا بحسب مراقبين فمظاهرات أمس الأحد التي شارك فيها الآلاف من الجنوبيين من محافظات مختلفة جاءت قبل يوم واحد من إعلان ذكرى السابعة والعشرين للوحدة اليمنية التي انطلقت في الثاني والعشرين من أيار/مايو عام في 1990م كما جاءت المظاهرة لإحياء ذكرى إعلان فك الارتباط ودعم المجلس الجنوبي الانتقالي في ظل وجود رئيسه ونائبه في دولة الإمارات والرجلان معروفان بأنهما مدعومان من ابوظبي.

 

وقد تساءل كثيرون حول هدف الرسالة التي يريد منظمو مظاهرات عدن إرسالها في نفس اليوم الذي تستضيف فيه المملكة العربية السعودية قمما مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة قضايا المنطقة وفي المقدمة منها القضية اليمنية.

 

وعلى الأرجح فإن من أنشأوا المجلس الانتقالي ومن يقف خلفهم قرروا المضي في خطواتهم باتجاه تقوية المجلس الانتقالي المعلن والإستمرار في مطالبه وهي مطالب إنفصالية في المجمل وإن تم إعلان الشراكة مع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدحر انقلاب الحوثيين وصالح.

 

وما يلفت النظر ان الزبيدي وبن بريك المقالين ومعهما محافظ حضرموت احمد بن بريك يتواجدان في أبوظبي بل إن محافظ حضرموت هاجم عبر قناة يمنية تتبنى المجلس الإنتقالي وتبث من الإمارات الحكومة الشرعية واتهمها بالفشل وقال إنها ترفض الاعتراف بحق الجنوبيين ولا تقدم لهم إلا الكلام، كما اتهم قيادة المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت بدعم الإرهاب.

 

هذا التصعيد في اللغة والاتهامات التي حملها خطاب محافظ حضرموت من أبوظبي يجعل علامات الاستفهام مفتوحة على خيارات الجهات الداعمة للمجلس الانتقالي في الجنوب بعد انضمام محافظين آخرين لإعلان تأييد المجلس مثل محافظ لحج ناصر الخبجي ومحافظ شبوه أحمد لملس ومؤخرا فضل الجعدي محافظ الضالع.

 

لا يمكن القفز عند قراءة خريطة الاحداث في اليمن على المشهد المربك جنوب البلاد الذي تحول على معركة بين أطراف منم المفترض أنها تدعم الشرعية والتحالف.

 

ولذلك يطرح السؤال عن مسؤولية أطراف الشرعية اليمنية في تأجيل هذه الخلافات البينية التي قد تنجم عن انقسام داخل بيت الشرعية ينتصر فيه محور جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح كلما طالت المعارك الجانبية بين أصحاب الهدف الواحد على حساب المعركة الرئيسية.

 

أما السؤال الثاني فهو يخص دول التحالف العربي بقيادة السعودية ومسؤوليته في أن تنجز اليمن مشروعها الذي حددته عمليات عاصفة الحزم وإعادة الامل بعيدا عن التباينات في الرؤى والاختلافات في وجهات النظر خاصة بعد الأزمة التي اندلعت بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولي الإمارات إثر إقالة هادي للزبيدي وبن بريك المدعومين من أبوظبي.

 

على صعيد آخر لا تبدو المملكة العربية السعودية قائدة التحالف راضية عن ما يحدث من تصرفات في الجنوب وهو ما أدى بحسب مصادر إلى خلاف مع أبوظبي لم يعلن حتى الآن لكن مؤشراته واضحة فقد كانت السعودية حاسمة في بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر مؤيدا للوحدة رافضا الخروج على شرعية الرئيس اليمني ومطالب الإنفصال.

 

وقد حرصت الرياض أمس الأحد على نشر تهنئة للعاهل السعودي وولي عهده وولي ولي عهده للرئيس اليمني بذكرى الوحدة اليمنية الذي يصادف الإثنين في وسائل إعلامها كتأكيد على موقفها من دعوات الإنفصال في يوم مظاهرة عدن التي تحتفي بذكرى فك الإرتباط.

 

لا يعرف حتى الآن إلى أي مدى يمكن أن يستمر المجلس الإنتقالي الجنوبي في فعالياته ومظاهراته التي قد ينجم عنها إرباك متزايد في ضرب خطط التحالف العربي وحرف مسار الحرب من حرب ضد ميليشيات الحوثي وقوات علي عبد الله صالح إلى حرب بين القوى الرئيسية في التحالف حول مستقبل الجنوب.

 

ومن غير المعروف أيضا هل الهدف من هذه المظاهرات والمجالس المعلنة ابتزاز حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والضغط عليه بعد الغضب الإماراتي من إقالة حلفائها أم ان المسألة تتعدى ذلك إلى مخطط كان يحاك في الظلام يهدف إلى فصل الجنوب اليمني عن الشمال دون إدراك خطورة تلك الخطوات على اليمن وعلى الخليج والمنطقة برمتها.

 

في كل الإحوال فإن الوقت ليس مناسبا للتناقض في المواقف والرؤى التي سيسببها فتح معركة جانبية جنوب اليمن تستفيد منها إيران وحلفاؤها سواء في اليمن أو الميليشيات في سوريا والعراق ولبنان التي تهدد علنا بضرب المنطقة وتهدد المملكة الجنوبية أو باستهدافها بالصواريخ البالستية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص